/ الجزائر بين ثنائيّة التّفتيت والاختراق*

القائمة الرئيسية

الصفحات

الجزائر بين ثنائيّة التّفتيت والاختراق*

الجزائر بين ثنائيّة التّفتيت والاختراق*
يدعو حزب العمال الجزائري إلى تحصين الأمّة و الالتفاف حول حماية الدّولة الوطنية من خطر التفتيت و الاختراق، خاصة مع ما يشهده العالم العربي من تحوّلات عميقة،  و ما تحمله رياح التّغيير من مفاجآت غير سارّة للأنظمة العاجزة و غير القادرة على بناء الدّولة الحديثة من الدّاخل، و العمل على خيار النّظام الدّيمقراطي كبديل للنظام الدكتاتوري المقيّد للحريّات، غير المتوافق مع رغبة و حركة الجماهير، و الرّاهن للمستقبل.


و تعتبر دعوة حزب العمال التروتسكي في هذا الإطار الأكثر منطقية و قابلية مقارنة بأداء بعض الأحزاب الوطنيّة كحزبي السّلطة و نقصد بهما جبهة التحرير الوطني و حزب التجمع الوطني الديمقراطي المنهمكين في التسويق لمشروعهما السياسي الوطني الفظّ غير المتناغم مع المعطيات الجيوسياسية في مشهد يدعو للقلق بالنظر لتزايد رقعة التوتّر في الدّاخل الجزائري و على الحدود؛ فالجزائر اليوم على الرّغم من تمتّعها بتراكم ثروة طائلة تعاني أزمة شكّ على اعتبار أنّها غير قادرة على صنع الثقة على الأقل بين أفراد المجتمع أنفسهم بما يفقدها المصداقية على المستويين الداخلي و الخارجي؛ الجزائر الغنيّة غير قادرة على توظيف الثروة لجذب استثمارات حقيقيّة قادرة على تقويّة و تأمين الصّف الداخلي.
إنّ التحديّات الإقليمية بدءا بالعلاقة المتوتّرة مع الجار المملكة المغربية، و الحرب الدائرة جنوب الصحراء الجزائريّة في دولة مالي، و أزمة الرئاسة الموريتانية، و اضطراب الشّأن السياسي شرقا في كلّ من تونس و ليبيا، و تواصل مسلسل العنف باسم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، و ضغوطات الدّول الإمبريالية الدّافعة نحو إحداث التطوّر الديمقراطي في ظلّ فشل الإستراتيجية الاقتصادية و استشراء الفساد السياسي ومعضلة إخفاق مشروع المصالحة الوطنية الحقيقيّة يقود إلى تزايد مخاطر التفكيك، ويؤشّر على احتمال تجدّد العنف أمام عجز الحكومة أمام الضّغوط الشّعبية من جهة، والضغوط الخارجية من جهة أخرى.
إنّ الوطن اليوم أمام مفترق الطرق، خاصّة وأنّ القضايا المُلحة لم تجد الحلول السياسية الممكنة لدعم الاستقرار وإنجاز التغيير الهادئ، فالعوامل الداخلية والخارجية يجب أن تصب في صالح الوحدة لا الانقسام، والهواجس يجب أن تبدّد لصالح بناء الدّولة الوطنيّة الحديثة، ودون هذا سينفجر الصّراع وتتعقّد الأزمة وتستمر الخيبة على دروب التّيه.
هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع