ماذا يحدث بالضّبط في أوساط الشّباب؟!!.
حدّثني أحد
الشّباب مؤخرا عمّا يدور في رأسه فقال لي: " لقد انتقلنا من مرحلة إدمان
المخدّرات إلى إدمان البنات، نحن نعيش أيّامنا لحظة بلحظة، و يبدو أنّها لن تنتهي
بسلام !"..
عندما يعترف
الشّباب و يتّفقون على تشخيص حالتهم بهذه الطّريقة فهذا يعني أنّ جزءا كبيرا من
المجتمع يسير نحو المجهول، حيث تتأزّم حالته يوما بعد يوم، و ينتقل من مرحلة إلى
مرحلة و هو مدركٌ بأنّه عاجز، يئس، يعاني حالة الاغتراب(يلجأ الشباب إلى ميكانيزم
التّعويض، و هو أحد ميكانيزمات الدّفاع- Compensation- و
تأكيد الذّات من خلال الإدمان على المخدّرات أو الدّخول في علاقات عاطفيّة خارج
الأطر الشّرعيّة). عندما يفشل الشّباب في تحديد الأدوار المنوطة بهم في المجتمع
الذّي ينتمون إليه، و عندما تظهر حيرتهم و ارتباكهم فهذا يعني أنّ قدرتهم على
التكيّف في خطر، و تقديرهم للذّات وصل مرحلة متقدّمة من التشوّه و الشّعور
بالدّونية. لمّا يصرّح الشّباب باستقالتهم من المجتمع و الاتّجاه نحو تدمير الذّات
فهذا يعني ضرورة اتّحاد الجميع من أجل التخطيط و التّصدّي لظاهرة الاغتراب النّفسي.
هناك أمر مهمّ
يجب التّنبيه إليه إنّه ذلك المتعلّق بالمعاملة الوالديّة و تربية الأطفال في أيّ
مجتمع، إنّ لسوء المعاملة الوالديّة أثرا كبيرا في تنشئة الشّباب بعد مرحلة
الطّفولة؛ إنّ صعوبة تحقيق الحاجات النفسيّة للشّباب زيادة إلى الاضطراب في المعاش
النّفسي لهؤلاء يزيد من المتاعب و يصعّب الحياة و يجعل من التكيّف مبلغا بعيد
المنال.
إنّ الوعي
بحالة الاغتراب و ضرورة التحلّي بثقافة الأمل قد يكونان عاملين مهمّين في التّعامل
الجيّد مع هذه الحالة قصد مواجهة الاغتراب و التخفيف منه بل حتّى التّخلص منه. إنّ
تعزيز روابط الانتماء و الانتساب و فعل المشاركة و الالتزام و المسؤوليّة كلّها
عوامل مهمّة لمساعدة الشّباب على الخروج من دائرة الارتباك و الخوف و القلق من
المستقبل، و الاتّجاه نحو الحياة بروح جديدة تختلف تماما عن العزلة الاجتماعية و
اللامعياريّة و التمرّد و العجز و اللاّمعنى.
قلم: أحمد بلقمري
تعليقات
إرسال تعليق