.. إنه عصر "الصّورة" بحق!
العدد: 101
التاريخ: 10/10/2011
أصبحت الصورة في عصرنا
المؤثّر الأساسي والحاسم في بلورة رأي عام حول قضيّة معيّنة، خصوصاً إذا ما
وظّفت توظيفاً هادفاً. فالصورة هي إعادة إنتاج مطابق للواقع بحسب المفكّر
الفرنسي رولان بارت، وهي حالة الذات عندما تواجه موضوعاً مباشراً.
إذ يستحيل مثلاً، محو صورة تلك الفتاة الفيتنامية كيم بهوك التي كانت تركض عاريةً تماماً وجسدها يحترق عقب إلقاء طائرة فيتنامية جنوبية قنبلة نابالم حارقة مصنوعة من هلام الجازولين عن طريق الخطأ العام 1972. كما لا يمكننا أن ننسى صورة الطفل محمد الدرّة التي هزّت الوجدان العالمي وهو يحاول الاحتماء في حضن والده من رصاص الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى. والشواهد التي خلّدتها الصورة كثيرة للغاية. فكيف يمكن أن يكون عليه الحال مع "الصورة" في عالم معولَم تهيمن فيه الصورة الضوئيّة التي واكبت الثورة الهائلة في تقنية المعلومات وفي طرق إيصال الأفكار والمعلومات؟ وماذا عن اليوتيوب الذي يعدّ حالياً أكبر موقع على شبكة الإنترنت وأكثرها شعبيّة، لكونه يسمح للمستخدمين برفع الأفلام والّلقطات والموسيقى التصويرية ومقاطع الفيديو ومشاهدتها بشكل مجاني، بحيث لا يقتصر استخدامه على الأفراد، بل يتعدّاهم إلى الشركات والأحزاب والحكومات وحتى الفضائيات الكبيرة؟
فكرة اليوتيوب ودخول غوغل
ولّدت تقنية اليوتيوب نمطاً جديداً من التفاعل مع المرئي من الأحداث وأسهمت إلى حدّ كبير في دعم الصناعات الفردية للأفلام القصيرة، خصوصاً في الدول التي لا تتوفّر فيها دور عرض وسينما. ثلاثة شبّان من خريجي الجامعات يقفون وراء هذا الابتكار المتفوّق، الثلاثة كانوا موظفين في موقع pay pal وهم تشاد هرلي، ستيفن تشين، جاويد كريم، قرّروا أن ينجزوا فكرتهم بكلفة متواضعة بدأت بـ 12 مليون دولار معظمها من أموال مستثمرين تحمّسوا للمشروع.
بدأت الفكرة عندما قام أحد الشبّان بتصوير مقاطع فيديو لمناسبة خاصة، وأراد المحتفلون أن ينشروا الصور بين زملائهم ولم يجدوا طريقة مناسبة، خصوصاً أن البريد الإلكتروني العادي لا يستوعب الملفات الكبيرة، فبدأت تتبلور فكرة موقع خاص برفع أفلام فيديو. وانطلقت البداية المتواضعة من داخل كاراج لتصليح السيارات، قبل أن ينتقل الشبّان لاحقاً إلى مكتب متطوّر ومن ثم إلى مركز قيادة منظّم عقب شراء شركة غوغل للموقع.
انطلق اليوتيوب في العام 2005، وفي غضون سنة واحدة أصبح واحداً من أكبر مواقع الشبكة الإلكترونية وأكثرها استقطاباً، وحظي بالمرتبة 5 عالمياً في "أليكسا"، بعد أن استقطب 100 مليون مشاهدة يومياً مع إضافة 65 مليون مقطع فيديو كلّ يوم.
استرعى المشروع اهتمام شركة غوغل العالميّة التي تقود ماكينات البحث على الشبكة الإلكترونية بصورة مذهلة، فأعلنت في العام 2006 عن شراء موقع اليوتيوب بمبلغ قدره 1.65 بليون دولار، وعقدت على أثره3اتفاقيات مع شركات ميديا ضخمة تقضي بعدم تعرّض اليوتيوب لشكاوى قضائية بخصوص حقوق النشر. وبموجب عملية البيع والشراء هذه، حصل المالكون الثلاثة والمستثمرون على مئات ملايين الدولارات، واعتُبر الأمر ثاني أكبر صفقة لغوغل (اشترت غوغل 46 مشروعاً لغاية الآن، من ضمنها شركة الإنترنت AOL الأميركية بمبلغ قدره 1 بليون دولار).
يدخل موقع اليوتيوب شهرياً 490 مليون زائر(غير مكرّر) من أنحاء العالم، وينتج عن هذه الزيارات عرض 92 مليار صفحة كلّ شهر. ويبلغ متوسط زيارة الفرد لليوتيوب15 مرّة في الشهر يقضي خلالها المستخدمون في كلّ مرّة 25 دقيقة، فيما يبلغ متوسط مدّة بقاء المستخدم على اليوتيوب 5 ساعات و50 دقيقة شهرياً(أقلّ من الفيس بوك)، ويصل مجموع ما يقضيه جميع زوار يوتيوب شهرياً إلى 2.9 مليار ساعة، أي ما يعادل 326,294 سنوياً.
يوجد حالياً على اليوتيوب أكثر من7 آلاف ساعة أفلام وبرامج تلفزيونيّة كاملة، ويفوق حجم محتوى الفيديو الذي يتمّ تحميله على يوتيوب في فترة 60 يوماً حجم محتوى الفيديو الذي قامت أكبر ثلاث شبكات تلفزيون في الولايات المتّحدة بإنتاجه على مدى 60 عاماً. وقد تمّ رفع أكثر من 13 مليون ساعة فيديو خلال العام 2010، بمعدل 35 ساعة فيديو كلّ دقيقة.
تتوزّع مراكز بيانات اليوتيوب على 25 بلداً بـ 43 لغة، و70% من كمية البيانات على اليوتيوب تأتي من خارج الولايات المتّحدة. تحتوي يوتيوب فيديو عالي الدقة HD أكثر من أي موقع على الإنترنت، لكن 10% فقط من إجمالي الفيديو المرفوع على اليوتيوب يتوفر بدقة عالية HD ويقوم المستخدمون بإضافة ملايين المقاطع إلى مفضلتهم يومياً، ويوجد مشغل فيديو اليوتيوب على أكثر من 10 ملايين موقع (عرض اليوتيوب على مواقع أخرى)، ويتمّ إرسال 400 رسالة على تويتر(تغريدة) كلّ دقيقة تحتوي على روابط من اليوتيوب، كما يتمّ استعراض صفحات نسخة الموبايل من اليوتيوب أكثر من 100 مليون مرّة يومياً. وفي العام 2009 تمّ تدشين قناة خاصة بالكونجرس الأميركي على اليوتيوب وأخرى خاصة بالرئيس باراك أوباما.
مراحل قطعها
تعرّض الموقع لإشكالات عديدة مع انطلاقته، وحصل تداخل ما بينه وبين موقع يحمل اسماً مماثلاً www.utube.com هو موقع لشركة أميركية، الأمر الذي تسبّب في مشكلات للشركة وكاد موقعها أن يتوقف بسبب اكتظاظ الزوار الواصلين عن طريق الخطأ، فتوجّهت الشركة إلى المحكمة مطالبة بتسجيلyoutube.com على اسمها؛ لكنّ المحكمة رفضت الدعوى بعد النظر في القضية.
تمّ حجب موقع اليوتيوب مع انطلاقته في دول عدّة لأسباب سياسية، ومن هذه الدول البرازيل، إيران، المغرب، تايلند، تركيا، الإمارات، السعودية. ولاحقاً رفعت بعض الدول الحجب الكامل عن الموقع وأصبحت تحجب مقاطع معيّنة.
أرباح اليوتيوب
كشف مؤسّسو الموقع أن الأرباح الشهرية وصلت إلى 15 مليون دولار من المردود الإعلاني على الموقع، وقد وقّعت اليوتيوب أكثر من 10 آلاف عقد شراكة إعلانات حتى الآن، ومن ضمن هذه الشركات: ديزني، ترنر، يونيفيجن وقناة4 و قناة5، في حين تقدّر أرباح شركاء يوتيوب بملايين الدولارات سنوياً،على الرغم من تراجع نسبة الإعلانات وتراجع الأرباح الشهرية الصافية إلى 12 مليون دولار، لكنّ هذا النموذج من المشاريع ليس ربحياً وإنما هو ابتكاراً، خصوصاً أن اليوتيوب أصبح من أكثر مواقع الإنترنت شهرة في العالم.
أصبح اليوتيوب يستقطب شرائح كبيرة من الشباب العربي، وتحوّل إلى مساحة حرّة للتعبير والإبداع، خصوصاً للسينمائيّين وفنونهم. وبحسب دراسة أجرتها الصحيفة الاقتصادية فإن السعوديين يشاهدون يومياً ما يزيد على 36 مليون مقطع فيديو على الموقع الشهير اليوتيوب بمعدل 150 مليون دقيقة يقضيها المستخدمون على الشبكة العنكبوتية. وأشار تقرير أصدرته غوغل في أواخر العام 2010 إلى أن معدلات تصفّح الإنترنت بالنسبة إلى شريحة واسعة من مستخدمي الإنترنت في السعودية فاقت مشاهدة التلفاز بمتوسط ساعتين يومياً، مبيّناً أن 97 % من استخدامات الإنترنت تتمّ في محرّك البحث غوغل، ومنها 45 % من العمليات تتمّ بالّلغة العربية، في حين يُجري المستخدمون في المملكة ما يزيد على ستة ملايين عملية بحث في الإنترنت عن طريق الجوال ما يهيئ بيئة استثمارية واعدة للتجارة الإلكترونية.
الاستهلاك الرقمي للسينما والغناء والموسيقى
في المقابل، أظهر التقرير العربي السنوي الثالث للتنمية الثقافية الذي تصدره مؤسّسة الفكر العربي، أن عدد عمليات البحث والتواصل مع المنتج السينمائي من قبل الجمهور العربي على الإنترنت بلغ 106 مليون و239 ألف و724 عملية بحث في المتوسط شهرياً خلال العام 2009. واستهدفت 40% من عمليات البحث التواصل مع السينما واستهلاكها. وقد احتلّت كلمة "تحميل أفلام" المركز الأول وبلغ معدل استخدامها من قبل الجمهور 39 مليوناً و926 ألفاً و200 مرّة في المتوسط شهرياً. ووصل متوسط عدد عمليات البحث بالّلغة العربية عن الغناء والطرب إلى 84 مليوناً و482 ألفاً و550 عملية شهرياً في العام 2009، وغلبت عروبة الأغنية على شبكة الإنترنت. وخصّص الجمهور مليوناً و706 آلاف و540 عملية بحث في المتوسط شهرياً من أجل الاستهلاك والتواصل مع أنواع من الموسيقى.
وفي ما يتعلق بالصور ومقاطع الفيديو، فإن عدد الصور التي تمّ حفظها في فلكر(flickr.com) في أكتوبر العام 2009 بلغ 4 مليارات صورة، وعدد الصور التي يتمّ حفظها شهرياً في فيسبوك (facebook.com) بلغ مليارين ونصف المليار صورة، وعدد مقاطع الفيديو التي تتمّ مشاهدتها يومياً في يوتيوب (youtube.com) حول العالم مليار مقطع، أما المواقع الأكثر زيارة فهو الموقع الشهير بالشبكات الاجتماعيةfacebook.com ، والذي حقّق 540 مليون زائر في شهر مايو من العام 2010 ، شاهدوا فيها 630 مليار صفحة.
لم تكن ثورة اليوتيوب إذن ثورةً تقنيّة وماديّة فقط، تحدّد إنجازها بتجاوز الصعوبات الكامنة في استخدام ملفّات الفيديو على الإنترنت(لجهة إدخال المواد وإنزالها لأصحاب المواقع والزوّار وكبر المساحة التي يقتضيها كلّ ذلك)؛ ثورة اليوتيوب هي بمثابة الثورة الشعبيّة لاستقطابها الجماهيري ولسماحها إلى حدّ كبير بتجاوز الرقابة الفكريّة في العالم العربي. لكنّها في المقابل، وفي سياق الصراع والهيمنة على الإعلام الإلكتروني والفضائي، عزّزت السباق على ترويج الأفلام الناطقة بالعربيّة، بحسب أيديولوجيّة كلّ من القوى المتصارعة.
إذ يستحيل مثلاً، محو صورة تلك الفتاة الفيتنامية كيم بهوك التي كانت تركض عاريةً تماماً وجسدها يحترق عقب إلقاء طائرة فيتنامية جنوبية قنبلة نابالم حارقة مصنوعة من هلام الجازولين عن طريق الخطأ العام 1972. كما لا يمكننا أن ننسى صورة الطفل محمد الدرّة التي هزّت الوجدان العالمي وهو يحاول الاحتماء في حضن والده من رصاص الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى. والشواهد التي خلّدتها الصورة كثيرة للغاية. فكيف يمكن أن يكون عليه الحال مع "الصورة" في عالم معولَم تهيمن فيه الصورة الضوئيّة التي واكبت الثورة الهائلة في تقنية المعلومات وفي طرق إيصال الأفكار والمعلومات؟ وماذا عن اليوتيوب الذي يعدّ حالياً أكبر موقع على شبكة الإنترنت وأكثرها شعبيّة، لكونه يسمح للمستخدمين برفع الأفلام والّلقطات والموسيقى التصويرية ومقاطع الفيديو ومشاهدتها بشكل مجاني، بحيث لا يقتصر استخدامه على الأفراد، بل يتعدّاهم إلى الشركات والأحزاب والحكومات وحتى الفضائيات الكبيرة؟
فكرة اليوتيوب ودخول غوغل
ولّدت تقنية اليوتيوب نمطاً جديداً من التفاعل مع المرئي من الأحداث وأسهمت إلى حدّ كبير في دعم الصناعات الفردية للأفلام القصيرة، خصوصاً في الدول التي لا تتوفّر فيها دور عرض وسينما. ثلاثة شبّان من خريجي الجامعات يقفون وراء هذا الابتكار المتفوّق، الثلاثة كانوا موظفين في موقع pay pal وهم تشاد هرلي، ستيفن تشين، جاويد كريم، قرّروا أن ينجزوا فكرتهم بكلفة متواضعة بدأت بـ 12 مليون دولار معظمها من أموال مستثمرين تحمّسوا للمشروع.
بدأت الفكرة عندما قام أحد الشبّان بتصوير مقاطع فيديو لمناسبة خاصة، وأراد المحتفلون أن ينشروا الصور بين زملائهم ولم يجدوا طريقة مناسبة، خصوصاً أن البريد الإلكتروني العادي لا يستوعب الملفات الكبيرة، فبدأت تتبلور فكرة موقع خاص برفع أفلام فيديو. وانطلقت البداية المتواضعة من داخل كاراج لتصليح السيارات، قبل أن ينتقل الشبّان لاحقاً إلى مكتب متطوّر ومن ثم إلى مركز قيادة منظّم عقب شراء شركة غوغل للموقع.
انطلق اليوتيوب في العام 2005، وفي غضون سنة واحدة أصبح واحداً من أكبر مواقع الشبكة الإلكترونية وأكثرها استقطاباً، وحظي بالمرتبة 5 عالمياً في "أليكسا"، بعد أن استقطب 100 مليون مشاهدة يومياً مع إضافة 65 مليون مقطع فيديو كلّ يوم.
استرعى المشروع اهتمام شركة غوغل العالميّة التي تقود ماكينات البحث على الشبكة الإلكترونية بصورة مذهلة، فأعلنت في العام 2006 عن شراء موقع اليوتيوب بمبلغ قدره 1.65 بليون دولار، وعقدت على أثره3اتفاقيات مع شركات ميديا ضخمة تقضي بعدم تعرّض اليوتيوب لشكاوى قضائية بخصوص حقوق النشر. وبموجب عملية البيع والشراء هذه، حصل المالكون الثلاثة والمستثمرون على مئات ملايين الدولارات، واعتُبر الأمر ثاني أكبر صفقة لغوغل (اشترت غوغل 46 مشروعاً لغاية الآن، من ضمنها شركة الإنترنت AOL الأميركية بمبلغ قدره 1 بليون دولار).
يدخل موقع اليوتيوب شهرياً 490 مليون زائر(غير مكرّر) من أنحاء العالم، وينتج عن هذه الزيارات عرض 92 مليار صفحة كلّ شهر. ويبلغ متوسط زيارة الفرد لليوتيوب15 مرّة في الشهر يقضي خلالها المستخدمون في كلّ مرّة 25 دقيقة، فيما يبلغ متوسط مدّة بقاء المستخدم على اليوتيوب 5 ساعات و50 دقيقة شهرياً(أقلّ من الفيس بوك)، ويصل مجموع ما يقضيه جميع زوار يوتيوب شهرياً إلى 2.9 مليار ساعة، أي ما يعادل 326,294 سنوياً.
يوجد حالياً على اليوتيوب أكثر من7 آلاف ساعة أفلام وبرامج تلفزيونيّة كاملة، ويفوق حجم محتوى الفيديو الذي يتمّ تحميله على يوتيوب في فترة 60 يوماً حجم محتوى الفيديو الذي قامت أكبر ثلاث شبكات تلفزيون في الولايات المتّحدة بإنتاجه على مدى 60 عاماً. وقد تمّ رفع أكثر من 13 مليون ساعة فيديو خلال العام 2010، بمعدل 35 ساعة فيديو كلّ دقيقة.
تتوزّع مراكز بيانات اليوتيوب على 25 بلداً بـ 43 لغة، و70% من كمية البيانات على اليوتيوب تأتي من خارج الولايات المتّحدة. تحتوي يوتيوب فيديو عالي الدقة HD أكثر من أي موقع على الإنترنت، لكن 10% فقط من إجمالي الفيديو المرفوع على اليوتيوب يتوفر بدقة عالية HD ويقوم المستخدمون بإضافة ملايين المقاطع إلى مفضلتهم يومياً، ويوجد مشغل فيديو اليوتيوب على أكثر من 10 ملايين موقع (عرض اليوتيوب على مواقع أخرى)، ويتمّ إرسال 400 رسالة على تويتر(تغريدة) كلّ دقيقة تحتوي على روابط من اليوتيوب، كما يتمّ استعراض صفحات نسخة الموبايل من اليوتيوب أكثر من 100 مليون مرّة يومياً. وفي العام 2009 تمّ تدشين قناة خاصة بالكونجرس الأميركي على اليوتيوب وأخرى خاصة بالرئيس باراك أوباما.
مراحل قطعها
تعرّض الموقع لإشكالات عديدة مع انطلاقته، وحصل تداخل ما بينه وبين موقع يحمل اسماً مماثلاً www.utube.com هو موقع لشركة أميركية، الأمر الذي تسبّب في مشكلات للشركة وكاد موقعها أن يتوقف بسبب اكتظاظ الزوار الواصلين عن طريق الخطأ، فتوجّهت الشركة إلى المحكمة مطالبة بتسجيلyoutube.com على اسمها؛ لكنّ المحكمة رفضت الدعوى بعد النظر في القضية.
تمّ حجب موقع اليوتيوب مع انطلاقته في دول عدّة لأسباب سياسية، ومن هذه الدول البرازيل، إيران، المغرب، تايلند، تركيا، الإمارات، السعودية. ولاحقاً رفعت بعض الدول الحجب الكامل عن الموقع وأصبحت تحجب مقاطع معيّنة.
أرباح اليوتيوب
كشف مؤسّسو الموقع أن الأرباح الشهرية وصلت إلى 15 مليون دولار من المردود الإعلاني على الموقع، وقد وقّعت اليوتيوب أكثر من 10 آلاف عقد شراكة إعلانات حتى الآن، ومن ضمن هذه الشركات: ديزني، ترنر، يونيفيجن وقناة4 و قناة5، في حين تقدّر أرباح شركاء يوتيوب بملايين الدولارات سنوياً،على الرغم من تراجع نسبة الإعلانات وتراجع الأرباح الشهرية الصافية إلى 12 مليون دولار، لكنّ هذا النموذج من المشاريع ليس ربحياً وإنما هو ابتكاراً، خصوصاً أن اليوتيوب أصبح من أكثر مواقع الإنترنت شهرة في العالم.
أصبح اليوتيوب يستقطب شرائح كبيرة من الشباب العربي، وتحوّل إلى مساحة حرّة للتعبير والإبداع، خصوصاً للسينمائيّين وفنونهم. وبحسب دراسة أجرتها الصحيفة الاقتصادية فإن السعوديين يشاهدون يومياً ما يزيد على 36 مليون مقطع فيديو على الموقع الشهير اليوتيوب بمعدل 150 مليون دقيقة يقضيها المستخدمون على الشبكة العنكبوتية. وأشار تقرير أصدرته غوغل في أواخر العام 2010 إلى أن معدلات تصفّح الإنترنت بالنسبة إلى شريحة واسعة من مستخدمي الإنترنت في السعودية فاقت مشاهدة التلفاز بمتوسط ساعتين يومياً، مبيّناً أن 97 % من استخدامات الإنترنت تتمّ في محرّك البحث غوغل، ومنها 45 % من العمليات تتمّ بالّلغة العربية، في حين يُجري المستخدمون في المملكة ما يزيد على ستة ملايين عملية بحث في الإنترنت عن طريق الجوال ما يهيئ بيئة استثمارية واعدة للتجارة الإلكترونية.
الاستهلاك الرقمي للسينما والغناء والموسيقى
في المقابل، أظهر التقرير العربي السنوي الثالث للتنمية الثقافية الذي تصدره مؤسّسة الفكر العربي، أن عدد عمليات البحث والتواصل مع المنتج السينمائي من قبل الجمهور العربي على الإنترنت بلغ 106 مليون و239 ألف و724 عملية بحث في المتوسط شهرياً خلال العام 2009. واستهدفت 40% من عمليات البحث التواصل مع السينما واستهلاكها. وقد احتلّت كلمة "تحميل أفلام" المركز الأول وبلغ معدل استخدامها من قبل الجمهور 39 مليوناً و926 ألفاً و200 مرّة في المتوسط شهرياً. ووصل متوسط عدد عمليات البحث بالّلغة العربية عن الغناء والطرب إلى 84 مليوناً و482 ألفاً و550 عملية شهرياً في العام 2009، وغلبت عروبة الأغنية على شبكة الإنترنت. وخصّص الجمهور مليوناً و706 آلاف و540 عملية بحث في المتوسط شهرياً من أجل الاستهلاك والتواصل مع أنواع من الموسيقى.
وفي ما يتعلق بالصور ومقاطع الفيديو، فإن عدد الصور التي تمّ حفظها في فلكر(flickr.com) في أكتوبر العام 2009 بلغ 4 مليارات صورة، وعدد الصور التي يتمّ حفظها شهرياً في فيسبوك (facebook.com) بلغ مليارين ونصف المليار صورة، وعدد مقاطع الفيديو التي تتمّ مشاهدتها يومياً في يوتيوب (youtube.com) حول العالم مليار مقطع، أما المواقع الأكثر زيارة فهو الموقع الشهير بالشبكات الاجتماعيةfacebook.com ، والذي حقّق 540 مليون زائر في شهر مايو من العام 2010 ، شاهدوا فيها 630 مليار صفحة.
لم تكن ثورة اليوتيوب إذن ثورةً تقنيّة وماديّة فقط، تحدّد إنجازها بتجاوز الصعوبات الكامنة في استخدام ملفّات الفيديو على الإنترنت(لجهة إدخال المواد وإنزالها لأصحاب المواقع والزوّار وكبر المساحة التي يقتضيها كلّ ذلك)؛ ثورة اليوتيوب هي بمثابة الثورة الشعبيّة لاستقطابها الجماهيري ولسماحها إلى حدّ كبير بتجاوز الرقابة الفكريّة في العالم العربي. لكنّها في المقابل، وفي سياق الصراع والهيمنة على الإعلام الإلكتروني والفضائي، عزّزت السباق على ترويج الأفلام الناطقة بالعربيّة، بحسب أيديولوجيّة كلّ من القوى المتصارعة.
تعليقات
إرسال تعليق