/ كلينتون توجّه رسالة واضحة للنّظام الجزائري: الحكومة، الاقتصاد، المجتمع المدني.

القائمة الرئيسية

الصفحات

كلينتون توجّه رسالة واضحة للنّظام الجزائري: الحكومة، الاقتصاد، المجتمع المدني.


كلينتون توجّه رسالة واضحة للنّظام الجزائري: الحكومة، الاقتصاد، المجتمع المدني.*

»ينبغي أن تحتل الجزائر التي تحتفل بالذكرى الخمسين لاستقلالها المكانة التي تليق بها في السنوات الخمسين المقبلة بفضل برنامج تنمية يخدم المجتمع». هيلاري كلينتون/ كاتبة الدّولة الأمريكية للشؤون الخارجية.

في زيارتها إلى الجزائر وجّهت كاتبة الدّولة الأمريكية هيلاري كلينتون رسالة واضحة المعالم للنّظام الجزائري حيث حثّته على مواكبة التّغيّرات و التحوّلات التي يشهدها العالم في القرن الحادي و العشرين لا سيما ما يحدث في الدّول العربيّة من تحوّل جذري و عميق على مستوى الأنظمة و الشّعوب. كلينتون قالت بأنّها ترى المجتمع قائما على كرسيّ بثلاثة قوائم أو أعمدة: "الحكومة مسؤولة و تقدّم التوضيحات و تستحدث الفرص للمواطنين؛ يجب أن يتميز القطاع الاقتصادي بالحركية و الانفتاح على العالم لاستحداث الفرص و مناصب العمل؛ على المجتمع المدني أن يعمل دون هوادة من أجل تحسين ظروف معيشة المواطنين". هكذا هي الولايات المتحدة الأمريكية ترى نفسها شريكة في الحوار مع الحكومة و الفاعلين في القطاع الاقتصادي و المجتمع المدني، فهل استوعب النّظام الجزائري الدّرس أم سيبقى مصرّا على التّعامل مع المعطيات الجديدة بمنطق "عنزة و لو طارت"؟.

ونحن على أبواب التشريعيّات المقبلة لا نزال نلاحظ ارتباكا كبيرا في أداء الحكومة الجزائريّة، منح الاعتماد للأحزاب السياسيّة من جهة، و التّضييق على عمل النقابات العمالية و عدم منح بعضها تراخيص التّسجيل لممارسة نشاطها من جهة أخرى، و التّضييق على المناضلين من أجل حقوق الإنسان يعطي مثالا واضحا على تردّد هذا النّظام في تحمّل مسؤولياته التاريخيّة و الذّهاب بعيدا في مسار الإصلاحات في شتى المجالات بما في ذلك المجال السياسي. هناك واقع يفرض نفسه، هناك حركيّة داخل المجتمع تدفع نحو التّغيير، هناك قوى المحافظة التي ترتكز أيديولوجيتها على ضرورة الحفاظ على الاستقرار أو ما تحقق منه على الأقل حتى الآن، و هناك أيضا قوى التغيير التي تؤكّد على ضرورة التحوّل و الانتقال نحو إقامة نظام جديد يتولّى مهمّة إيجاد نظام تنموي بديل و يكافح في سبيل النهوض  بالمجتمع الجزائري. ألا يكفي كلّ هذا لإحداث ديناميكية تقفز بالجزائر نحو الأفضل؟، أعتقد أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى الأمور من زاوية براغماتية حيث ترى الجزائر لا تملك نفسها، الجزائر المتوقفة منذ زمن، غير المنخرطة في التنمية و خلق الثروة، غير المنفتحة على العالم، الجزائر بحجمها السياسي على المستوى الإقليمي و الدولي، بثرواتها الطبيعيّة، بإمكانيّاتها و فرص الاستثمار الاقتصادي يجب أن تمنح أكثر و تتفاعل أكثر مع المتغيّرات لا أن تنغلق على نفسها و تكرّس الأسطورة و البهتان الجزائري الذّي لا يوجد سوى في عقول متوقفة و عاجزة عن التفكير و الإبداع.

هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع