قلم حبر.. قلم يقرأ ؟!!
بحثت عن قلمي كي أدوّن بعض الأفكار فلم أجده، بحثت فوق المكتب، في المحفظة، في معطفي فلم أجد له أثرا، ناديت عليه فلم يجبني..تساءلت أين يكون؟، ثم خطرت على بالي فكرة..عرفت مكانه، واتجهت مباشرة نحو مكتبتي، قلت في نفسي ربما يكون بين الكتب يرضي فضوله، قلّبت الكتب وفتّشت عنه فوجدته غارقا في التفكير و التخمين يتصفّح كتابا، قلت له: ماذا تفعل هنا أيها القلم الفضولي؟، فأجابني بعفوية قلم: أطالع يا أستاذ، أنت تعرف أنه لدي وقت فراغ، وقد قررت أن أبدأ في استثمار وقتي. في الحقيقة يا أستاذ قرأت إحدى التقارير الموجودة على مكتبك و المتعلقة بالقراءة في الوطن العربي فهالني الأمر، وقررت أن أبرمج نفسي على القراءة اليومية حتى أصل إلى المعدل العالمي للقراءة..تعجبت لأمر قلمي وقلت له: يا لك من قلم عنيد، يبدو أنك ستصبح كاتبا و أصبح قلما، ما الذي قرأته أيضا حتى تتغير بهذا الشكل؟، فأجاب: أستاذي العزيز، إن مجموع ما يترجمه العرب سنويا يساوي خمس ما تترجمه اليونان، ولم يترجم العرب سوى 11,000 كتابا منذ العصر العباسي (منذ ألف سنة) وحتى وقتنا الحاضر، وفي إسبانيا وحدها تتم ترجمة أكثر من 11,000 كتابا في العام الواحد!، أما متوسط القراءة لكل فرد في المنطقة العربية فهو يساوي 10 دقائق في السنة بمعدل ربع صفحة مقابل 11 كتابا في السنة للفرد في أمريكا و7 كتب في بريطانيا *)حسب تقرير التنمية البشرية 2003)، هل عرفت الآن لماذا قررت أن أقرأ؟..صمتّ قليلا، حملت قلمي بعناية فائقة لأنه استحق تقديري بعد أن صار مثقفا، وقلت له: المصيبة يا قلمي أن خلاصنا و حلول مشكلاتنا كلها متعلق بالقراءة و بالتالي بالتعليم، لكن لا أحدا من الناس يستشعر هذه الأهمية فما علينا أنا و أنت سوى التذكير لعل الذكرى تنفع أمّة اقرأ..
بقلم: أحمد بلقمري
تعليقات
إرسال تعليق