/ يا شيخنا لو زرتنا لوجدتنا..

القائمة الرئيسية

الصفحات

يا شيخنا لو زرتنا لوجدتنا..


يا شيخنا لو زرتنا لوجدتنا..
الشيّخ عبد الحميد بن باديس رحمة الله عليه
قال الشّيخ البشير الإبراهيمي في حقّ صاحبه الشيخ الأستاذ الرّئيس عبد الحميد بن باديس يوم تلقّى نبأ وفاة رفيق دربه في العلم و الإصلاح أنّه كان أمّة في رُمّة، و بأنّه:
"أحيا أمّة تعاقبت عليها الأحداث و الغير، ودينا لابسته الأحداث و البدع، ولسانا أكلته الرّطانات الأجنبية، وتاريخا غطّى عليه النسيان، ومجدا أضاعه ورثة السوء، وفضائل قتلتها رذائل الغرب"، وقد وفّى الشيخ وكفى، وصف و صفّى، قال و أحسن المقال ..ولم تتغير أحوال الجزائر أو الجزائريين كثيرا منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا. ها هي الجزائر التي قال الشيخ ابن باديس بأنه سيعيش لها و للإسلام، كأنها هي البلد الذي لم يعش له، فلم تعد الجزائر وطنا لأبنائها، ولا عاد الإسلام دينا سليما، ولا بقيت العربية لغتنا، و لا نحن بقينا نحن.. ماذا لو كان الشيخ ابن باديس على قيد الحياة؟، ماذا لو زارنا؟، على أيّ صورة سيجدنا؟.. سأجيب عن الجميع و أقول للشيخ المبجل: يا شيخنا لو زرتنا لوجدتنا فرنسيين أكثر من الفرنسيين، نحب فرنسا ونعشقها و هذا ليس ذنبنا، نخاطب بعضنا صباح مساء بلغة فولتير وهذه ليست جريمتنا، نحس بالغربة في بلدنا وهذا صنيع من قبلنا، صرنا نفكر في الرحيل على متن قوارب الموت ولا سبيل إلى الهرب، صرنا لا نؤمن بالبطولات التي صارت كالأشباح نطاردها، رمونا بالوهن وهذه جريرتنا كلّنا... 
قلم: أحمد بلقمري
هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع