/ هل قرأت كتابًا يومًا يا مُدير؟!!.

القائمة الرئيسية

الصفحات

هل قرأت كتابًا يومًا يا مُدير؟!!.

هل قرأت كتابًا يومًا يا مُدير؟!!.
قال أحد الصّحفيين الفرنسيّين ذات يوم من سنة 1986 مُعلّقا على مُفارقات الجزائر:" كلّ موظّف يتمتّع بمستوى و كفاءة معيّنين، لكن في الجزائر هناك أناس يشغلون مناصب على الرّغم من عدم حيازتهم للمستوى، كما أنّهم يُعيقون الآخرين في صُعودهم على السّلالم".
هناك قاعدة عامّة من أدبيّات الحُكم الرّشيد تقول: "الرّجل المناسب في المكان المُناسب"، إلاّ أنّ هذه القاعدة لا تنسحب تماما على المشاهد المسجّلة في الإدارة الجزائريّة التّي تتميّز بالبيروقراطيّة السّلبية، حيث الإدارة المتخلّفة غير المُعتمدة على المهارات و الكفاءات الإدارية؛ إدارة  ترتكز على الولاءات المطلقة للسّلطة المقدّسة و المنزّهة عن الأخطاء، إدارة عاجزة عن مواكبة التطوّر و استيعاب كلّ أشكال الحداثة.  تبدو الصّورة أكثر سوداويّة إذا ما وضعنا تشخيصا موضوعيّا لأداء و إنجاز هذه الإدارة المُترهّلة التي نخر الفسادُ جسدها فصارت أشبه بالبيت الخَرِب، مُدراء بحجم ديكتاتوريّين شوفينّين  تسكنهم العنجهيّة؛ موظّفون بحجم من اختار العبوديّة يمثّلون الأغلبية، و موظّفون آخرون اختاروا الكرامة و الحريّة و بالتالي الثّورة و المقاومة يمثّلون الأقليّة، و بين هذا و ذاك صراعٌ مستمر دائر بين دواليب هذه المنظومة الكلاسيكيّة غير القابلة للتجديد والحداثة.  
يقول بريان تراسي:"لأنّ القادة العظماء يمتلكون حسّا عاليا للرّعاية؛ فإنّهم يهتمون فعلا بموظّفيهم"، هكذا همُ المدراء يجب أن يكونوا بحجم قادة و ليس مجرّد  دمى متحرّكة تسعى لإثبات الذّات على حساب الآخر بشتّى الوسائل الممكنة و أوّلها امتهان كرامة الآخرين عن طريق التعسّف في استخدام السّلطة؛ لكن هذه الأخلاق لا تولد مع الإنسان، لا يكتسبها بالوراثة فحسب إنّما هي نتاج مجموعة من العوامل المختلفة و أهمّها القراءة لذلك يقول فرنسيس بيكون:" القراءة تصنعُ إنسانا كاملا، و المشورة تصنع إنسانا مستعدّا، و الكتابة تصنع إنسانا دقيقا."
هكذا أردتُ أن أشير في مقالي لهذه المُفارقات العجيبة و الغريبة التّي تحدث عندنا في كلّ المجالات تقريبا؛ هكذا تحدّثت و لسانُ حالي يقول لمديري في العمل:" هل قرأت كتابا يومًا يا مدير؟..".
قلم: أحمد بلقمري
هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع