/ مقطع من مسرحية «حمدان فايقلهم»/ الكاتب: أحمد بلقمري

القائمة الرئيسية

الصفحات

مقطع من مسرحية «حمدان فايقلهم»/ الكاتب: أحمد بلقمري



مقطع من مسرحية «حمدان فايقلهم»/ الكاتب: أحمد بلقمري
مونولوج مسرحي/ممثل واحد
النّص:
«يفتح السّتار»
«يظهر ممثل –وسط ركح المسرح-، يضع رأسه بين رجليه حزينا-يسود الصّمت-، ثمّ يرفع رأسه ببطء، ويتوجّه بالحديث نحو الجمهور..»
 (1)
الأرض مالت بي يا أمّي، وأنا راكب على رودة(عجلة) وحدة.. لابس قش جديد وغريب، ما دريت منين جبتو.. عجبني بزّاف.. عجبني بزّاف.. وكي لمست بيدي ذاك الكتان، كنت حاب نعرف وين مخدوم.. عجبوني الألوان..  عجبوني الألوان يا أمّي.. ونسيت علاش كنت نحوّس.. حلّيت فمّي، وتهت...
ما ادريت يا أمّي.. علاش كنت نحوس؟!.. كانت الألوان زهرية، فيها روح عبقرية.. ما فيها شكّ !.. كانت مصنوعة بدقّة.. فيها صنعة..
وأنا على ذيك الحال، نتأمّل.. الأرض مالت بي.. والرّودة وقفت وقفة وحدة.. وأنا ما ادريت يا أمّي.. نرمي روحي، ونطيح.. الأرض غدرت بي، وكانت تميل، تميل، تميل.... كانت الأرض تميل، وأنا لازم نقرّر..
في ذيك اللّحظة، يا أمّي.. جاتني شجاعة غير عادية.. تركّزت على الرّودة، وقرّرت نهبط على الأرض.. قلت في نفسي: «الأرض راها تميل، على خاطر الرّودة اللي بيها، وزيد وزني زايد شوي...»، وقلت: «إذا كان لازم نهبط، باش الأرض تتوقف عن الميلان، لازم نهبط، لازم قرار سجيع»..
قرّرت يا أمّي.. وهبطت..
صحيح، كانت سقطة.. لكن في النهاية انتصرت على ميلان الأرض، هبطت..
لو كان شفت ذيك اللحظة التاريخية، يا أمّي..
استقبلني السّلطان «احسن»، وزوجته «حسنية» وابنته «حسينة»، وخوه «حسان»، والكلب «محسون»، والحرس.. الحرس كانوا من كلّ جهة..
اتشجعت، يا أمّي، واقتربت من السّلطان«حسن»، همست في وذنو، وقتلوا:
«وعلاش تقلق في روحك يا سيدي السّلطان، جبت هذا الحاشية كلّها، باش تستقبل شخصي المتواضع.. لوكان غير بعثتلي كاش خديم يستقبلني.. ويقول لي أنا من جهة سيدنا السّلطان.. كنت نفرح.. ونعتبر هذا الشيء استقبال رسمي يليق بشخصي المتواضع».
تعرفي واش دار السّلطان يا أمّي؟..
شاف في زوجته «حسنية»، وقالها:
«يا سلام على التواضع.. راجل بسبتو توقفت الأرض عن الميلان، يكون بمثل هذا الرّقي والإنسانية.. يا سلام على التواضع».
تعرفي يا أمّي.. ثمّة، أمر السّلطان «احسن» الخدم باش يكرموني، ويعطيوني ناكل من كلّ الخيرات.. قال لي: «كول واش حبيت.. أنت ضيف السّلطنة، ولازم نكرموك كما يليق برجل أنقذ سمعة الأرض».
اقتربت من السّلطان يا أمّي، وقلت له:
«سيدي السّلطان احسن: عندكم بربوشة باللّبن؟».
«ستار»





هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع