مصطفى دحلب (Mustapha Dahleb)

سؤالٌ أحمقٌ: ما هي الكِتابة؟.

إن الكتابة عندي هي لحظة تجلّ وحقيقة، وأنا أكتب لا أتصنع أو أبحث عن كلمات ومفردات أو تعابير بمشقة.. الكتابة عندي سهلة بسيطة تخرج من القلب لتصل إلى القلب .لقد كنت أتساءل دوما، لماذا لا نكتب هكذا بحرية دون قيود؟، دون خلفيات تصنع كلّ يوم تصرفاتنا وسلوكياتنا، تقوقعنا في ذواتنا، تغلق حولنا نوافذ الهواء وطاقات الانطلاق، تخنق فينا الرغبة في الانسياب نحو المعلوم والمجهول، نحو الفضاءات اللامحدودة، نحو نتاج الفكر المنطلق المخمور بلذة الانتصار على الذات والذوات الأخرى .

ما معنى الحرية، ونحن نكتب ما يريده منا الآخرون؟، ما معنى الحرية وأحكام الآخرين تحاصرنا من كل اتّجاه؟،

ما معنى الحرية وسوط الحذر يجلدنا عن كل كلمة مائة جلدة، وعن كل تعبير غريب آلاف الجلدات؟؟؟.

المساحة الأرحب تجعلنا نتنفس بشكل أفضل، والاختلاف يجعلنا نتكاثر فكرا وعلما وتجربة .

إنّي شخصيّا عندما أكتب أشعر أنّني أقبض على يومي، على دقائقي، وعلى عمري، أغوص في الأشياء، وأوقظ الأشياء النائمة .

قضيتي الأساسية هي الحب والأمان، والعدل، قضيّتي هي الإنسانية كلّها..

تارة أكتب فأجد نفسي، وتارة أسكت وأجد نفسي أكثر. البحث عن الذات هدف غير مسطر عندي لأني أجد ذاتي في الآخرين، وذوات الآخرين فيّ. وتارات أخرى أعود إلى ذاتي من اغترابي الفكري لأنكفئ وأغوص مدة لأطفو من جديد، وبأكثر قوة

... فليدعونا نكتب حتّى لا نموت ...

قلم: محمّد رفيق طيبي[i].

                                                   

---

[i]  . محمّد رفيق طيبي: كاتب وشاعر شاب من مدينة بليمور، قلم قادم فانتظروه.