/ من هو الشّهيد البطل اسْعيد بوعلي المدعو «لاموطا»؟

القائمة الرئيسية

الصفحات

من هو الشّهيد البطل اسْعيد بوعلي المدعو «لاموطا»؟

من هو الشّهيد البطل اسْعيد بوعلي المدعو «لاموطا»؟


ولد الشّهيد بوعلي اسْعيد ابن سليمان وعوداش بوجمعة في سنة 1927 ببني وغاغ ببلدية حرّازة ولاية برج بوعريريج، الجزائر.
ينتمي الشّهيد الراحل إلى عائلة جزائرية مناضلة غادرت في أوائل العشرينات قرية بني وغاغ التاريخية، الواقعة على جوانب جبال سلسلة البيبان الشهيرة (ولاية برج بوعريريج)، لكي تستقر بشكل دائم في مدينة الجسور المعلقة –قسنطينة-.


كان الشّهيد بوعلي مؤمنا بالقضية الوطنية منذ نعومة أظافره، فمنذ انتقال عائلته إلى قسنطينة، والتحاقه بالمدرسة الابتدائية الفرنسية أراغو (Arago) سنة 1935، انكب على تعلّم اللّغة العربية بجامع السّلام، وانخرط في صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية وهو لم يبلغ الثانية عشر من عمره، ثمّ التحق بعد ذلك بصفوف حزب الشّعب الجزائري، ولم يكن يتجاوز الـخمسة عشر سنة (سنة 1942)، كما انخرط في صفوف المنظمة الخاصة التابعة لحركة انتصار الحريات الديمقراطية، والتي قادها أنذاك الشّهيد محمد بلوزداد ابتداء من تاريخ 15 فيفري 1947[1].
أشرف الشّهيد البطل على عقد عدّة اجتماعات بدشرة بني وغاغ (مسقط رأسه) وضواحيها، وبرج بوعريريج، تحضيرا للثورة على الرّغم من صغر سنه، كما عمل في سرية بصفته قائد فصيلة رفقة رابح بيطاط وملاّح سليمان، كما شارك في اجتماع مجموعة الـاثنين والعشرين التاريخية ممثلا لناحية قسنطينة رفقة زيغود، ملاح، حباشي، بيطاط، وحبّاشي، وذلك بمنزل إلياس دريش بالمدنية، الجزائر.
اشتهر الشّهيد بقوّة شخصيته وثباته، فبالرّغم من إلقاء القبض عليه فور اندلاع الثورة رفقة مجموعة من المناضلين في 6 نوفمبر 1954 بقسنطينة من طرف قوات المستعمر، وتعرّضه للتعذيب المرير والاستنطاق ثبت وصبر، وتحمّل كلّ المسؤولية التاريخية، وحكم عليه حينها بالسّجن لأربع سنوات، قضاها بين سجن الكدية بقسنطينة، وسجن سركاجي بالجزائر العاصمة، وأخيرا بسجن البرواغية بالمدية، وهو ما ذكره أخوه عبد الحميد.
وقد ظل الشّهيد بوعلي وفيا لمبادئه وتطلّعاته، ووظّف كلّ إمكاناته الفكرية والتنظيمية في توجيه المساجين، وتحصينهم من ادّعاءات المستعمر. وبعد الإفراج عنه في 12 نوفمبر 1958 التحق بإخوانه المجاهدين، وواصل نشاطه النضالي، وتمنّى الاستشهاد، فكان له ذلك حيث سقط شهيدا في ساحة الشرف إلى جانب رفيقه سليمان ملاّح في الفاتح من جانفي سنة 1959 بجبل تغرارة الواقع بين مدينة حجوط وحمام ريغة.
بعد استرجاع السيادة الوطنية، لم يحظ الشّهيد بوعلي اسعيد بالتكريم والاعتراف الذي يليق بمسيرته النضالية الكبيرة، ماعدا تسمية ثانوية وسط مدينة برج بوعريريج باسمه (ثانوية اسعيد بوعلي الواقعة بنهج لعريبي لخضر برج بوعريريج)، وإحياء ذكراه على قلتها في بعض المناسبات الوطنية.




[1]  منظمة خاصة سرية شبه عسكرية (Organisation spécial, secrète paramilitaire)، هدفها التحضير لبدء الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي.

هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع