سيدي الرئيس :
أكتب لك لأول مرة، حتى وإن كنت أعرف خطورة هذه الخطوة، لأنهم قالوا لي : أسكت حتى لا تنزل بك مشكلة فتقول : ماذا حدث لي و يا ليتني...؟، أنا لست هنا لأمدح مستخدما مشاعري، أنا لست هنا من أجل السباب حتى يقول الناس عني أنني شخص صعب المراس، أنا مسلم واعي، مؤمن بالمعايير و القيم، إضافة إلى ذلك أنا بربري و سأموت يوما رجلا حرا..لن أقول لك بان الشعب ليس على ما يرام، أو أن الناس ينقصهم الأكل و اللباس، كما لن أقول لك أن الفقر زاد، أنا جئت لأقول لك بأن في هذه البلاد كثر اليأس..إن فقدان الأمل ليس مشكلة مادية ( المال )، تفهم جيدا لو أحكي لك القصة من الأول، قديما جدا بعض الناس كانوا يتصرفون في شؤون البلد، ربونا على الشر، غسلوا أمخاخنا، كم من عام وهم يعلموننا أن الدولة عدوة لنا، كما لن تفيدنا أبدا، لقد حطمونا، أحبطونا و أحرقونا و حقرونا حتى كلما كبرنا يزداد كرهنا للحكومة، لقد استأثروا بالذهب و الفضة، أما الشعب فله البقايا، جعلونا في الظلام وظلمهم لنا ذهب بعيدا، أرادوا أن يكونوا علينا أمراء ونحن العبيد، أسسوا للقوانين وقالوا بان الشر صار مستويا، و بان الشعب طيلة حياته سيبقى مستغفلا، أفهمونا بان الانتخابات مزورة دائما، و الحل هو تسلح كل الناس..إذن سأصيح قائلا بأن هؤلاء الناس مجانين، وبأنهم أرادوا أن يهدموا هذا البلد و يجعلوا أبناءه إرهابيين، فنصبح كلنا هلكى، أما هم فكانوا هناك في الخارج سعيدين وينعمون بالهناء..دعوني أفضحهم و أبعث لك سيدي بهذه الرسالة.

سيدي الرئيس: لكي أكون متفقا معك، عليك أن توافق على أنني لست منافقا..عندما نظرت في الأفق، رأيت بأن الأزمات كثرت، فأتبعت القرضاوي في فقه الموازنات، بدأت أقارن بين الخير و الشر، وجدت بأن المرحلة صعبة حيث انتشرت الفتنة، الأدمغة تصلبت ولم تعد تفكر،الحكمة هجرت..لذلك سألت ربي: مع أي فرقة سأحشر يا آ الله...؟. سيدي الرئيس:أعترف لك بربحك رهان المديونية، أتذكر جيدا كيف أرادوا أن يبيعونا لصندوق النقد الدولي،أتذكر كيف كان الإرهاب يضرب ويقتل الناس بالمئات و الحمد لله اليوم عاد السلم بعد قانون الوئام المدني، في الماضي كان الظلوم محميا دائما أما اليوم فنسمع بأن فلانا دخل السجن و الآخر نحي من منصبه..صحيح أن المشاريع أصابها الشلل و الآن بعثت من جديد،كم من مدرسة وكم من جامعة فتحت أبوابها..صحيح أن كثيرا من القرى لم تكن تعرف نعمة الغاز الطبيعي و لا الكهرباء..أعرف أن الاقتصاد يحتاج إلى قاعدة، أعلم أننا نحتاج إلى وقت حتى نصل إلى السطح، ملفات كثيرة لا تزال مفتوحة، ومشاريع كثيرة لا بد أن تخرج للنور، لكن مرت سنوات و الشباب مهمّشون، شباب آخرون بالآلاف في بلاد الغربة ضائعون..لا بد أن نتخلص من الرشوة و المحسوبية، لا بد أن يحاسب من أراد الشر بهذا البلد الطيب، لا بد أن نبني المستشفيات ونطور ميدان الصحة، لا بد أن نصلح التعليم كي نبدأ بقاعدة سليمة، لا بد أن نساعد الشباب ليحصلوا على منصب عمل، لا بد أن نقف معهم لأنهم كرهوا الخداع، هذه رسالتي..سامحوني إن بالغت و اللهم اشهد أني قد بلغت. كلمات : لطفي دوبل كانون ــــــــــــــــــــــــــــ أحمد بلقمري – بتصرف -
تعليقات
إرسال تعليق