إنّي رأيت في المنام أنّي أقتلك..
( إهداء إلى كلّ أحرار العالم.. إهداء إلى كلّ بشر لم يختر العبودية...)
أيّها الرّجل الغريب ما أجهلك !
ما أسفهك !
ما أبغضك إلى قلبي
إلى كلّ القلوب المثخنة !
إلى السّماء..
إلى الأرض..
ما أتعسك !
إنّي رأيت في المنام أنّي أقتلك
لا، لن أقتلك..
سأترك بقايا هذا الطين اللازب
يتوغّل في الرّمل
و أترك آثار خطوك تتيه بك
.. في الرّمل
أكتب على الرّمل و اقرأ
اقرأ عن التجبّر..
عن الخلود..
عن البغي..
عن البغاء..
عن الشّر..
عن الخير..
عن الطّبيعة..
عن اللّه..
عن الموت..
و الرّمل وحده قد يقتلك
قد ينساك فتتيه..
و تأتيك ريح الجنوب بأخبارهم
كلّ أخبارهم..
و أخبارنا..
من عهد ماري إلى الغرق
صدق الفؤاد..
ها صدق..
أيّها المشؤوم في حلمي
اغرب عن الوجه الذّي قد أصليته كلّ أنواع العذاب
اغرب عن الطّفل
عن الحلم البريء
عن لعبة سقطت بالجنون
عن الصّدر الحنون
عن الموت البطيء
اغرب عن حياتنا يا رجل
و انتهي في الرّمل كما بدأت
لا شيء..
فاللاشيء أنت
و رملنا الزّاحف نحوك اللاّمكان
أغرب عنّي يا أنت
كي لا أقتلك
إنّي رأيت في المنام أنّي أقتلك
لا، لن أقتلك..
آ الآن أدركت معنى النّهر؟
آ الآن فهمت ما العبور إلى ضفة النّجاة؟
آ الآن أدركت جدوى الجسور؟
إذن، فلتغرق الآن يا آكاريو..
ففي صحرائنا لا سبيل إلى الهرب
يا أعرجا في الصّحراء:
هل فهمت معنى الغرق؟
يا باعث الموت
يا قاتلا..
يا من اغتلت صباح الجموع
عش لحظة الماء
ذرّة، ذرّة..
فالماء يبدو هادئا هذا الصّباح
أملس ناعما..
أنت الآن أسير العطش
ظمآن..
آ الآن عرفت معنى الماء؟
كثبان..
هذي الجموع الزّاحفة
كيف تراها؟
قل لي بربّك: كيف ترى زحفها؟
ثعبان؟..
كثبان؟..
هائجة؟..
مائجة؟..
لا تبقي و لا تذر؟..
أين مظاهر الزّينة و التبرّج يا بوكو؟
أين تفاصيل الحكاية؟
هل رأيت معنى البشر؟
إنسان..
إنسان أنا..
إنسان أخي..
إنسانة أمّي التي قتلتها بقتل أخي
إنسان جدّي ذاك الذّي مات
مات و الحزن يعصر قلبه المحزون
مات قبل أن يرى ابنه المسجون
من دون تهمة كنت تسجن
هل عرفت معنى السّجن،
...الآن؟
شرّان..
لن يموتا على أرض الحقيقة..
شرّان..
ظلمك الطّاغي و الشّيطان..
الخير حين يغضب لا يترك فرصة للتشهّد
ها أكاريو..
هل فهمت معنى الرّوح؟!!
إنّي رأيت في المنام أنّي أقتلك
لا، لن أقتلك..
أيّها النّاس انفضوا الآن
فالموت قد أتى
و آن الآن أن ننسحب
صدق الفؤاء ما كذب
ها أكاريو الوداع..
عفوا أيّها النّاس
الوداع في صحراء الضّياع لا يجب
و صاح النّاس: أكاريو مات !..
يا للعجب !!!..
يا للعجب !!!..
يا للعجب !!!..
أكاريو مات !!!..
لا تعجبوا أيّها النّاس
فالأب الشّرير حين يمشي على الماء
سينتهي بلا عجيزة أو معجزة
سينتهي على يد الله
سينتهي..
فلا عجب.
شعر: أحمد بلقمري
بارك الله فيك صديقي أحمد أبات رائعة رائعة
ردحذفو فيك بارك الله صديقي العزيز عبد اللّطيف.. دمت بخير
ردحذف