/ لَحَظَاتٌ قَاتِلَةٌ..

القائمة الرئيسية

الصفحات

لَحَظَاتٌ قَاتِلَةٌ..


لَحَظَاتٌ قَاتِلَةٌ..

وأنت تهمّ بكتابة شيء ما تحرص أن يكون جديرا بالقراءة، تحسّ كما لو أنّك حبلت باللّغة فتريد أن تنتبذ مكانا يليق بمولودك، لذلك تجد نفسك محاطا بقيود تأسر قلبك وفكرك، تتمخّض فتلد نصوصا قد يرتقي بعضها لمصاف الفارس النبيل، وقد تهبط أخرى إلى درك الابتداء، وبين هذا وذاك ينتابك شعور بالتقصير في حق القرّاء كيف لا و أنت تعرف وتدرك وتقدّر قيمة الكلمة المقدّسة، فالحرف عندك ليس مجرد شيء صادفته في طريقك إنّما هو جزء منك، تربّى مثلك وكبر معك. تحاول أن تترك أفكارك تختمر في ذهنك كخميرة بريّة تليق بخبز سيطهى على نار كانونيّة، تريد أن تقدّم أشهى طبق و أنت محاصر من أمامك ومن ورائك بحرّاس الوقت وعيون النّقد فيك و لدى غيرك، تحاول أن تكتب شيئا مفيدا، فتنأى بجملك عن التكرار و التناص لكنّك عبثا تحاول التخلص من نموذجك المعرفيّ الذّي يرهقك بنفس العبارات و الجمل و يكأنك تكتب بها للمرّة الألف أو هكذا يخيّل إليك، لكن فقط تذكّر أيّها الكاتب بأنّه عليك أن تكتب و لا تستدر خلفك لأن اللّحظات القاتلة في انتظار تراجعك أو تردّدك، عليك أن تكتب لتعيش و أن تعيش لتكتب، أمّا القراءة فواعدها بأنّك لن تتخلّى عنها لأنّها غذائك الذي يقوّيك و يدفع بك إلى الارتقاء نحو العلا على مدارج الكتّاب الحقيقيين المميّزين.

قلم: أحمد بلقمري  
هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع