/ جدّتي و الحمار المحروق..

القائمة الرئيسية

الصفحات


جدّتي و الحمار المحروق..

         ذهبت لزيارة جدتي بمنزلها، فوجدتها متسمرة كعادتها أمام جهاز التلفاز ممسكة بالريموت كونترول، ألفيتها باكية، فسألتها: ما بك يا جدّتي؟، قالت لي: ألم تشاهد ما فعله أبناء الحرام في الحمار المسكين؟، تعجبت وقلت لجدتي: لم أفهمك يا جدتي!، اشرحي لي أكثر..قالت: كنت أتفرج على نشرة الأم بي سي وفجأة أظهروا لنا شبابا جزائريين صبوا المازوت على حمار و أضرموا فيه النار، دار الحمار ست دورات ثم فرّ هاربا، لكن العجيب في الأمر يا بني أن هؤلاء الأطفال فرحون بما فعلوا، لقد رقصوا على أنغام الرّاي يا أحمد..في البداية لم أصدق جدتي لأنني أعتقد أن جدتي صارت مدمنة على برامج الأم بي سي4،3،2،1، لكنني غيرت رأيي بمجرد أن شاهدت فيديو لهؤلاء الشباب على اليوتوب، وبعدها قرأت موضوعا عن هؤلاء الشباب في الجرائد اليومية..عدت إلى جدتي لأروح عنها و أحدثها في قضية الحمار المحروق فوجدتها تبكي ثانية، سألتها مرة أخرى: ما بك يا جدتي؟، فقالت لي جدتي: في المرة الأولى بكيت الحمار المحروق لأنه حيوان لا يعقل، لقد  شعرت بأنني أنا من حرقت بتلك النار يا بني، أما قبل قليل فكنت أبكي هؤلاء الشباب الجهلة لأنهم سيحرقون مثلما حرق الحمار يوم القيامة، قلت لجدتي: ولم تبكين شبابا طائشا يا جدتي، هم لا يستحقون منا أدنى احترام؟. تنفسّت جدّتي عميقا وقالت لي: رغم أنك متعلم يا أحمد إلا أنك لم تفهم الدنيا بعد، لقد بكيت هؤلاء الشباب لأنهم لا يعلمون كما علمنا، لو تعلموا جيدا في المدرسة و البيت و المسجد لأدركوا بأن الرفق بالحيوان من البر و البر يقود إلى الجنة، لكنهم جهلوا وكم في الجهل من ضرر. قلت لجدتي: أطال الله في عمرك أيتها الجدّة الحكيمة، رغم أنك لم تتعلمي في مدرسة إلا أنك علّمتني درسا لن أنساه ما حييت، أقول لك يا جدتي بأنني سأقدم دروسا بالمجان لشباب حيّنا أعلّمهم فيها أهميّة الحفاظ على البيئة و المحيط خاصة موضوع الرفق بالحيوان حتى لا تتكرّر مشاهد حرق الحيوانات مرّة أخرى.
قلم: أحمد بلقمري
هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع