/ جدّتي و القذافي..

القائمة الرئيسية

الصفحات


جدّتي و القذافي..

قالت لي جدتي: هل مات القذافي يا أحمد؟، فقلت لها: وما دخلك أنت في القذافي يا جدتي؟!، فليذهب إلى الجحيم لقد أباد شعبا بأكمله؟، قالت جدتي: وهل أمه يهودية حقا؟، امتعضت من كلام جدتي التي تسأل عن أمور إن تبد لها حقيقتها لا تفيدها في شيء وقد بلغت من العمر عتيا، لكنني أجبت في نهاية الأمر: نعم يا جدتي، و أخواله يهود..أدركت حجم الخطأ الذي ارتكبته عندما بحت لجدتي بجواب سوف يقودني لمزيد من الأسئلة و التحقيق، تساءلت جدتي قائلة: وكيف ذلك يا أحمد؟..سكت حتى تنسى جدتي ما قلت لها، لكنها بادرت بطرح سؤال آخر أكثر تعقيدا: المسكين قالوا بان ابنه الأصغر قتل في غارة للنيتو، ما هو النيتو يا أحمد؟، ازددت حنقا بسبب سؤال جدتي و قررت إعطائها إجابات مختصرة: النيتو هو الحلف يا جدتي، تحالف عسكر اليهود ليقتلوا القذافي وجنوده...قالت جدتي بسذاجة كبار السن: لا تخف يا أحمد لن يقتلوه، هل تعرف لم؟، لأن أمه يهودية..قلت لجدتي: دعينا من القذافي يا جدتي، ثم قولي لي: من أين تأتين بهذه الأخبار؟، ضحكت جدتي ساخرة مني وقالت: من الجزيرة يا بني، لا يتركون خبرا إلا وأعلمونا به، أنا أحبهم لأنهم يتكلمون الحقيقة..أردت أن أساعد جدتي و أفهمها حقيقة الجزيرة فما وجدت من طريقة لذلك سوى قولي لها: هل تعلمين أن الجزيرة قناة يهودية يا جدتي؟..قالت جدتي: لا يهم، المهم أن القذافي لم يمت، وما دام لم يمت فالجزيرة و أنا مستمتعان بما يجري إلى حين..نظرت إلى جدتي نظرة إشفاق على حالها و قلت لها مودعا: أستودعك الله يا جدتي، غفر الله لك فأنت لا تعلمين أن الأبرياء يموتون كل لحظة في ليبيا بسببكم جميعا، جهلك و القذافي و الجزيرة...

قلم: أحمد بلقمري
هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق
  1. من قال ان جدتك ساذجة يا احمد فقد اكتشفت على الاقل ان الجزيرة مستمتعة بما يحدث .تحياتي لجدتك

    ردحذف
  2. جدتي ذات روح مرحة، كبيرة في السن لكنها تعقل كل شيء، تتابع الأخبار و تكتب مذكراتها، وتستمع للبرامج الإذاعية، وتستمتع ببرامج و أخبار قناة الجزيزة..ههه
    إنها شخصية متخيلة فقط، لكنها تنم عن رسالة هادفة..شكرا لاهتمامك أختي مريم

    ردحذف
  3. انا اتمنى ان القارئيين يفهمون المعنى البعيد لا المعنى القريب فانك عندما تفهم المعنى البعيد تستمتع حقا اليس كذالك يا احمد ؟؟!!

    ردحذف

إرسال تعليق

التنقل السريع