سكان العالم تخطوا الـ7 مليارات.. ماذا يعني ذلك؟
العدد: 114 التاريخ: 9/11/2011
العدد: 114 التاريخ: 9/11/2011
تقول معلومات الأمم المتّحدة إنه ومنذ العام 1940، كان عدد سكان الأرض قد تضاعف ثلاث مرات، وأنه بحلول العام 2025 سيصل تعداد البشرية إلى 8 مليارات نسمة، ومع ولادة طفلين كلّ ثانية، تتوقّع الأمم المتحدة أن يستمر النموّ الديموغرافي في العالم ليصل إلى 3،9 مليارات، خصوصاً في العام 2050، وإلى أكثر من 14 مليار نسمة بحلول نهاية القرن الجاري.
وقبل أيام معدودة، وتحديداً في 31 أكتوبر الفائت، أعلن تقرير صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان، أن عدد سكان العالم تخطّى الآن الـ 7 مليارات نسمة.
وجرى نتيجة ذلك احتفال رمزي في إحدى مستشفيات العاصمة الفلبينية مانيلا بولادة الطفلة "دينكا" قبل دقيقتين من حلول منتصف ليل الأحد 31-10-2011، باعتبارها الوليد الذي رفع عدد سكان العالم إلى 7 مليارات.
ويلاحظ من المعلومات أن التغيّر الديموغرافي يعيد تشكيل العالم بسرعة، وبطرق ووجوه مختلفة؛ فمثلاً إن نصف سكان العالم بات يعيش الآن في المدن الكبرى، وسترتفع النسبة لاحقاً إلى الثلثين بعد نحو 35 عاماً؛ وإن نسبة السكان دون سن 25 عاماً وصلت اليوم إلى نحو 43 في المائة؛ وإن هناك 893 مليون نسمة تزيد أعمارهم على 60 سنة، وفي العام 2050 سيرتفع العدد إلى 2،4 ملياراً.
هذا وستظلّ قارة آسيا هي الأكبر من حيث تعداد السكان. أما إفريقيا فسيزداد تعداد سكانها ثلاثة أضعاف عما هي عليه الآن.. أي من مليار نسمة حتى نهاية العام الجاري 2011، إلى 3.6 ملياراً بحلول العام 2100.
وفي حين يبلغ تعداد سكان باقي القارات حالياً 7،1 مليار نسمة، فإنه يتوقع أن يرتفع عدد السكان فيها إلى ملياري نسمة في العام 2060.
الزيادة السكانية الإسلامية هي الأعلى
على مستوى العالم الإسلامي، تكشف دراسة كانت قد أعدتها شبكة سي.أن.أن الأميركية في منتصف العام 2011، أن الزيادة السكانية في العالم الإسلامي هي الأعلى في العالم؛ والسبب يعود إلى ارتفاع نسب الولادات بين العوائل الإسلامية.. وبالتالي فإن المسلمين سيشكلون أكثر من ربع سكان الأرض بعد عقدين من الزمن، أي حوالى 1,850 مليار نسمة. وعلى الرغم من أن الزيادة بين المسلمين هي الأعلى في العالم، غير أن نسبة هذه الزيادة أصبحت أقلّ من معدلاتها السابقة، وتشهد تراجعاً بطيئاً قياساً بالأعوام السابقة.
لكن، وعلى الرغم من انخفاض شيء من معدّلات الخصوبة في الكثير من البلدان الإسلامية، لا يزال تعداد المسلمين يتزايد بشكل غير مسبوق.. ما يجعل الغرب يتحسّب لهذا الوزن الديمغرافي المتنامي، وبالتالي يسعى لتحسين العلاقات مع العالم الإسلامي للحد من معدلات هجرة المسلمين إلى بلدانه، إذ ثمة من يظلّ يحذّر في أوروبا مثلاً، من أن المسلمين سوف يسيطرون بكثافتهم الديمغرافية على القارة العجوز في نهايات هذا القرن.
وإذا لم يعمل الغرب مع الحكومات الإسلامية على تنمية العالم الإسلامي، وتحسين شروط الأمن الغذائي، والصحة، والتعليم فيه على حدّ قول الخبير الاجتماعي الفرنسي بيار لاتوريه، فإن "زحف الهجرة الإسلامية سيظل يزداد ويفاقم المشكلة".
لماذا تتزايد أعداد البشر؟
ما هي أسباب الزيادة السكانية المطّردة في العالم؟ وما مدى خطورتها على البشرية؟ وهل ستستوعب موارد الأرض المحدودة حاجات كلّ هذي المليارات البشرية المتضاعفة أعدادها في العقود المقبلة؟
أسئلة يحاول علماء الاجتماع والبيئة والصحة والطاقة وعلم المستقبليات الإجابة عنها، وتدارك ما يمكن تداركه قبل فوات الأوان.
بخصوص دواعي الزيادة السكانية، أو الانفجار السكاني في العالم، فإن البعض يرجعه إلى تطوّر الطب والأدوية المعالجة وسائر مستلزمات العناية الصحيّة في العالم، خصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية العام 1945. فمع مطالع العام 1950 من القرن الفائت، انخفض مثلاً، معدل الوفيات إلى النصف؛ وفي الوقت عينه ارتفع متوسط العمر المتوقع للإنسان في العالم كلّه من 46 سنة إلى 66 سنة؛ ويتوقّع وصوله إلى 76 سنة في العام 2050.
وارتفع عدد الولادات من 98 مليوناً في العام 1950 إلى 134 مليوناً في أواخر الثمانينيّات. ويتوقع ألا يزيد العدد عن 130 مليوناً في السنوات العشرين المقبلة، بينما ترتفع معدلات الوفاة مع تقدّم الناس في العمر.
ومن الأسباب المؤدّية إلى الزيادة السكانية بحسب الخبراء، يمكن أن نذكر بعد:
جاء في كتاب "الانفجار السكاني" من أعداد: آر. بي. إرليك واتش أي إرليك، الصادر عن جامعة ستانفورد في كاليفورنيا "إن أعداد البشر في طريقها لمواجهة مجاعات رهيبة. وإذا فشلت جهود البشر في التصرف الحكيم، فإن الطبيعة ستقوم بالقضاء على الإنفجار السكاني بوسائل مكروهة جداً، وذلك قبل أن يصل تعداد السكان إلى 15 مليارات نسمة". ونقرأ في الكتاب نفسه "إنه من المستحيل تماماً حدوث نموّ كبيرٍ في إنتاج الغذاء على المدى البعيد"..."إننا نطعم أنفسنا على حساب أطفالنا. فالمزارعون باستطاعتهم تكثيف الزراعة، وتكثيف الريّ على المدى القصير فقط. وبالنسبة إلى كثير من المزارعين، فقد أوشك هذا المدى القصير على الانتهاء".
من جانب آخر، إنه وحتى في هذا العام 2011.. عام بلوغ العالم المليارات السبع سكانياً، جرى إتلاف آلاف الغابات عبر العالم.. وهناك أكثر من 15 مليون هكتار من مساحة الأراضي الزراعية فقدت نتيجةً لتآكل التربة وتراكم الأملاح.. وهناك أيضاً أكثر من 20 مليون هكتار من مساحة الأراضي الزراعية الخصبة تصحّرت وبارت.. خصوصاً في البلدان الأفريقية جنوب الصحراء، التي يعضّها الجوع، حيث تشير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) إلى أن هناك أكثر من 820 مليون شخص يواجهون نقص التغذية الفعلي والأمراض المستعصية، والموت المبكر، خصوصاً على مستوى الأطفال والولادات الجديدة. وصنّفت الفاو 41 بلداً في إفريقيا و 19 بلداً في أسيا والمحيط الهادىء و7 بلدان من أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي في عداد "بلدان العجز الغذائي".
الحاجة إلى كوكب جديد
وثمة تقارير صادرة عن الأمم المتّحدة تفيد أن مخزون العالم من الثروة السمكيّة قد استنفد بالكامل، وأن 21% من مصانع الأسماك في العالم بلغت حدود الإنتاج القصوى، أو الإنتاج الهالك..ناهيك بتعرّض الموارد الحيوانية ذات الأهمية القصوى لخطر التقلّص التوالدي، وإلى حدود تقرب من الاندثار الفعلي، بسبب الاستغلال الجائر للرعي، وتراجع مياه الأمطار، وجفاف الينابيع..
هكذا الأمور آيلة إلى مزيد من الخراب البيئي، ونفاذ الموارد، وأن البشر يخربون بأيديهم بلدانهم وأراضيهم. ولعلّه من التحذير ما فوق الاستثنائي هذا الذي ورد في إحدى تقارير صندوق الأمم المتحدة الأخيرة للسكان، ومفاده أنه في حلول العام 2030 ستكون "هنالك حاجة فعلية لكوكب جديد".. وبعضهم زايد على هذا الكلام بالقول إن البشرية ربما ستحتاج إلى 5 كواكب مثل الأرض تلبيةً لاحتياجاتها.
وقبل أيام معدودة، وتحديداً في 31 أكتوبر الفائت، أعلن تقرير صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان، أن عدد سكان العالم تخطّى الآن الـ 7 مليارات نسمة.
وجرى نتيجة ذلك احتفال رمزي في إحدى مستشفيات العاصمة الفلبينية مانيلا بولادة الطفلة "دينكا" قبل دقيقتين من حلول منتصف ليل الأحد 31-10-2011، باعتبارها الوليد الذي رفع عدد سكان العالم إلى 7 مليارات.
ويلاحظ من المعلومات أن التغيّر الديموغرافي يعيد تشكيل العالم بسرعة، وبطرق ووجوه مختلفة؛ فمثلاً إن نصف سكان العالم بات يعيش الآن في المدن الكبرى، وسترتفع النسبة لاحقاً إلى الثلثين بعد نحو 35 عاماً؛ وإن نسبة السكان دون سن 25 عاماً وصلت اليوم إلى نحو 43 في المائة؛ وإن هناك 893 مليون نسمة تزيد أعمارهم على 60 سنة، وفي العام 2050 سيرتفع العدد إلى 2،4 ملياراً.
هذا وستظلّ قارة آسيا هي الأكبر من حيث تعداد السكان. أما إفريقيا فسيزداد تعداد سكانها ثلاثة أضعاف عما هي عليه الآن.. أي من مليار نسمة حتى نهاية العام الجاري 2011، إلى 3.6 ملياراً بحلول العام 2100.
وفي حين يبلغ تعداد سكان باقي القارات حالياً 7،1 مليار نسمة، فإنه يتوقع أن يرتفع عدد السكان فيها إلى ملياري نسمة في العام 2060.
الزيادة السكانية الإسلامية هي الأعلى
على مستوى العالم الإسلامي، تكشف دراسة كانت قد أعدتها شبكة سي.أن.أن الأميركية في منتصف العام 2011، أن الزيادة السكانية في العالم الإسلامي هي الأعلى في العالم؛ والسبب يعود إلى ارتفاع نسب الولادات بين العوائل الإسلامية.. وبالتالي فإن المسلمين سيشكلون أكثر من ربع سكان الأرض بعد عقدين من الزمن، أي حوالى 1,850 مليار نسمة. وعلى الرغم من أن الزيادة بين المسلمين هي الأعلى في العالم، غير أن نسبة هذه الزيادة أصبحت أقلّ من معدلاتها السابقة، وتشهد تراجعاً بطيئاً قياساً بالأعوام السابقة.
لكن، وعلى الرغم من انخفاض شيء من معدّلات الخصوبة في الكثير من البلدان الإسلامية، لا يزال تعداد المسلمين يتزايد بشكل غير مسبوق.. ما يجعل الغرب يتحسّب لهذا الوزن الديمغرافي المتنامي، وبالتالي يسعى لتحسين العلاقات مع العالم الإسلامي للحد من معدلات هجرة المسلمين إلى بلدانه، إذ ثمة من يظلّ يحذّر في أوروبا مثلاً، من أن المسلمين سوف يسيطرون بكثافتهم الديمغرافية على القارة العجوز في نهايات هذا القرن.
وإذا لم يعمل الغرب مع الحكومات الإسلامية على تنمية العالم الإسلامي، وتحسين شروط الأمن الغذائي، والصحة، والتعليم فيه على حدّ قول الخبير الاجتماعي الفرنسي بيار لاتوريه، فإن "زحف الهجرة الإسلامية سيظل يزداد ويفاقم المشكلة".
لماذا تتزايد أعداد البشر؟
ما هي أسباب الزيادة السكانية المطّردة في العالم؟ وما مدى خطورتها على البشرية؟ وهل ستستوعب موارد الأرض المحدودة حاجات كلّ هذي المليارات البشرية المتضاعفة أعدادها في العقود المقبلة؟
أسئلة يحاول علماء الاجتماع والبيئة والصحة والطاقة وعلم المستقبليات الإجابة عنها، وتدارك ما يمكن تداركه قبل فوات الأوان.
بخصوص دواعي الزيادة السكانية، أو الانفجار السكاني في العالم، فإن البعض يرجعه إلى تطوّر الطب والأدوية المعالجة وسائر مستلزمات العناية الصحيّة في العالم، خصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية العام 1945. فمع مطالع العام 1950 من القرن الفائت، انخفض مثلاً، معدل الوفيات إلى النصف؛ وفي الوقت عينه ارتفع متوسط العمر المتوقع للإنسان في العالم كلّه من 46 سنة إلى 66 سنة؛ ويتوقّع وصوله إلى 76 سنة في العام 2050.
وارتفع عدد الولادات من 98 مليوناً في العام 1950 إلى 134 مليوناً في أواخر الثمانينيّات. ويتوقع ألا يزيد العدد عن 130 مليوناً في السنوات العشرين المقبلة، بينما ترتفع معدلات الوفاة مع تقدّم الناس في العمر.
ومن الأسباب المؤدّية إلى الزيادة السكانية بحسب الخبراء، يمكن أن نذكر بعد:
- التحسن في إنتاج الغذاء كمّاً ونوعاً. فتطوّر فنون الزراعة أدّى بدوره إلى تزايد طاقة الأرض على الإنتاج، وتوفير الغذاء.
- تطوّر التصنيع، وما صاحبه من تطوّر في فنون الإنتاج ووسائل النقل، أدّى إلى تركّز السكان في بعض الأقاليم ، وتزايدهم فيها بشكل واضح، ذلك لأن التنمية الاقتصادية تتطلّب توفير أيدٍ عاملة.. كما تتطلّب أسواقاً كبيرة تسهم في استمرار الإنتاج وتعزيز مصادره وإيصاله إلى أبعد نقطة متاحة.
- التطوّر في مجالات العلوم والتكنولوجيا أدّى بدوره إلى إمكانيات السيطرة، ولو بشكل نسبي على بعض الكوارث الطبيعية وتلافي أخطارها.
جاء في كتاب "الانفجار السكاني" من أعداد: آر. بي. إرليك واتش أي إرليك، الصادر عن جامعة ستانفورد في كاليفورنيا "إن أعداد البشر في طريقها لمواجهة مجاعات رهيبة. وإذا فشلت جهود البشر في التصرف الحكيم، فإن الطبيعة ستقوم بالقضاء على الإنفجار السكاني بوسائل مكروهة جداً، وذلك قبل أن يصل تعداد السكان إلى 15 مليارات نسمة". ونقرأ في الكتاب نفسه "إنه من المستحيل تماماً حدوث نموّ كبيرٍ في إنتاج الغذاء على المدى البعيد"..."إننا نطعم أنفسنا على حساب أطفالنا. فالمزارعون باستطاعتهم تكثيف الزراعة، وتكثيف الريّ على المدى القصير فقط. وبالنسبة إلى كثير من المزارعين، فقد أوشك هذا المدى القصير على الانتهاء".
من جانب آخر، إنه وحتى في هذا العام 2011.. عام بلوغ العالم المليارات السبع سكانياً، جرى إتلاف آلاف الغابات عبر العالم.. وهناك أكثر من 15 مليون هكتار من مساحة الأراضي الزراعية فقدت نتيجةً لتآكل التربة وتراكم الأملاح.. وهناك أيضاً أكثر من 20 مليون هكتار من مساحة الأراضي الزراعية الخصبة تصحّرت وبارت.. خصوصاً في البلدان الأفريقية جنوب الصحراء، التي يعضّها الجوع، حيث تشير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) إلى أن هناك أكثر من 820 مليون شخص يواجهون نقص التغذية الفعلي والأمراض المستعصية، والموت المبكر، خصوصاً على مستوى الأطفال والولادات الجديدة. وصنّفت الفاو 41 بلداً في إفريقيا و 19 بلداً في أسيا والمحيط الهادىء و7 بلدان من أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي في عداد "بلدان العجز الغذائي".
الحاجة إلى كوكب جديد
وثمة تقارير صادرة عن الأمم المتّحدة تفيد أن مخزون العالم من الثروة السمكيّة قد استنفد بالكامل، وأن 21% من مصانع الأسماك في العالم بلغت حدود الإنتاج القصوى، أو الإنتاج الهالك..ناهيك بتعرّض الموارد الحيوانية ذات الأهمية القصوى لخطر التقلّص التوالدي، وإلى حدود تقرب من الاندثار الفعلي، بسبب الاستغلال الجائر للرعي، وتراجع مياه الأمطار، وجفاف الينابيع..
هكذا الأمور آيلة إلى مزيد من الخراب البيئي، ونفاذ الموارد، وأن البشر يخربون بأيديهم بلدانهم وأراضيهم. ولعلّه من التحذير ما فوق الاستثنائي هذا الذي ورد في إحدى تقارير صندوق الأمم المتحدة الأخيرة للسكان، ومفاده أنه في حلول العام 2030 ستكون "هنالك حاجة فعلية لكوكب جديد".. وبعضهم زايد على هذا الكلام بالقول إن البشرية ربما ستحتاج إلى 5 كواكب مثل الأرض تلبيةً لاحتياجاتها.
تعليقات
إرسال تعليق