/ شوكة الحب..

القائمة الرئيسية

الصفحات


خواطر سارة نسيان دوت كوم..

فتاة جزائرية قالت عن نفسها بأنها:
مجرد حرف لا قيمة له دون الحروف الأخرى، أنا مجرد ورقة ظلت طريقها، مجرد دمعة استسلمت للحزن فصار البكاء تعويذتها الأزلية، هذه أنا مجرد امرأة تبحث عن نفسها...

شوكة الحب..

انكسرت شوكة شوقي إليك وذبلت في عيني حماسة الفرح، وظلت فراشة أفكارك تلاحقني تشتت أوراقي الملونة بالنسيان، تحط تارة على حافة تفكيري وتارة أخرى تظل ترفرف على حواف قلبي المنهك المستسلم لعتمة الأيام كمظلة مبللة بمطر ربيعي، وسمائي تلك الغيمة السوداء التي تلاحقني تجثم على أصابعي وتحثني على البكاء.. دموعي تراها  فقدت لونها بعدما هجرت كل طيور الحب مملكة صمتي.. علمتني الطيور كيف أصمت في حضرة حزني، وفي حضرتك صرت أتعلم كيف أصرخ بلا صوت، باحثة أنا فيك عن لغتي الجديدة التي ضيعتها نسائم حبك المنسي.. أيها الغارق في أعماق كتبي انتفض واخرج لي من بين الأحرف وكلمني، علمني كيف أنساك، اسقيني من بحر القسوة واغرف لي كأسا علّي أجد من دونك طريقي..تعبت سيدي من البحث عنك ولم تعد لي حماسة لأنفض الغبار عن أوردتي الجاثمة تحت سطوة كبريائي.. تراك تدري أني لم أعد أبكي، لم أعد أحمل معي مناديل لأخفي جريمة سكري حين أتذكرك، وأغلق جميع الأبواب في وجه دمى كانت تراقصني يوما تحت سماء الحلم..لم أعد أستطيع أن أخيط لك ثوبا جديدا بأحرفي المبللة بالدموع، لم أعد أستطيع أن أغرس لك شوقا فكل ما بداخلي قد صار ميتا ضيقا لا يتسع سوى لدموع تكابر في ذكراك دهاليز الزمن... وهكذا تمضي أنت من دوني تتركني وحيدة ولا رفيق لي سوى الدمع، تتركني لأحترف من بعدك لغة جديدة لا كلام فيها سوى الحزن، صرت أكرهك بقدر ما أحببتك بل رسمت لك تماثيل بدموعي علي أنساك.. كثيرا ما حطمت هذه التماثيل في اليوم مرتين.. ذكراك اللعينة لا تزال تتبعني، تصحبني حيث أذهب، تعذبني.. وأنت غائب تمازح في صمت خصلات ذاكرتي، تشتتني تبعثرني كبحر منسي قبّلته الظلمة فصار وحيدا دون أمل، فكيف لي أن أظل غبية أطارد صورتك؟!.. أي صمت يجرني نحو متاهة ليس لها شمس؟!.. فأظل أجرّ خلفي أذيالا للخيبة وتظل أنت تبتسم وتمضي إلى قمم كبريائك تحاورها.. كيف بك ترميني كشوكة مهملة تدوسها بلا رفق..هذه القلوب لم تعرف الحب بعد..منذ أن أحببتك صرت رفيقة دموعي، و بمجرد ذكرك تنساب أشواقي كسرب حمام فقد طريقه في السماء.. وأنا، آه مني أنا.. أظل أراقبه من فوق صخرة غبائي علي أهتدي به نحو سبيلي.. آه، منك يا سبيلي، يا غرقا بلا ماء، يا اختناقا بلا هواء، يا بكاء بلا دموع، يا حسرة بلا ألم، يا ألما بلا ألم...سأقتلك بأية طريقة، المهم أن تغادر عصافيري أعشاش النسيان، فأنا قد أكون في كل حرف من قلبي أحييك، أبعث في ظلك نفسا جديدا، روحا بلا رائحة، قد أكون أكتب لأنسى أو لربما لأقتلك كل يوم.. أيها المهجور، أيها التعيس، أيها الظل الممدود، أيها الطائر المائل فوق شجرة الماضي، أيها الخنجر الباعث للألم: عد فلم أعد أستطيع أن أتحمل، لم أعد باسمة كما كنت، كلما رأيتك صرت دونك جسدا لروح غيبتها الأحزان.. تراني سأظل أسبح هكذا في ماء من الحسرة، وأنت هناك حيث تسكن بين محطات الزمن تغادرك الأيام، تغرقك الأحلام، وأنا الوحيدة المقتولة بسكاكين ذكرى اسمها الحب،  فأي امرأة أنا تملك قلبا بنصف عقل؟!..سيظل صوتي يطاردك وتطاردني أنا أشباح الألم.. لماذا أنا بالذات تقهرني سويعات ليست للحياة؟!.. لماذا لا تسيل بين أصابعي براعم الأمل وتتدفق نعمة الفرح وتسجد كل الابتسامات.. تعرف أني قد متّ ولم أعد أعرف كيف أتنفس من جديد.. تراك أخذت الهواء كله معك حين غادرت، فصرت أشعر بالاختناق دونك.. أيها القاسي، أيها المبتسم المخادع في وجهي كيف استطعت أن تحفر بين ضلوعك وجهين لقلبين وعقل واحد؟!.. كيف استطعت أن تغرس خلف ابتسامتي لك شوكة لا تموت من بعدك؟!.. ربما الطيور وحدها من تعرف أي نوع من الرجال أنت و أي أصابع تملك.. قد علمتني كيف أسهر وتنام أنت مثلما تنام كل العيون من حولي.. لم تعلمني كيف أخاطب قمرك المعلق في سماء بيتنا، لم تعلمني كيف أحضن جدران غرفتي الباردة.. لم تعلمني سيدي كيف أنام حين لا تكون موجودا.. لم تعلمني كيف أقهر صراخ عقارب ساعتنا وأرجعها الى الوراء، بل أختزل دقائقها وأعجن ساعاتها ليرجع اللقاء الذي لن يأتي أبدا.. عذاب أن تحب وعذاب أكبر ألا تحب ويظل النسيان بينهما الأصعب والأمرّ والمدمّر لقلوب ذنبها الوحيد أنها نبضت في غير وقتها وارتعشت في غير زمانها واختارت كما يختار الطفل الصغير دميته الهشّة المصنوعة من الصوف المزيّف، فهل سيظل ذلك الطفل يبكي دميته المخدوعة إلى الأبد كما أظل أنا أتذكرك كل العمر ...

قلم: سارة نسيان دوت كوم                     مراجعة: أحمد بلقمري
هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع