/ قلم حبر: عيد الطالب 19 ماي

القائمة الرئيسية

الصفحات


   قلم حبر..عيد الطالب

تحيي الجزائر في يوم 19 ماي من كل عام ذكرى  إضراب الطلبة الجزائريين في 19 ماي 1956، والذي شكّل مرحلة حاسمة في تاريخ الثورة التحريرية المجيدة.

قلت لقلمي: فلنكتب عن الطالب الجامعي في ذكرى عيده.
صمت قلمي قليلا ثم قال لي: يا أستاذ، أحيانا أفهمك وأحيانا لا، منذ شهر تقريبا قلت لي بأنك تكره الكتابة بالمناسبة، مثلما قلت لي بأنك لن تكتب موضوعا مناسباتيا بعد ذلك التاريخ، لكنك نقضت عهدك وتراجعت لتطلب مني كتابة مقال عن الطالب في عيد الطالب، صراحة لم أعد أفهمك يا أستاذ!!.
غضبت قليلا من كلام قلمي، لكنني حاولت إقناعه وإفهامه بأن الأمر لا يعدو أنه سوء فهم منه، فقلت له: تعرف أنني أحبك يا قلمي، لكنك تتجاوز حدود اللياقة معي في بعض الأحيان.. والآن وبعد توضيح هذا الأمر، دعنا نتكلم عن الطلاب في عيدهم يا قلمي..
ابتسم قلمي معلنا اعتذاره ضمنيا عما بدر منه، وقال: ماذا نكتب عن الطلبة يا أستاذ؟.
قلت:
قل لهم بأنني أحبهم وبأنني كنت واحدا منهم في يوم من الأيام،
قل لهم بأن طلاب الجزائر هم بناة المجد، وهم آمال الشعب، هم نخبة هذا المجتمع الذي يتطلع لتحرّرهم لأن طلبة أي مجتمع هم مرآة وجهه،
قل لهم بأن المستقبل لكم، فاطرحوا الجهل عن مؤسسات التعليم، اجتهدوا وثابروا، اعملوا وناضلوا، ادرسوا وانجحوا..
قل لهم يا قلمي بأن الوقت حان لبناء دولة حديثة، وقد آن أوان البناء فليستعدوا وليشمروا على سواعدهم وليستثمروا في عقولهم حتى يحقق هذا الوطن الرقي والازدهار.
نطق قلمي بعدما كتب كل ما قلت له:
لقد نسيت شيئا واحدا يا أستاذ، فقلت: وما هو؟،
قال لي قلمي:
نسيت أن توجه تحية تقدير لكلّ شباب وطلبة الجزائر إبان الفترة الاستدمارية،
نسيت أن تشكر كلّ الطلبة الجزائريين الذين ساهموا في انتصار الثورة التحريرية،
نسيت أن تقول لجميع الطلبة عيدكم سعيد وكل عام وأنتم بخير.
قلت لقلمي:
هكذا أنت دائما تستعجل الأمور حتى تقول بأنني نسيت ذكر أمر ما، لكنني أقول لك أيها القلم بالرغم من كل شيء: شكرا لك لأنك كتبت هذه الكلمات المعبرة لكل الطلبة في ذكرى عيد الطالب في وقت نسيهم فيه كثيرون..

قلم: أحمد بلقمري

هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع