/ غدًا عيد الثّورة...

القائمة الرئيسية

الصفحات


غدًا عيد الثّورة...
غدا عيد الثّورة السّابع و الخمسين، الجزائر لم تتغيّر كثيرا.. سيدشّن الرّئيس ميترو الجزائر الذّي يبلغ طوله تسعا من الكيلومترات فقط، سيضع حجر الأساس لبناء مسجد الجزائر الأعظم، سيهلّل و يكبّر كثيرون لهذا الأمر.. اللّيلة سيسهر أعضاء الأسرة الثّورية و أطفال الكشافة الإسلامية الجزائريّة حتّى ساعة الصّفر منتصبين أمام النّصب التذكارية المخلّدة لذكرى الشّهداء، سيرمي رجال الدّرك و الحرس البلدي بضع طلقات نارية في الهواء احتفاء بذكرى عيد الثّورة.. ثمّ ماذا؟
.. في الغد سيكون كلّ الجزائريّين في عطلة، أعرف أنّهم في عطلة منذ الاستقلال، ماذا سيغيّر اقتطاع يوم من أيّام الأسبوع ليستريحوا قليلا؟!!. ستدوّخنا اليتيمة كعادتها بالحديث عن عيد الثّورة الذّي أكاد أقسم أنّ معظم أطفال المدرسة الجزائريّة لا يعرفون عنه شيئا، سيبحث المذيع المسكين عمّن يحفظ نشيد قسما فلا يجد، سيضطر المنشّط إلى ترديد كلمات النّشيد مع البلاي باك الذّي أعده المخرج لذلك، لكنّ الصّحفيّ سيقرأ النّشيد من الورقة و سيتلكّأ في قراءته و يتعتع، سيخلط صاحبنا بين نشيد قسما و نشيد من جبالنا ثمّ يعتذر بعدما يطلق ضحكة صفراء، و تنتهي هذه المسرحيّة على وقع كذب في كذب.
أيّها النّاس، كفانا من هذا التّهريج.. البارحة بكيت و أنا أشاهد شريطا وثائقيّا على اليوتوب من إعداد مجموعة من الشّباب يروي قصّة الشّهيد البطل عبد الكريم حسّاني.. بكيت لأنّ قصّة استشهاد البطل مؤثّرة فعلا و تروي قصّة بطوليّة خالدة و نادرة سطّرت بحروف من ذهب، و بكيت لأنّ مؤسسة عمومية بحجم التلفزيون لها ما لها من رصيد سنوات الخبرة و التجربة المتراكمة منذ ذكرى استرجاع السيادة على مبنى الإذاعة و التلفزيون لكنّها تقدّم لنا منتوجا رديئا أقلّ ما يقال عنه بأنّه يستغبي العقول و يذلّ النّفوس.. بودّي اليوم أن أشكر هؤلاء الشّباب على ما قدّموه من مجهود يستحق الإشادة و الثناء، كما يطيب لي أن أهنئهم على وطنيّتهم و وعيهم.. أيّها المبدعون الذّين قدّمتم لنا مادّة إعلاميّة عجزت مؤسسة بحجم التّلفزيون الذي يموّل من أموال الشّعب الجزائري من الإتيان بمثل ما جئتم به، بوركتم...
ما فائدة الاحتفال بذكرى الثّورة و كثير من أبناء الجزائر البررة الذّين ضحوا بشبابهم من أجلنا يعيشون على هامش الأحداث مغيّبين بطريقة أو بأخرى؟.. ما جدوى الاحتفال بعيد الثّورة و كثير من صنّاعها يعيشون في منفاهم الاختياري بعيدا عنّا؟.. ما حلاوة الاحتفال بالثّورة و كثير من الشّباب اليوم يعيشون على حلم الهجرة نحو فرنسا؟.. ما جدوى كلّ هذا البهرج في غياب الصّدق؟.. لن أقول أكثر حتى لا أتّهم باللاوطنيّة، سأكتفي بهذا القدر، لكنّني أقول في النّهاية: في انتظار تصحيح الأوضاع و عودة المياه إلى مجاريها.. كلّ عام و الجزائر بخير على الرّغم من الدّاء و الأعداء.. رحم الله شهداءنا الأبرار، و عاشت الجزائر.
قلم: أحمد بلقمري


هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. جزائر فداك النفس يا غاية المنى
    بلادي هوتك الروح والله عالم

    أحب الجزائر رغم العدا
    بروحي ومالي وكلي فداها

    أنا ابن الجزائر هويت بلادي
    سعيد بدائي المماثل داها

    وقالوا:عليك ابن سينا فقلت:
    نشيد الجزائر لنفسي شفاها
    جزائر يا روعة الدنيا


    جزائر
    ياروعة الدنيا
    ويا صفحة
    خطها الرحمان
    فصارت أغنية
    على الشفاه
    ترتسم
    ***
    يادوحة
    ياجنة
    غار منها الجنان
    فأقبل يستحم
    فهل يعرف
    الذراري
    والرئال
    ما الأمن ؟
    ما السلم ؟
    ما النعم ؟
    ***
    هذي الألفاظ
    إذا بلسمت أغنية
    وجدتها
    عند باب الجزائر
    تضطرم
    ***
    هذي المآذن
    حيتك في كل الربوع
    تعلي حناجرها
    بحب...
    له الجراحات
    تندمل
    ***
    هذي
    قصور بني حماد
    في بجاية
    لم يخط الشيب
    ظفائرها
    ولا الهرم
    ***
    جزائر
    في كل مبانيك :
    ج
    ز
    ا
    ئ
    ر
    حروف
    كفّرت
    قصائد للعشق
    ولجت بحيرتك
    تستحم
    وفي كل جناب
    حكى التاريخ أسطورة
    من الأسلاف
    وأبدت خيلاءها
    القمم
    وهيهات ينتصر
    الإفساد
    والإرهاب
    والأذناب
    والأزلام
    حين يرى
    جمعنا كجسد واحد
    كما في الصلاة
    ننتظم
    ***
    فأبشري يا جزائري
    واحتفي
    بمن يشعل الشمع
    بدل أن يلعن الظلام

    ساعد بولعواد
    * بليمور يوم :23/09/2011 الساعة :00و02د

    ردحذف

إرسال تعليق

التنقل السريع