مصطفى دحلب (Mustapha Dahleb)

علّمتني الحياة،،

علّمتني أن أحيا حياتي مثلما هي دون تزييف لها أو تغيير في طبيعتها،

علّمتني الحياة أن أقتنع وأرضى بما قسم الله لي حتى أكون أغنى الناس،

علّمتني الحياة أنّ لكلّ واحد منّا طريقه في هذه الدّنيا، فعليه أن يسير على الطّريق ويغتنم فرصه، فالحياة رحلة أبدية لا تنتهي بالموت.

علّمتني الحياة أنّ طريق الإنسان ملآى بالتحديات والأشواك، تغزوها الأوساخ إذا ما لم يبادر صاحبها إلى تنظيفها والاعتناء بها وصيانتها،

علّمتني الحياة أنّه ينبغي للإنسان أن يجهد ذاته، ويكافح في طريقه، كالرّجل الذّي يعطى كيسا ويطلب منه أن يجمع ما شاء من الأشياء الموجودة على الطريق، فالأوّل يجمع الذهب، أمّا الثاني فيجمع الفضة، والثالث يجمع ما بينهما، وآخر أغوته الدّنيا يجمع الحجارة والحصى الصّغيرة مختلفة الأحجام، ورجل يجمع قطع الحديد، وآخر يلمّ قطع القصدير، وهكذا...

علّمتني الحياة أن أبغض الحسد، لأنّه ظلم وإثم، ورغبة تستعبد صاحبها فتصيب النّفس والقلب بالمرض،

علّمتني الحياة أن أعمل، وأتنزّه عن الأحقاد ولغة الانتقام،

علّمتني الحياة أن أسلك طريق الله، لأنّه الحقُ، والحقُ أحقّ أن يتّبع، 

علّمتني الحياة أن أهيّء نفسي للالتزام بالتميّز والتفوّق والنّجاح،

علّمتني أن أكون صابرا، مُصابرا، عالما عاملا، جادا غير مستهزئ،

علّمتني الحياة ألاّ أكون بخيلا، وأن أعطي مثلما آخذ، وأن أشارك الآخرين،

علّمتني الحياة أن أتقاسم المعرفة مع الآخرين حتى نسمو جميعا، فنجاحي لا يساوي شيئا إذا لم يفرحه به الآخرون،

علّمتني الحياة أن أفرح لنجاح الآخرين، وأبارك لهم تفوّقهم وموهبتهم،

علّمتني الحياة أن أحب كلّ النّاس دون استثناء أو استبعاد أو تمييز، 

علّمتني الحياة أن أعفو عمّن ظلمني، وأن أعفو عند المقدرة،

علّمتني الحياة أنّها أمل، والأمل محدود بالأجل، والعُمر تحدّه العوارض والنّوازل والخطوب، ولا أحد باق إلاّ وجهه الكريم.

علّمتني الحياة أن أحدوها، وأن أعيش ما كتب الله لي من عمر عزيزا كريما في حدود يومي.