/ عصرُ الأقزام..

القائمة الرئيسية

الصفحات


عصرُ الأقزام..
(بين ملك الأردن وملك سوريا )

كلاهما ورث السلطة عن أبيه ، وكلاهما تربطه علاقة مصاهرة ببريطانيا : أحدهما عن طريق أمه ، والآخر عن طريق زوجته ، مع اختلافات طفيفة لا تأثير لها كما لا تأثير لقصر قامة أحدهما وطول الآخر !
الملكان الشابان، في كل من الأردن وسوريا، ورثا مع الحكم والمال والنفوذ تاريخا ثقيلا من الخيانات التي قام بها والداهما في حق الأرض العربية في كل من وادي الأردن وهضبة الجولان ، لكنهما استطاعا أن يلتفا على الأمر بمهارة ، ويلعبا على كل الحبال بما فيها حبال المقاومة !
إلى هنا ، يكاد الأمر أن يكون عاديا في ظل ما تعرفه سوق الحكم العربية من تذبذبات ، وخيانات ، ومساومات . لكن ما ليس عاديا أبدا هو أن يقف الملك القصير يطلب من الملك الطويل أن يتنحى عن الحكم . لن نسأل ، طبعا ، بأي حق يفعل ذلك ؛ فالحكام العرب لا يعترفون بأي حق أصلا ، وإنما نسأل هل يتصرف الرجل القصير هكذا بحجة أنه أعرق في الخيانة أبا عن جد مما يخوله التحدث باسم أسياده دون مراعاة أدنى ما تتطلبه الأعراف الدبلوماسية ، وحق الجيرة ، حتى لا نتكلم عن الأخوة العربية والدينية وغيرهما ، أم يفعل ذلك معتقدا أن الشارع الأردني - وبعده العربي - مازال عرضة للخداع ، وأن من السهل التلاعب به ، والظهور بمظهر الملك الصالح المصلح المحب للخير إلى درجة أن آلام الشعوب الأخرى أوجعت قلبه ، وأثرت في مشاعر جلالته الرقيقة !
مهما كان الأمر ، ومع معرفتنا أن الرجل لا يعدو أن يكون ممثلا فاشلا حتى لا نقول مجرد قواد فاشل ، فمما لا شك فيه أن الربيع العربي ، قد أدخلنا في عصر لا نجد له أفضل من تسمية (( عصر الأقزام )) . فهذا وزير خارجية إمارة قطر القزمة المجهرية ، ينهي جلسة جامعة العار حول سوريا بينما وزير خارجية الجزائر ( 35 مليون نسمة وأكبر بلد عربي وإفريقي من حيث المساحة ) لم ينه توضيح رأيه بعد !..
وها هو قزم الأردن يتدخل في الشأن السّوري ويطلب من الرئيس السّوري أن يتنحى، فهل رأيتم أغرب من هذا ؟!
قلم: رشيد التلمساني
هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع