قلم حبر..متى نتطوّر؟
سألني قلمي: متى نتطوّر يا أستاذ؟، قلت له: عندما ينضب النفط يا قلمي. قطّب قلمي جبينه لأنه لم يفهمني و سألني ثانية: ومتى ينضب النفط ؟، قلت:عندما يشاء رب العالمين. لم يستطع قلمي الحديث بعدها، لكنه عاد و سألني مرة ثالثة: لكنني لم أفهم كيف نتطوّر عندما ينضب النفط، نصدّر نفطنا بملايير الدولارات ولم نتطوّر، فكيف بنا نتطوّر بعد هذه الطّفرة!، صراحة يا أستاذ لم أفهم إجابتك. تناولت فنجان القهوة وقلت لقلمي الفضولي: عندما ينضب النفط يا قلمي ندرك حينها كلنا أهمية العمل و الإنتاج من أجل ضمان المستقبل، حينها تغادرنا القطط السّمينة نحو بلاد أخرى، حينها يحكمنا رجل من أبناء الشّعب، درس في مدارسنا، صلّى في جوامعنا، أكل من قصعتنا، و عاش بيننا..عندها فقط تنتهي قصّة نهب المال العام، و التآمر على الشّعب المسكين، عندها يساهم الجميع في بناء الاقتصاد، حتى مساجين الحق العام يعملون لصالح المجتمع فتراهم يستصلحون الأراضي، ويعملون بورشات النسيج و المصانع، عندها فقط نتخلّى عن ثقافة الاستهلاك و نقدّس العمل، وعندها فقط نتطوّر يا قلمي. قال قلمي بعدما أقنعته كلماتي: و الله صدقت يا أستاذ، لم لا نكتب هذه الكلمات لعلّ وعسى تصل رسالتك فيفهمها جميع النّاس مثلما فهمتها أنا، وليكن عنوانها: متى نتطوّر؟..
قلم: أحمد بلقمري
تعليقات
إرسال تعليق