مشروع قانون تداول “العاصمة” على جميع الولايات
فكرة: أسامة بن حسين
كلنا شاهد حفل الفيفا الكبير الذي نظّم للتصويت على البلد الذي سيستضيف كأس العالم المقبلة، بهرجة، صخب، ترقب، دعاية إعلامية ضخمة، فساد غير معلن، وغيرها من توابل سهرة عالمية تبكي وتفرح الملايير. عشرات البلدان قدمت برامج ومشاريع ضخمة لاستضافة عرس الكرة العالمية.
ما علاقة هذا بموضوعنا :
ببساطة، خيّل لي بأنه سيكون من رائع أن تنظم سهرة كهذه بطابع أكثر وطنية في بلادنا الجزائر: تخيلوا الليلة .. حفل أسطوري تحت قبة القاعة البيضاوية، ترقب كبير، إشاعات من هنا وهناك، لجنة التحكيم من المجلس الدستوري الموّقر لاتزال مترددة الآراء، سيعلن بعد ساعات قليلة عن اسم الولاية التي ستحتضن لقب عاصمة الجمهورية الجزائرية للفترة الممتدّة من 2018 -2023.
تقدمت عشر ولايات بترشيحها، مشاريع مدن جديدة بطراز عالمي، مخططات رائعة، ملاعب، مسارح، قصر الرئاسة، الحكومة، مستشفيات، جامعات، لكل ولاية طريقة حلمها، لكل ولاية خصوصيتها. الولاية التي تقدمت بأحسن مشروع عاصمة، ستنال ميزانية ضخمة لتجسيد المشروع قبل 2018، لتكون بعده عاصمة ل 5 سنوات ابتداء من مارس 2018.
من جهتي أؤمن بأنّ هذا المشروع سيقضي على السياسة المركزية التي تخبطت فيها الجزائر منذ الاستقلال، فأنا جد متيقن بأنّ هذا الحلم بإمكانه إخراج خنشلة من "الغرقة"، بإمكانه نفض الرمال من على بشّار، بإمكانه أن يمسح الحزن عن قسنطينة، بأن يدفئ ليالي البيّض الباردة، وغيرها من الولايات المغبونة.
الجزائر (المدينة)، شكر الله سعيها، أدت ما عليها، لكن حان الوقت للجرأة في التغيير، الجرأة في اختيار رموز الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية التي أرادها الشهداء ونريدها نحن، التداول على السلطة، التداول على العاصمة في إطار ديمقراطي بحت.
وكمشروع تكميلي لهذا الحلم : والي الولاية سينتخب ولن يعين، انتحاب الوالي سيحمله المسؤولية كاملة. لم أفهم لحد الآن لماذا يعين والي من جيجل في ولاية أم بواقي، ووالي من قسنطينة على ولاية وهران، وغيرها : ألم يقل المثل : ” آهل مكة أدرى بشعابها”.
مشروع لـ : أسامة بن حسين
تعليقات
إرسال تعليق