جبال كيانة أو عياض
سكنت هذه الجبال بطون عياض من أولاد مشرف بن أثبج، وقد نزل عياض بجبل قلعة بني حماد، وملكوا القبائل، وتولّوا الجباية، كما عاش على هذه الأرض أبناء البربر من عرش مزيتة القادمين من جبال البيبان، حيث سكنوا الأقطار، ولم يخل بطن من بطونهم في جبل أو سفح ما بين البيبان وكيانة.
وهذا بعض ممّا قيل عن جبال كيانة من طرف أبي العباس تقي الدين أحمد
بن علي المقريزي في كتابه المقفى الكبير:
«وقدم عليه زيري بن مناد بعساكر صنهاجة فحمله وخلع عليه، وقلّده
سيفا ووصله بصلة جزيلة، وعقد له على قبائل صنهاجة والبربر، وفي مناخه هذا اعتلّ.
ورحل في نصف جمادى الآخرة ثمّ نزل بوسط بلدة صنهاجة ليشتّي هنالك
فاشتدت به العلّة ثلاثة عشر يوما، ثمّ نقه، ورحل إلى المسيلة يوم الأربعاء لليلتين
خلتا من رجب، وقد سبقه أبو يزيد إليها فارتفع إلى جبال كيانة.
فاستدعى المنصور كتامة وعجيسة وزواوة وغيرهم فأتوه، وأخذ على أبي يزيد
الطّرق فانحصر أبو يزيد في تلك الجبال»[1].
وهكذا نفهم كيف سمّي جبل مزيتة (إقليم رأس الوادي حاليا) بجبال
عياض بهذا الاسم، وهي الجبال التي سكنتها وعمّرتها بطون عياض من جبال المعاضيد إلى
جبال بوطالب.
وها هو الباحث في التاريخ الأستاذ فوزي سعد الله يذكر أهل مزيتة
(المتنقلون بين البيبان وعياض) في معاشهم بمدينة الجزائر العثمانية:
«في مدينة الجزائر العثمانية، كان "القبايل"، حسب الوصف
الأرشيفي، ينتمون بشكل أساسي إلى قبيلة فْلِيسَة القريبة من العاصمة الجزائرية.
وتُميِّز الوثائق المحفوظة في مركز الأرشيف الوطني في ضاحية بئر الخادم، في
المدينة ذاتها، بين "القبايْلي" من جهة و"العبَّاسي"، (من بني
عبَّاس قرب سطيف) من جهة أخرى، و"المْزِيطِي" أو "المْزِيتِي"
المنحدر من بلدة مْزِيطَة قرب سطيف وبرج بوعْرِيرِيجْ من جهة ثالثة، رغم أن أهل
قلعة بني عبَّاس وأهل مزيطة كان يغلب عليهم آنذاك، على الأقل، العنصر الأمازيغي
اللسان. وقد احتفظ لنا الأرشيف بأسماء عدد منهم على غرار "المْزِيتِي التاجر
برحبة الزرع وسعيد الحَمَّال بن السيّد مْعَمَّر المْزِيتِي وأحمد بن علي كيَّال
بالرَّحْبة المْزِيتِي نَسَبًا...».[2]
تعليقات
إرسال تعليق