اللّغة الواحدة .. 3
الإنسان لا يستطيع ألاّ يتواصل. |
ماذا ستفعل إذا وجدت شبيهك و شريكك الذي يتكلم لغتك الواحدة المشتركة، كيف تتصرف، وما الذي ستفعله بالضبط؟.. دون شك أنك سوف تهرع للحديث، للاستماع و للمشاركة، في تلك اللحظة تجد نفسك غير محتاج للتفكير فيما ستتحدث فيه، أو التفكير في طريقة تصرفك، لأنك تعرف بأن شبيهك مثلك، وأنت تعرف بأنكما تستمدان قوتكما وطاقتكما الانفعالية و العاطفية من بعضكما البعض، أنتما تستندان إلى بعضكما البعض نفسيا، تحسان بأنكما قريبين، تشعران بأنكما تعرفان بعضكما البعض منذ مدة طويلة..وهنا علي أن أشير إلى أمر ما أجده مهما للغاية، إذا التقيت شريكك في اللغة الواحدة لا تتردد في الاقتراب منه، لأن ذلك سوف يزعزع الثقة لديك، سوف يجعلك تشك في إمكانياتك و قدراتك، سوف يرهن أول استثمار لك في نفسيتك، عليك أن تنخرط في الحديث مع شريكك.. و لربما أجد من المهم جدا ذكر بعض الأنواع من اللغة الواحدة المشتركة حتى يحصل الفهم لدينا بسهولة:
قد تكون هذه اللغة لغة دينية، ونجد هذا النوع لدى بعض الأفراد الذين يملكون نواة إيمانية لكنها بحاجة للتفاعل و التطور، وهنا تجدهم يحسّون بالرغبة في الاستفادة من اللغة المشتركة الواحدة لأطول وقت ممكن كلّما استمعوا إلى حديث من يدفعهم للتفكير في الإيمان ويعرفهم بحاجاتهم الإيمانية و رغباتهم في صعود مدارج السالكين..هناك نوع آخر من اللغة نجده عند المهتمين بالبحث العلمي، حيث يرتاح المتحدثون بهذه اللغة الواحدة كلما انتسبوا إلى بعضهم البعض، حيث يحسون بالانتماء و بالرغبة في التفكير و البحث، فبمجرد التقائهم و حديثهم إلى بعضهم البعض تبدأ الأفكار بالتخاطر عن بعد، فتجدهم يستلهمون من بعضهم أفكارا ليطوروا أفكارهم وهنا تبرز العبقرية لديهم في توليد الفكرة من الفكرة.. نفس الشيء ينطبق على الأدباء والفنانين و حتى الناس العاديين.. إنه سحر اللغة الواحدة المشتركة، إنها قدرة الخالق الواحد، البارئ، المصور، وسبحانه عز وجل عندما قال في محكم تنزيله :" وصوّركم فأحسن صوركم "...
قلم: أحمد بلقمري
تعليقات
إرسال تعليق