مسرحيّة قصيرة عن الأم:
مسرحية الوفاء
مسرحية
في فصل واحد-الكاتب أحمد بلقمري/الجزائر
شخصيّات المسرحية
كريم:
الابن
الأمّ:
جميلة
الأب:
صالح
"في غرفة
الأمّ جميلة.. تجلس الأم متعبة، مرهقة بسبب ورم خبيث أصاب ثديها.. يدخل الابن كريم
للاطمئنان على صحّتها، يطرق الباب طرقا خفيفا.. فتأذن له الأمّ بالدّخول.."
كريم:
صباح الخير يا أمّي..
الأم:
صباح النّور يا بني، تفضّل، اجلس.
كريم:
كيف أصبحت اليوم يا أمّاه؟.. لم أنم البارحة وأنا أفكّر في طريقة لإنقاذك.. لا بدّ
أن أفعل شيئا لمساعدتك.. أنا محتار للغاية؟ !..
لو كنت رجلا كبيرا لفعلت المستحيل من أجل حياتك
بيننا...آه، لو كنت رجلا؟.
الأم:(مبتسمة) أنت رجل
كبير بالنسبة إلي.. لديك من الشّجاعة والجرأة ما يكفي لأفخر بك.. قل لي: هل رعاك
أحد أكثر مما فعلت أنا؟.
كريم:(متعجبا) لم
تقولين هذا الكلام يا أمّاه؟. ماذا أكون أنا لولا رعايتك وسهرك وتضحيتك من أجلي.. أنت أعظم امرأة في الوجود !.. يا
لك من أمّ حنون!..
الأم:(تبتلع
دموعها) لقد
أصبح مرضي مصيبة كبيرة لك ولوالدك.. لقد احترق قلبه وقلبك من أجلي.. لم أعد قادرة
على رعايتكما بسبب هذا المرض اللعين، فليسامحني الله !..
كريم:(يمسك بيد
أمه ويبكي)..
لماذا تبكين يا أمّي؟.. أنت قادرة على الصمود.. سنصلّي من أجل حياتك وحياتنا معا..
فليساعدنا الله ويمدّك بالقوّة !..
الأم:(بصوت
لا يكاد يسمع) يحزنني أن أقول لك أنّني أشعر باقتراب النهاية.. أريد أن أوصيك
بطاعة والدك.. ضع هذه الكلمة في رأسك جيّدا.. إن كنت تحبّني فعليك بطاعة والدك..
أقول ما يأمرني به عقلي وقلبي.. كن مطيعا وحسب يا كريم!.. ارم بنفسك في أعماق قلب والدك مثلما تفعل
معي الآن.. حبّك لوالدك سيجلسك على عرشه.. لن تخشى شيئا بعد ذلك، لأنّ طاعة
الوالدين من طاعة الله.
كريم: لكن.. (متأثرا بنظرات
أمّه، يكف عن متابعة الحديث ويحني رأسه).
الأب:(ينادي على الأم) جميلة !..
الأم: ها أنذا
آتية. (تعود لها قوّتها فجأة وتركض نحو الباب.. تستر وجهها المبلل بالدّموع،
وتقف أمام زوجها صالح..).
–انتهت-
تعليقات
إرسال تعليق