/ لماذا يُقاتِلُون الشّعبَ اليَمَنِي؟.

القائمة الرئيسية

الصفحات

لماذا يُقاتِلُون الشّعبَ اليَمَنِي؟.

لماذا يُقاتِلُون الشّعبَ اليَمَنِي؟.
قلم: أحمد بلقمري


مدخل: "مَغلُوبْتِي يَا جَارْتِي !". مثل شعبي جزائري
قامت السّعودية بقيادة عملية عسكريّة في اليمن ضدّ الحوثيين ضمن تحالف إقليمي مشكّل من عشر دول للدّفاع عن حكومة الرّئيس عبد ربه منصور هادي، هذا التحالف يضمّ دولا من مجلس التعاون الخليجي ودولا من خارجه، وقد جاء بدعوى منع سقوط دولة اليمن في أيدي الحوثيين، وكأنّ هؤلاء الحوثيين ليسوا مواطنين يمنيين، وكأنّهم أخطر من الدّواعش الذّين يعيثون فسادا في كلّ من العراق وسوريا بدعم معلن وخفيّ من الدّول ذاتها التّي أعلنت الحرب على جزء من الشّعب اليمني وطرف من أطراف الحلّ السّياسي كما تقول الجزائر الرّسمية.
المملكة العربية السّعودية تقاتل قوّاتها في جغرافية البلد الجار الجنوبي، مثلما قاتلت سنة 2011 في مملكة البحرين الجارة الشّرقية، وهي بذلك تقف ضدّ مدّ شيعي يحيط بها من كلّ جانب. أكبر بلد مصدر للنّفط في العالم، يخوض حربا بالنيابة على بلد يقع على طول طريق شحن دولي هام لمنتجي الطاقة في العالم، وهو بذلك يشدّد الخناق على نفسه دون أن يدري !. ملك البحرين السنّي يرد جميل المملكة السّعودية التّي ساعدت في الحفاظ على أمن واستقرار عرشه، فيشكرها لأنّها ردعت الغالبية الشّيعية العظمى من شعبه بقوّات درع الجزيرة، ويعلن مشاركته في العملية العسكرية إلى جانب كلّ من الإمارات العربية المتحدة، الكويت وقطر. نعم، إنّها قطر !. قطر التّي خاصمها الخليجيّون لبرهة من الزّمن ثمّ عادوا ليعلنوا دعمهم لها مؤخرا ضدّ السّيسي الذّي اتهمها بدعم الإرهاب والتطرّف. الرّئيس المصري المثير للجدل سارع بدوره إلى إعلان دعم بلاده للعملية الخليجية في اليمن حفظا لماء وجهه الأغبر، وهو الذّي فشل في كثير من القضايا آخرها خطوته القاتلة في ليبيا، أين قامت قوّات جيشه بعمل عسكري منفرد ردّا على إعدام مواطنين مصريين في ليبيا على يد جنود ما يسمّى بتنظيم داعش.
الأكيد، أنّ اليمنيين لن ينسوا هذه الهجمة الشّرسة للعرب على بلادهم مهما كانت التّسميات والأعذار، وهذا ما حذّرت منه الجزائر في ليبيا وأكّدته بمناسبة الحرب السّعودية على اليمن السّعيد، الذي لن يكون سعيدا بهذه الحشود لجيوش عربية مستعدة للقضاء على الحوثيين أينما وجدوا إرضاء لآل سعود الباحثين عن حماية منطقة نفوذهم، والمصرّين على القيام بحروب استباقية حماية لعرشهم من الزّوال؛ لكنّ الأكيد أنّ هذه الحرب لها تداعيات كبيرة على المنطقة، وستكون لها عواقب وخيمة ستأتي على الأخضر واليابس في بقعة تشهد توتّرا كبيرا منذ سنوات خلت، وقد يزداد هذا التوتّر بعد أن يغرق الجميع في المُستنقع اليمني.
بقي أن نذكّر بأمر مهم، السّودان الشّمالي المنقسم على نفسه أعلن دعمه السّياسي والعسكري لحرب الخليجيين على إحدى دول مجلس التعاون، المغرب أيضا أعلن مشاركته في عاصفة الحزم على مواطني بلد عربي يبعد عنه آلاف الكيلومترات، أمّا الجزائر فموقفها من الأزمة في اليمن يبقى واضحا من خلال الدّعوة إلى تشجيع سبل الحوار وأسبقية العمل السّياسي على العسكري؛ أمّا عن تركيا فهي تراقب بوادر نشوب حرب سعودية إيرانية في اليمن، حتّى تجد لها موقعا جيّدا في شبه الجزيرة العربية.
مخرج: أيّها التلاميذ النّجباء في مكافحة الإرهاب بالإرهاب؛ أمريكا سعيدة بعملكم جميعا!. لا عذر لكم اليوم أيّها الأعراب، فإسرائيل بريئة من دمائكم براءة الذّئب من دم يوسف !.
هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع