/ بعض ممّا جاء في ذكر أخبار برج الغدير

القائمة الرئيسية

الصفحات

بعض ممّا جاء في ذكر أخبار برج الغدير

بعض ممّا جاء في ذكر أخبار برج الغدير

جمع وتقديم الأستاذ: أحمد بلقمري
متحصّل على شهادة المرحلة الأولى من دبلوم نجيبويه للدّراسات المعمّقة في تحقيق التّراث (2009)[1].
منظر عام لمدينة برج الغدير

هذا هو الغَدِيرُ الرَّقْرَاق « غَدِيرُ وَارُّوا »
قال الحميري في كتابه «الرّوض المعطار في عجائب الأقطار» عن برج الغدير الآتي:
«برج الغدير[2]: حيث ينبع نهر سهر الذي يشق مدينة المسيلة، وعلى السلسلة الجبلية التي تمتد شمال الحضنة وبمكان يسمى غدير وارو (برج الغدير حاليا) جنوب برج بوعريريج، سكّانه من بني يغمراسن الكملانيين إحدى فروع قبيلة هوارة، وقد كانوا إلى سنة 325 هجري أقوياء بعددهم البالغ 60 ألف نسمة وخاضعين للدولة الفاطمية، وبعد عودة أبي عبد الله الشّيعي من المغرب في السنة نفسها نقلهم بالجملة إلى سهل القيروان، خوفا من أن يثوروا عليه، وأثناء فتح القيروان، انضم بنو كملان إلى أبي يزيد، وكانوا من أخلص جنوده ضدّ الدولة الفاطمية، فسطا بهم إسماعيل المنصور حتى قطع ذكرهم».
وبلاد الغدير ذكرها البكري في كتابه الشّهير «المسالك والممالك» في المجلد الثاني في فصل ذكر مدينة تلمسان وما والاها من المغرب، حيث قال:
«ونهر سهر الّذي عليه مدينة المسيلة منبعثه من عيون داخلة مدينة غدير وارّوا، وهي مدينة كبيرة أوّلية بين جبال فيها عين ثرّة عذبة عليها الأرحاء وعين أخرى وتحتهما عين خرّارة يقال لها عين مخلد تجتمع فيها، ومن هناك منبعث نهر سهر. وبمدينة الغدير جامع وأسواق عامرة وفواكه كثيرة، وهي رخيصة الطعام واللّحم وجميع الثمار، قنطار عنب فيها بدرهم. وسكّانها هوارة يعتدون في ستّين ألفا. وبشرقيّ مدينة الغدير قرية أوّلية يقال لها طرفلة لا تعدل بها قرية، وهم يقولون طرفلة طرف من الجنّة. ومدينة الغدير ما بين سوق حمزة وطبنة وهي على مرحلتين من طبنة[3]». 
وقال أيضا عن غدير وارّوا:
«ومدينة سطيف على مرحلتين من المسيلة، تخرج من المسيلة إلى غدير وارّوا يسكنه بنو يغمراسن من هوارة (على عيون طيّبة) يعتدّون في ستّين ألفا، وقد تقدّم ذكرها. ومنها إلى مدينة سطيف، وهي مدينة كبيرة جليلة أوّلية كان عليها سور خرّبته كتامة مع أبي عبد الله الشيعي لأنّها كانت في الأوّل لكتامة غلبتهم عليها العرب، وكانوا يعشّرونهم إذا دخلوها، وهي اليوم دون سور لكنّها عامرة جامعة كثيرة الأسواق رخيصة الأسعار. وبين سطيف والقيروان عشر مراحل، وبينها وأقزرنة عشر مراحل أيضا، ومدينة تاناجللت على مرحلة (من مدينة سطيف وعلى مقربة من مدينة ميلة المذكورة قبل هذا. وتاناجللت) مدينة لكتامة عامرة آهلة ليس بها مسجد. وغدير وارّوا المذكور على مرحلتين من طبنة. وبين تاناجللت ومدينة القيروان ثماني عشرة مرحلة. وبين مدينة وهران ومدينة تلمسان مرحلتان[4]».
ومن أخبار الغدير أيضا، ما جاء في حاشية كتاب «المغرب في ذكر بلاد أفريقية والمغرب» للبكري في معرض الحديث عن جبل القلعة، ويقصد بذلك جبل كيانة (عياض):
«وكانت من هوّارة أمّة كبيرة بجبل القلعة الممتدّ بين الحضنة ومجانة، جنوبي سطيف وبرج بوعريريج، في مدينة يقال لها الغدير. ذكرها البكري في (القرن11 م) باسم غدير ورّو، فقال: وسكانها بنو يغمراسن من هوّارة يعتدّون في ستين ألفا[5]».
وجاء في كتاب « الرّوض المعطار في عجائب الأقطار» عن بلاد الغدير الآتي:
«الغدير[6]: مدينة بقرب المسيلة من البلاد الزابية، وبينها وبين قلعة بني حمّاد ثمانية أميال، وهي مدينة حسنة، أهلها بدو، ولهم مزارع وأرضون مباركة، والحرث بها قائم، والمسافة بينها وبين المسيلة ثمانية عشر ميلا. وهي مدينة أوّلية بين جبال، فيها عين ثرّة عذبة عليها الأرحاء، وعين أخرى وتحتها عين خرّارة، ومن هناك ينبعث نهر سهر، وبمدينة الغدير جامع وأسواق عامرة وفواكه كثيرة، وهي رخيصة الطعام واللحم وجميع الثمار، قنطار عنب فيها بدرهم، وسكّانها هوّارة يعتدّون في ستين ألفا، وهي ما بين سوق مهرة وطبنة، وهي على مرحلتين من طبنة».
ووصفها ياقوت بن عبد الله الحموي الرّومي البغدادي شهاب الدين أبو عبد الله في كتابه «معجم البلدان»، قائلا: «الغدير[7] بلد أو قرية على نصف يوم من قلعة بني حمّاد بالمغرب، ينسب إليها أبو عبد الله الغديري المؤدّب أحد العبّاد، عن السلفي، قال أبو زياد: الغدير من مياه الضّباب على ثلاث ليال من حمى ضريّة من جهة الجنوب. والغدير الأسفل: لربيعة بن كلاب، والله الموفق للصّواب».
أمّا الشّريف الإدريسي في كتابه «نزهة المشتاق في اختراق الآفاق»، فقال عن الغدير:
«وعلى اثني عشر ميلا منها المسيلة التي تقدم ذكرها غربا والمسيلة في أرض طبنة وفي جهة المغرب من مدينة القلعة ومن القلعة أيضا في جهة المشرق مدينة محدثة تسمى الغدير وبينها وبين القلعة ثمانية أميال والغدير مدينة حسنة وأهلها بدو ولهم مزارع وأرضون مباركة والحرث بها قائم الذات والإصابة في زروعها موجودة والبركات في معاملاتهم كثيرة وبين المسيلة والغدير ثمانية عشر ميلا[8]».





[1]  دبلوم نجيبويه للدراسات المعمّقة في تحقيق التراث (دبلن. إيرلندا)، هو أحد الشّهادات التي يمنحها المركز المتخصص في المخطوطات وتحقيق التراث، ويمرّ عبر ثلاثة مراحل (الكاتب متخصص في: المخطوط المغربي: تاريخه، ومناهج حفظه، وتحقيقه ونشره).
[2]  تابليت، ع. (2011). هوارة ودورها في تاريخ بلاد المغرب. الطبعة الأولى. قسنطينة، الجزائر: دار الألمعية للنّشر والتوزيع.ص.26
[3]  البكري، أ. (2020). ص724 - كتاب المسالك والممالك للبكري - الطريق من قلعة أبي طويل إلى مدينة تنس - المكتبة الشاملة الحديثة. [online] Al-maktaba.org. Available at: https://al-maktaba.org/book/23849/702#p2 [Accessed 17 Jan. 2020].
[4]  البكري، أ. (2020).   المسالك والممالك للبكري - ذكر مدينة تلمسان وما والاها من المغرب - المكتبة الشاملة الحديثة. [online] Al-maktaba.org. Available at: https://al-maktaba.org/book/23849/723#p1 [Accessed 17 Jan. 2020].
[5]  البكري، أ. (2013). المغرب في ذكر بلاد أفريقية والمغرب.  تحقيق: حماه الله ولد السّالم. الطبعة الأولى. بيروت، لبنان: دار الكتب العلمية. ص.45
[6]  الحميري، م. (1984). الرّوض المعطار في عجائب الأقطار. تحقيق: إحسان عباس . الطبعة الثانية. بيروت، لبنان: مكتبة لبنان. ص. 427
[7]  الحموي، ي. (1993). معجم البلدان. الطبعة الأولى. بيروت، لبنان: دار صادر. ج 4. ص. 188
[8]  الشريف الإدريسي، م. (2020). نزهة المشتاق في اختراق الآفاق - الجزء الأول - المكتبة الشاملة الحديثة. [online] Al-maktaba.org. Available at: https://al-maktaba.org/book/11787/265 [Accessed 17 Jan. 2020].

هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع