أولاد حناش الهلاليّون
أيّها
الأصدقاء
اليوم،
جئتكم بقصّة من صفحات التاريخ، تروي أصول قبيلة أولاد حنّاش الهلالية، والتي ينتهي
نسبي إليها، سأترككم مع هذه الصّفحة المنيرة كما رواها العلاّمة عبد الرحمان ابن
خلدون في كتاب: تاريخ ابن خلدون، المسمّى: ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب
والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السّلطان الأكبر، الجزء السادس، الصفحة 24.
أولاد
حناش بطن من بطون عياض بن المشرف بن الإثبج عامر بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن
عامر من قبيلة
هوازن العربية العدنانية، الذين نزلوا بجبل القلعة، قلعة بني حماد (المعاضيد،
المسيلة)، وملكوا قبائله وغلبوهم على أمرهم، وصاروا يتولون جبايتهم. كانت رياسة
أولاد حناش في بني عبد السلام.
|
مرتفعات جبال أولاد حناش
|
بطون عياض
«... وهم على ذلك العهد، ويجاورهم
أولاد سرور، وأولاد جار الله، على سننهم في ذلك؛ فأمّا أولاد وشاح، فرياستهم لهذا
العهد منقسمة بين سجم بن كثير بن جماعة بن وشاح، وبين أحمد بن خليفة بن رشاش بن
وشاح، وأمّا أولاد مبارك بن عابر، فرياستهم أيضا منقسمة بين نجاح بن محمد بن منصور،
وأمّا أولاد جار الله، فرياستهم في ولد عنان بن سلام منهم، وأما العاصم، ومقدم،
والضحاك، وعياض، فهم أولاد مشرف بن أثلج، ولطيف،
وهو ابن سرح بن شرف، وكان لهم عدد وقوة بين الأثابج،
وكان العاصم، ومقدم، انحرفوا عن طاعة الموحدين إلى ابن غانية، فأشخصهم يعقوب
المنصور إلى المغرب، وأنزلهم تامسنا مع جشم، ويأتي خبرهم، وبقيت عياض والضحاك بمواطنهم بإفريقية، فعياض نزلوا بجبل القلعة، قلعة بني حمّاد، وملكوا قبائله،
وغلبوهم على أمرهم، وصاروا يتولّون جبايتهم، ولمّا غلبت عليهم الدّولة بمظاهرة
رياح، صاروا إلى المدافعة عن تلك الرعايا، وجبايتهم للسّلطان، وسكنوا ذلك الجبل،
فطوله من المشرق إلى المغرب، ما بين ثنية غنية، والقصاب، إلى وطن بنى يزيد بن زغبة،
فأوّلهم مما يلي، غنية للمهاية، ورياستهم في أولاد ديفل، ومعهم بطن منهم يقال لهم
الزبر، وبعدهم المرتفع والخراج من بطونهم، فأمّا المرتفع فثلاثة بطون أولاد تبار،
ورياستهم في أولاد محمد بن موسى، وأولاد حنّاش
ورياستهم في بني عبد السّلام، وأولاد عبدوس ورياستهم في بني صالح، ويدعى أولاد حنّاش وأولاد تبّان جميعا أولاد حنّاش، وأما الخراج فرياستهم لأولاد زائدة بنى عباس ابن خصى،
ويجاور الخراج من جانب الغرب، أولاد صخر وأولاد رحمة من بطون عياض، وهم مجاورون لبنى يزيد بن زغبة في آخر وطن الأثابج
من الهلاليين، وأمّا الضحاك، فكانوا بطونا كثيرة، وكانت رياستهم مفترقة بين أميرين
منهم، وهما أبو عطية، وكلب بن منيع، وغلب كلب أبا عطية على رياسة قبيلتهما الأول
دولة الموحدين، فارتحل فيما زعموا إلى المغرب، وسكن صخر سجلماسة، وكانت له فيها
آثار حتى قتله الموحدون أو غربوه إلى الأندلس؛ هكذا ينقل أصحاب أخبارهم، وبقي
نجعهم بالزاب، حتّى غلب مسعود بن زمام، والزواودة عليهم، وأصاروهم في جملتهم، ثمّ
عجزوا عن الطعن، ونزلوا بلاد الزاب، واتخذوا بها المدن، فهم عن ذلك لهذا العهد،
وأمّا لطيف، فهم بطون كثيرة، منهم الينى، وهم أولاد كسلان بن خليفة بن لطيف ببر
ذوي مطرف وذوي أبى الحليل وذوي حلال بن معافى، ومنهم اللقامنة، أولاد لقمان بن
خليفة بن لطيف ومنهم أولاد جرير بن علوان بن محمد بن لقمان ونزار بن معن بن عيا، وإليه
يرجع نسب بنى مرى الولاة بالزاب لهذا العهد، وكانت لهؤلاء كثرة ونجعة، ثم عجزوا عن
الطعن، وغلبهم على الضواحي الزواودة من بعدهم لمّا قل جمعهم، وافترق ملوكهم، وصار
إلى المغرب من صار...».
المرجع
ص33 - كتاب تاريخ ابن خلدون - الخبر عن الأثبج وبطونهم من هلال بن عامر من هذه الطبقة الرابعة - المكتبة الشاملة الحديثة
تعليقات
إرسال تعليق