/ قلم حبر..قلولو

القائمة الرئيسية

الصفحات


قلم حبر..قلولو[i]


قال لي قلمي: ما بك يا أستاذ، تبدو محبطا؟، قلت له: وكيف لا تحبط يا قلمي العزيز..!، إنها كارثة حقيقية.. لا، لا، ما زلت لم أصدق ما حدث معي..قال قلمي محاولا تهدئتي: اجلس يا أستاذ و اروي لي ما جرى معك..كنت في حديقة البلدية فإذا برضوان جارنا يربت على كتفي ويقول لي: الحمد لله أنني وجدتك، في الحقيقة أردت أن تساعدني في البحث عن معلومة في قلولو..قلت له مندهشا: أين؟، قال مكررا: في قلولو؟، قلت له: لم أفهم، اشرح لي أكثر..فقال رضوان: عندي بحث في الجامعة، وعندما طلبت مساعدة أستاذتي قالت لي: عليك بالبحث في قلولو..قلت لرضوان: تقصد جوجل، فقال مؤكدا: نعم هو بالذات..هكذا قالت الأستاذة.. وهز رأسه يعبر عن رضاه لأنني فهمت مقصده أخيرا..كانت صدمة بالنسبة لي يا قلمي، هل تعلم في أي سنة يدرس رضوان؟، أجاب قلمي نافيا: لا، لا أعلم..إنه يحضر شهادة مهندس دولة و لا يعرف لحد العاشرة صباحا من هذا اليوم معلومة واحدة عن محرك البحث الشهير جوجل، لقد سمّاه قلولو، من اليوم فصاعدا سأسميه: رضوان قلولو..في البداية ظننت أنه يمزح معي، لكنني بعدما تيقنت من عدم معرفته لجوجل، أدركت أن صاحبنا يعاني من أميّة معلوماتية، لقد أحبطت اليوم حقا يا قلمي، لم أكن أدري أن التعليم بالجامعة في الجزائر قد تقهقر إلى هذا الحد..قال قلمي ممازحا و محاولا الترويح عني: انظر أمامك سيدي، لقد جاء رضوان قلولو..نظرت أمامي فلم أجد أحدا، ضحكت قليلا و قلت لقلمي : فلنكتب هذه القصة يا قلمي علّ وزير التعليم العالي يطالع هذا المقال فيقرر إجبارية الحصول على الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي للالتحاق بالجامعة حتى لا يتحوّل طلبتنا كلهم إلى قلولو مستنسخ..
قلم: أحمد بلقمري



[i] قلولو: كناية عن محرك البحث الشهير جوجل
هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع