/ الفردُ الجَزَائِريّ و ثقافةَ العمل..؟!!

القائمة الرئيسية

الصفحات

الفردُ الجَزَائِريّ و ثقافةَ العمل..؟!!


الفردُ الجَزَائِريّ و ثقافةَ العمل..؟!!

على الرّغم من الأهميّة التّاريخية و الاقتصادية و الفلسفية للعمل، وعلى الرّغم من أنّ ديننا الحنيف يحثّ على العمل و يرغّب فيه، بل ويدعو ويحضّ على إتقان العمل، إلاّ أن سلوكيّات الجزائريين باعتبارهم أفرادا في مجتمع مسلم لا تعكس هذه القيمة على الإطلاق، حتّى لأننا نجد أنفسنا عاجزين أحيانا عن الإجابة على السّؤال التالي: هل يملكُ الجزائريّ ثقافةَ العمل..؟!!.
" السّبب في أنّ النّاس يموتون بسبب القلق أكثر ممّا يموتون بسبب العمل هو أن النّاس يقلقون أكثر مما يعملون." روبرت فروست
في يوميّات الجزائريّ نسمع كثيرا من الكلام الذي يتحدّث أصحابه عن العمل، بل قل أنّ معظم حديث الجزائريّين عن العمل، حيث يقولون بعد السؤال عن الصحّة و الأحوال: هل من عمل؟، كيف أحوالك مع العمل؟، هل تذهب للعمل كالعادة؟، هل وجدت عملا؟، اذهب لتعمل !، لا يوجد عمل !، أين العمل؟، هل وجدتُ عملا حتّى لا أعمل؟، متى سأعمل؟، ... وهكذا دواليك، حديث مستمر عن العمل و أحواله... لكن للأسف لا وجود لثقافة العمل لدى كثير من النّاس.. إلى وقت غير بعيد كان الجزائريّون معروفين بحبّهم للعمل وتقديسهم لقيمته و أهميّته، لكنّ هذه الحقيقة بدأت في التّراجع بعد أن ذاق الجزائريّون حلاوة الرّفاه الاجتماعي فبدؤوا في اكتساب ثقافة الكسل و الاعتماد على الغير، صرنا نسمع أقوالا من قبيل: "أنا ذاهب للعمل"، وليس: "أنا ذاهب لأعمل"، و الفرق بين القولين جوهري بل كبير جدّا، صرنا نرى آلاف البشر يؤمّون المقاهي في أوقات العمل الرّسمية لسبب بسيط هو أنّهم بطّالون، و وضعيتهم تكون في الغالب واحدة من هذه الوضعيّات الثلاث، إمّا أنّهم باحثون عن عمل، أو متقاعدون عن العمل أو لا يفكرّون إطلاقا في العمل، وهذا النّوع من النّاس هو أخطر الفئات على الإطلاق، لأنّ أصحابه يأكلون من عمل غيرهم، فهم عالة على المجتمع، أمّا الباحثون عن العمل فهم أصناف لا تعدّ و لا تحصى و لا يتّسع المقال لم.. مما نراه أيضا أنّ  كثيرا من الموظّفين يختفون وراء مكاتبهم لا يعملون شيئا سوى انتظار نهاية دوام العمل، وهم بذلك محسوبين على العمّال... و الحقيقة الأكيدة أنّنا نعمل و لا ننتج و هذا راجع لعديد الأسباب التي من أهمّها عدم تشبّعنا بثقافة العمل، وعدم اهتمامنا بتبعيّة ذلك و انعكاسه على ظروف معيشتنا و مستقبلنا.
في حقيقة الأمر قد يطول الحديث عن ثقافة العمل و ضرورة اكتسابها لدى الفرد و المجتمع على حدّ سواء، لذلك يكفي أن نذكّر بأنّ هذه القيمة تدرّس في المدارس منذ الصّغر و يربّى عليها الأبناء فينشؤوا و في ذهنهم فكرة الاعتماد على النّفس و عدم الاتّكال على الغير، إنّ قيمة العمل لازمة و لا غنى عنها لذلك فإنّنا نحثّ على إعادة إنتاجها و التّمسّك بها في شتّى مناحي الحياة إذا ما أردنا التقدّم و الرّقي في المستقبل في عالم لا يرحم الضّعفاء.
قلم: أحمد بلقمري
هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع