/ جدّتي و السّياسة..

القائمة الرئيسية

الصفحات


جدّتي و السّياسة..

يبدو أنّ جدّتي التّي اعتزلت الحديث في الفنّ و الشؤون العامّة و السّياسة بعد اعتمارها عادت لاستئناف هوايتها المفضّلة و المتمثّلة في مشاهدة برامج التلفزيون، لكنّها هذه المرّة صارت تطالبني بمزيد من الشّروح بعدما شعرت بأنّها تثقفت أكثر بعدما احتكت بعجائز يفقنها تجربة و فقها  في هذه الأمور. سألتني جدّتي عن مستقبل جبهة التحرير الوطني و حركة الإصلاح الوطني فقلت لها: و ما أدراني بجديدهما يا جدّتي، أنا غارق في عملي حتى أذني، و ما يهمّني حاليا هو التركيز مع فريقي في العمل حتّى يستدعيني حاليلوزيتش(ههههه...).. قالت جدّتي: من؟. قلت: المدرّب الوطني الذّي طرد زياني. قالت جدّتي: الحاج زياني رجل طيّب و قد أسدى لنا معروفا في مكّة لن أنساه له ما حييت. كنت سأقول لجدّتي بأن زياني لاعب سابق في الفريق الوطني و هو يلعب حاليا في قطر و ليس في السّعودية لكنّني عدلت عن ذلك تجنّبا لمزيد من الأسئلة و الإحراج.. ضحكت قليلا، خفت أن تعاتبني جدّتي فأمسكت ضحكتي و تظاهرت بالغباء... قالت جدّتي: هل تعلم يا أحمد بأنّ ابن بلخادم خرج لمساندة والده ضدّ التقويميين حاملا لافتة كتب عليها: لا للانتهازية؟. اعترفت لجدّتي بجهلي بذلك الخبر لكنّني قلت لها بأن ابن بلخادم ربّما أراد تقليد سيف الإسلام القذافي في مساندة والده، قلت: لا للفانتازية، عندو الحق بلاد باباه.. أصغت جدّتي لكلامي باهتمام كبير ثمّ قالت: ابنه يشبهه. قلت: من شابه أباه فما ظلم. قالت جدّتي التّي كانت حائرة: هل تعتقد يا أحمد بأنّ بلخادم سيبقى على رأس الجبهة. أجبت: بل ستبقى الجبهة على رأسه الذّي ستأكل الطّير منه، دعينا من بلخادم و الجبهة يا جدّتي و حدّثيني عن حركة الإصلاح، ماذا جرى بالضّبط؟.. قالت الجدّة المسيّسة: قالوا بأنّ الأرنب الذّي ترشّح مع بوتفليقة استخدم البلطجيّة لقتال الخوارج. تقصدين الخارجين عن القانون يا جدّتي. قالت جدّتي بعدما عنّفتني: قلت الخوارج يا أحمد لا تقوّلني ما لم أقل، هكذا سمعت في الأخبار. قلت: في اليتيمة؟، قالت جدّتي: في الخنزيرة و الغربية و فرانس عشرين. قلت: تقصدين فرانس أربعة وعشرين.. قالت جدّتي التي انخرطت في الإعلام أيضا: نعم، المهمّ أنّهم تحدّثوا عن حرب فيها من الجرحى ما فيها، و لولا لطف الله لسقط القتلى في صراعهم على الكرسي.. الله لا تربحهم، ألم ينظروا إلى مبارك و بن علي؟!!.. قلت لجدّتي: لم أفهم شيئا. قالت: طول عمرك هكذا، متى تفهم يا أحمد؟!!.

قلم: أحمد بلقمري
هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق
  1. أحببتك سيدي لألق قلمك وعطره الفواح ،فقد أبدعت وما دريت بأنك رميت ...حبا وسعادة كالعادة .

    دامت ابتسامتك أيها الطيب وانت ترحل بعيدا بعيدا رائعتك جميلة ..قرأت النص بشهية واذهلني ما قرأت حد الانبهار وما قرأت بوحا جميلا يخاطب المشاعر والوجدان ..جميل ان تقدم هذه التحفة بفنية عالية لك الحب والتقدير وخالص المودة.

    فشكرا ايها الكريم على هذه الصورة المعبرة و دمت قلما محلقا يرسم بالحرف أجمل اللوحات الهادفة.
    مع وافر التقدير.. الأستاذ ساعد بولعواد.

    ردحذف
  2. السلام عليكم
    أستاذي الفاضل ساعد بولعواد
    تحيّة طيبة تليق بمقامك
    و بعد
    كلامك عن أدبي يجعلني فخورا لأنّ الشهادة جاءت من رجل كان معلّمي الاوّل، فلك منّي أسمى عبارات التّقدير و الاحترام، و أبشّرك بخبر سار.. قريبا جدّا سأهديك مدوّنة جاهزة تغنيك تساعدك في نشر أعمالك بسهولة. إنّها الهديّة التّي فكّرت في أن أهديها لك.
    امتناني و موّدتي سيّدي و أستاذي

    ردحذف
  3. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
    ياسي احمد هلا منحتنا فرصة الاطلاع على مانشر ،يبدو أن كثرة المواضيع المنشورة في وقت قصير جدا لا تتيح لنا أو لمن هم على شاكلتي ...ههههههه.القدرة والوقت الكافي (اللازم) للتفحص والتروي ،وألف عذر على هذا التطاول.مودتي وتقديري.

    ردحذف

إرسال تعليق

التنقل السريع