/ مشاهد من حياة غاسل الأطباق.. الذي صار إمبراطور التنمية البشرية!!

القائمة الرئيسية

الصفحات

مشاهد من حياة غاسل الأطباق.. الذي صار إمبراطور التنمية البشرية!!


مشاهد من حياة غاسل الأطباق.. الذي صار إمبراطور التنمية البشرية!!
د. إبراهيم الفقي
كتبت ـ صفاء البيلي / على صفحات جريدة المصريّون |  20-02-2012
 
أيّها الفارس النبيل.. ها أنت تعود إلى قلب أمك الأرض.. لعلها حنو عليك بقدر حبها لك وشفقتها على جسدك النحيل.. تقديرًا لما قدمت من أمل ملأ قلوب القانطين من إيمانهم بقوة أرواحهم المستمدة من روح الله... فهل ترى فعل كل منا فى حياته ما يجعل تاريخه مليئا بما يفخر به الآخرون وما يكون أهلا لأن يفخر به حيث لا يملك إلا ما خطت يداه فلا تبديل لما كتبناه فى صحفنا التى نرجوها عامرة بما يرضى الله عز وجل.
يا لك أيها الطفل الشاب العجوز الذى أسموه يوم ولدته أمه: "إبراهيم" يا لك حين تؤمن بذاتك.. فيؤمن بك الآخرون، وحين يمنحك الله البصيرة النافذة فترى المستقبل وقد انتهكت كل أسراره وذابت كل متاعبه وصعوباته فترى الواقع بآلامه ويأسه، وقد تحول إلى عالم لا متناه من الأمل والبشاشة والسعادة، هل كان يعلم أنه سيكون ذات يوم اسمًا من أشهر الأسماء فى التنمية البشرية فى الوطن العربى فى وقت هكذا كان يقول "لا تكن شخصًا عاديًا، يقع تحت طائلة الظروف إن لم يكن ماضيك مميزًا فاجعل من حاضرك ومستقبلك متميزًا وتاجه النجاح"..
المشهد الأول: لاعب التنس يتألق
هل كان أحد يتوقع أن يصير هذا الصغير ملء العين والسمع والبصر؟ هل ثمة ما ينبئ أو يشير؟ .. كلا.. لقد كان طفلا ككل الأطفال، لكنه كان متفائلا آملا، لم يتأثر حينما ألقت معلمته رأسها للوراء وهى تضحك واصفة إياه بالأبله لأنها سألته ماذا تريد أن تكون حينما تكبر فأجابها: أريد أن أكون مديرًا عامًا!!
وعلى الرغم من فترة العقوبة التى أمضاها واقفًا فى الفصل على قدميه النحيلتين، والتى دفعها ثمنًا لحلمه إلا أن ابتسامته الوادعة التى تملأ أوردة قلبه الصغير، لم تكن تفارقه، فمع حب الحياة وانطلاقات الرفاق نسى معلمته القاسية، ولكنه لم يكرهها بل جعل من تهكمها على حلمه دافعًا لتحقيقه.
عشق الطفل إبراهيم الفقى لعبة تنس الطاولة وحلم أن يصبح بطلا من أبطال العالم فيها ممن يُشار إليه بالبنان، فقام بأول خطوة عملية لتحقيق حلمه، لم ينتظر الصدفة أو ينادى الحظ.. فقدم أوراق التحاقه بالأندية الكبرى التى لم تكن تعترف هى الأخرى إلا بالواسطة لكنها لفظته، رفض المسئولون قبوله كلاعب، لم يتمكن منه اليأس فراح يبحث عن النوادى الشعبية ومراكز الشباب فتدرب ونافس وفاز وآن له أن يلتحق بالنادى الكبير..
وبعد كفاح وعناد تلقفته يد خبيرة لمدرب فاهم وواع هو كابتن الحديدى، مدرب نادى الإسكندرية الرياضى، الذى ظل يتدرب فيه ويتبارى حتى حصل على أفضل لاعب فى مصر مما أهله لتمثيل مصر ضمن فريقها القومى عبر بطولة العالم التى أقيمت فى ألمانيا الغربية 1996م.
المشهد الثانى: الكومبارس يصير بطلا!
تمر الأيام، ويستشعر الفتى الذى شب عن الطوق أن تنس الطاولة لا تصلح هدفًا يصبو إليه، لقد شعر أن بإمكانه فعل الكثير، أن بإمكانه أن يصير أفضل، فكر الفتى.. لِمَ لا يصير مديرًا لأكبر فنادق العالم؟ وكيف يتحقق ذلك له؟ لم يلجأ للمرة الثانية للحلم وحده بل كلله بالعمل، التحق بمعهد الفنادق وتخرج منه بتفوق؛ ثم حاول أن يجد مكانه لنفسه ها هنا فى البلد الذى يعشق ترابه، لكنه لا يريد أن يضيع لحظة من حياته دونما كفاح يؤدى لوصوله لهدفه..
هاجر الفتى إبراهيم إلى كندا.. وهناك دقّ آملا على باب فندق "مونتريال" الذى يعد أكبر فنادق كندا وظل يراوده الحلم ويعانقه كطيف علوىّ، وهو يمد قدمه المتعبة. قبض على حلمه ولم يدعه يمر سدى.. حمل حلمه فى قلبه وشمر ساعديه وخطا أولى خطوات تحقيق حلمه الصبى.
لم يجد سوى وظيفة غاسل للأطباق، ابتسم للمياه المنسابة على الأطباق بين يديه، ربما كانت تغسل أدران قلبه وأتربة روحه حينما كانت تغسل بقايا الطعام.. لعله كان يبتسم وهو يرى وجهه من خلال سطحها المصقول بعينيه الضيقتين الثاقبتين الممتلئتين أملا فى الله وثقة فى النفس.. فلم يرفضها وهو الفتى الأنيق اللبق المثقف الواعى، بل قال لنفسه: إنها أولى درجات تحول الحلم إلى حقيقة، يا له من سيناريو طويل، ويا له من تاريخ يتجسد أمام عينيه مهللا كلما نجا من معاملات رديئة، أو تمييز عنصرى، أو حسد أو حقد من نشاطه وتوقد شعلته، ست سنوات هى الفارق الزمنى الذى مر أمامه منذ وطئت قدماه السجادة الطولية المفروشة فى بهو الفندق حتى تحول من كومبارس لا يظهر إلا خلال المجموعات وإن ظهر لا يتكلم، حتى احتل ساحة المسرح، وصار البطل الآمر الناهى على مسرح الأحداث.. ست سنوات من الكفاح فعلت فيه ما فعلت حتى صار الحلم حقيقة، رُشح لجائزة المدير المثالى من مؤسسة الفنادق فى الولايات المتحدة الأمريكية وفاز بها عام 1999م بل وقام بمساعدة أكثر من 60 عربيًا بتعيينهم للعمل فى الفندق.
المشهد الثالث: إمارة الفنادق.. وإدارة البشر!
ويحك أيتها النفس الإنسانية إن لم تجدى من يفهم دواخلك ويسبر أغوارك ويهذب رغباتك ويكبح جماح انتفاضات روحك المتوثبة فى فضاء جموحك.. ويحك إن لم تجدى من يفجر أجمل طاقاتك ويزهر أشجار الفل والياسمين الكامنة فى حدائقك البهية ويغلق مرافئ الشر والحقد والغضب فيكِ.
هل كان هذا الفعل من نصيب ذاك الفتى الذى سارت به السنون ليعانق آفاق الشباب وهو ممتلئ الروح بعلامات استفهام كثيرة ومعقدة وقديمة، تروح وتجىء عبر هذا جسده النحيل وهو يتحدث عن القوة البشرية اللامحدودة والتى استطاع بحدسه أن يكتشف قدرته على التميز فيها وهى المجال غير المطروق فى ذاك الوقت، لكنه قبل أن يفعل شيئًا ركن إلى تعلم مهارات هذا العلم فدرس أكاديميا وحصل على ما يربو عن 23 دبلومة فى هذا العلم.
وأخذ يختار مما حوله من علوم وفنون ومحاورات وفلسفات ما يتناسب وعروبتنا وديننا الإسلامى المعتدل ليقدمه فى صورة سلسة بسيطة تقرِّب القلوب حوله والأفئدة وتغير من العادات السيئة وتشحذ الروح بطاقات إيمانية وقوى دافعة، ومن هنا بدأت أولى خطوات التحقق للطائر المهاجر.. حينما ألف أول كتبه "فن المبيعات" والذى حقق مبيعات غير مسبوقة، حيث بيعت منه أكثر من مليون نسخة، وهى نسبة لم تكن معتادة فى ذاك الوقت!
بل لم تكن علوم التنمية البشرية معمولا بها بالشكل الكافى، لكنه بذكائه الفطرى أدرك أمراض النفس، تلك التى استشرت باستشراء المادة وسيادة قوانين الآلة، والتطور التكنولوجى المبهر والمتسارع فأيقن أنه لابد من تطبيب جروح تلك الأنفس المتعبة، وإدراك أخطر أمراضها.. حيث اكتشف أن الإحباط وقلة تقدير الفرد لذاته والإحساس بالفشل والتراجع عن اتخاذ القرارات المهمة فيما يخص مواضيع مفصلية فى حياته.. كما اكتشف أن تلك الأمراض النفسية الناتجة عن عدم أو قلة تقدير الذات كثيرا ما ينتج عنها أمراض جسدية قاتلة!!
لقد أذهل النفسيين بمفاتيح النجاح العشرة التى حددها.. فلم يدع النجاح لتصنعه الصدفة أو يأتى به الحظ أو تلقى به السماوات.. لقد جعل النجاح واقعًا ماديًا ملموسًا يؤخذ بالقوة كما يؤخذ الحق..
المشهد الرابع: جناحا الطائر الرفراف!!
آمال عطية.. نرمين ونانسى.. كانوا جناحى طائرك الرفراف!!
الآن تأكد لك الأمر.. فخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة.. إنها الزوجة آمال عطية التى ما تبرح تعترف فى حوار وحيد ونادر لها بإحدى الجرائد العربية بأن زوجها الحبيب والذى عاشت معه أكثر من 36 عامًا علمها الحب والصبر والكفاح والعطاء والتطور المستمر، ومقابلة التحديات بقلب متوكل على الله عز وجل، علاوة على ذلك فقد كافحت وتحملت المسئولية معه منذ شبابهما والبدايات الأولى حتى صارت المديرة التنفيذية لشركاته، فكان التعاون والاحترام والحب المتبادل هو أساس الحياة.
كيف استقبلت رفيقة عمرك خبر رحيلك وهى فى كندا منذ ثلاثة أسابيع حيث كانت تنتظر ذهابك إليها خلال الأيام القادمة؛ للاطمئنان على ابنتكما المريضة للبقاء بجوار أختها التوأم نرمين ونانسي؟
المشهد الأخير: الفارس.. إذا ترجَّل!
ها أنت.. محمولا على الأعناق يتحركون بك بطيئا بطيئا نحو مثواك الأخير.. يشير لك محبوك على الأرض بالوداع ويستقبلك من سبقك.. سيذكرك قومك بوصفك أحد الذين تركوا تاريخا ناصعا من العطاء والعمل مؤكدا ببصمتك الخاصة المتفردة أن الذات الإنسانية التى خلقها الله يمكننا بكثير من الإخلاص وحب الآخرين والتسامح مع المخطئين.
هل انتهيت من تحقيق أحلامك؟ هل حققت أهدافك وطموحاتك فى بناء بنى البشر وتحرير عقله من الجهل وروحه من الطاقات السلبية إيمانا منك بأن رسالة السلام والحب لكل البشرية هى غايتك الأبدية؟
أعلم.. كانت لديك أمنية أخيرة.. أمنية القضاء على الجهل وميلاد مصر جديدة بعد ثورة 25 يناير.. مصر متعلمة. لم تتمكن من البدء فى تحقيق هذا الأمل الذى وضعت له مدى زمنيا يمتد لخمس سنوات قادمة؟ أيها الفارس النبيل الذى ترجلت ونحيت حسامك.. صافح لنا وجوه من نحبهم وسبقونا.. إلى لقاء قريب.. فى حضرة ملك الملوك الواحد القهار.
أرقام فى حياته:
(2) اثنتان.. ابنتاه.. نانسى ونرمين
(3) اللغات التى أتقنها (الإنجليزية والفرنسية والعربية)
(5) خمسة.. الأسس التى يعتبرها سر نجاحه، هى: الإيمان والتوكل على الله والتأسى بالنبى صلى الله عليه وسلم والانتماء والكفاح.
(26) دبلومة حصل عليها من أعلى التخصصات فى علم النفس والإدارة والمبيعات والتسويق والتنمية البشرية.
(1950) ميلاده.
1969 نال لقب بطل مصر فى تنس الطاولة وقد مثلها فى بطولة العالم بألمانيا الغربية.
1999م حصوله على جائزة أفضل مدير للفنادق من الولايات المتحدة الأمريكية.
672 قانونا للعقل الباطن اختار أقوى 10 منها وركز عليها فى رسالة الدكتوراة.
30 حلقة تليفزيونية بعنوان (دعوة إلى التفاؤل)
90 حلقة من برنامج طريق النجاح ونادى الناجحين.
4000 لقاء صحفى وتليفزيونى.
600000 هو عدد الأشخاص الذين قام بتدريبهم تقريبا، وغير وجهة نظر معظمهم فى الحياة من سلبية مقيتة إلى إيجابية منتجة.
(2012) توفاه الله فى 12 من فبراير إثر حريق نتج عن ماس كهربائى.
من مؤلفاته باللغات الثلاث:
قوة التفكير
الأسرار السبعة للقوة الذاتية.
البرمجة اللغوية العصبية وفن الاتصال اللا محدود.
المفاتيح العشرة للنجاح.
قوة التحكم فى الذات.
سيطر على حياتك.
سحر القيادة.
كيف تتحكم فى شعورك وأحاسيسك.
أسرار وفن اتخاذ القرار.
الطريق إلى النجاح.
ـ الطريق إلى الامتياز
ـ أيقظ قدراتك واصنع مستقبلك
مواد مرئية
المفاتيح العشرة للنجاح.
قوانين العقل الباطن.
فن وأسرار اتخاذ القرار.
قوة التحكم فى الذات.
قوة الثقة فى النفس.
قوة الحب والتسامح.
من أقواله:
ـ كل إنسان لديه أمل محدد يضعه أمام عينيه، وبالإيمان بالله عز وجل والتطبع بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم بالعلم يستطيع الوصول إلى هدفه.
ـ لكى يصل الإنسان إلى تحقيق أهدافه.. عليه أولا أن يعرف ماذا يريد بالتحديد؟ ولماذا يريد تحقيقه؟ فالأسباب هى التى تعطى الرغبة، والرغبة هى الشعور والأحاسيس، والأحاسيس هى وقود الفعل.
ـ تحفيز الذات شىء مهم جدا حتى يستطيع الفرد مواجهة التحديات التى تقابله بثقة وتحكم كامل.
ـ ليس هناك شىء مستحيل، وباستطاعة الإنسان أن يخلق الحافز والطاقة لنفسه من أجل حياة أفضل.
ـ ستة أركان لو التزم الإنسان بها يصل إلى الاتزان فى الحياة ( الركن الروحانى علاقة الفرد بخالقه ـ الركن الصحى الاهتمام بصحته ـ الركن الشخصى، عاداته وعلاقاته ـ ركن العلاقات الشخصية والعائلية ـ الركن المهنى ـ الركن المالى)
ـ عش بالإيمان، عش بالأمل، عش بالحب، عش بالكفاح، وقدِّر قيمة الحياة.
ـ الانضباط أساس التحكم فى النفس.
ـ بناء الفريق.. هو القوة المطلقة للمؤسسات الناجحة.
ـ كنت دائما أنصح الناس فى الماضى بمحاسبة النفس قبل النوم وتنظيف النية من الشوائب، لتصبح خالصة لوجه الله.
ـ النجاح والسعادة والجنة أهداف مشتركة بين البشر.
ـ للوصول إلى الاتزان الروحانى علينا التخلى عن الغضب، الشك، الغيرة لأنها طاقات سلبية مدمرة لمن يحملها.
ـ عش كل لحظة من حياتك وكأنها لحظتك الأخيرة فيها،عش حياتك بحبك لله عز وجل، تخلق بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، اعمل وكافح..الحب أقوى سلاح!
ـ الصحة من أهم دواعى الاتزان النفسى.
ـ ماذا تعنى الحياة دون مخاطر؟.. اعلم أن مكافأتك ببساطة .. هى تحقيق النجاح المنشود.
ـ تذكر .. بينما تبقى أنت خائفا من اتخاذ خطوة إيجابية، يكون هناك شخص ما يعيش حلمك بالفعل متجاوزا مخاوفه، لذلك لا تدع دقيقة تضيع من عمرك سدى بسبب الخوف.
ـ الثورة تبدأ بعدما يفقد الإنسان أحد احتياجاته.
السعادة تنبع من الذات أولا.
ـ أريد إدخال التنمية البشرية فى كل مدارس ومعاهد مصر وجامعاتها وبهذه الطريقة نقضى على الجهل لكن بشرط العمل كفريق واحد.
النجاح أفضل وسائل الانتقام.
قراءة الموضوع من مصدره هنا

هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. شكرا لك أخ أحمد على تذكيرنا بقصة الدكتور العظيم المغير قلوب البشرية إلى الإجابية والتفاؤل .
    وأهم مشهد كل الناس تتذكر وتترحم عليه ... كل من سمع أحد مسجلاته فهو يدعوا له ومن قرأ ماتركه فهو يدعوا له ... فأبشر دكتورنا فعدادك إنطلق إنطلاقته الفعلية الآن ... رحمك الله وأدخلك فسيح جنانه مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.

    ردحذف

إرسال تعليق

التنقل السريع