بوتفليقة،
فرعون وحكاية عيد الميلاد*
قد يستغرب
القارئ لهذا المقال فحوى عنوان مربك و صادم كهذا، هل الأمر متعلق ببوتفليقة
الرّئيس الجزائري أم شخص آخر؟، هل الحديث هنا عن مولود فرعون الكاتب الجزائري
الكبير؟، أم أن الأمر يعني شيئا آخر مختلفا تماما يتجاوز القراءة السّطحية
للعنوان؟. ما دعاني إلى كتابة هذه الأسطر هو تزامن خطاب الرّئيس بوتفليقة مع
قراءتي لكتاب عيد الميلاد لمولود فرعون، وقفت على عديد التقاطعات بين خطابين
لرجلين جزائريين تحدّثا عن عيد ميلاد للأمّة الجزائريّة(عيد ميلاد قادم)، تكلّما
عن الحاضر و المستقبل، عن التاريخ و الهويّة.
قال الرّئيس
بوتفليقة في خطاب وجّهه للأمّة الجزائرية بمناسبة ذكرى تأميم المحروقات 24 فبراير
التّي تزامنت مع التحضير لتشريعيات2012: " الانتخابات القادمة فرصة تاريخية
لا تقلّ أهمية عن أوّل نوفمبر 54 "، و قال فرعون نهاية 1961:"الوقت حرج
و يحتاج إلى السّرعة".
في خطابه الذي
ألقاه بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات و تأسيس الإتحاد العام للعمال
الجزائريين قال الرّئيس بوتفليقة:" أعين العالم كلّها متّجهة صوب الجزائر
فإذا نجح الشّعب في هذه الانتخابات عفاه الله مما هو مخفي، و إذا لم ينجح فمصداقية
البلاد في الميزان"، و يردف مولود فرعون قبل أكثر من خمسين سنة قائلا:"
إنّ ما يشغلني حاليا هو المناخ المسموم الذّي يجب عليّ تحمّله و أنا أمارس فيه
قواعد اللّعبة بإحكام"؛ يضيف الرّئيس بوتفليقة: "إنّ الأمور عسيرة
اليوم، و نحن نعيش في عالم عسير جدّا على الجميع، فلابدّ أن نأخذ بعين الاعتبار
هذه المعطيات الجديدة، و لابدّ أن نتأقلم معها حتى لا تلتهمنا. الجزائر تؤثّر هنا
و هناك و نتأثر بما فينا و بما يأتينا من الخارج، و لكن في نفس الوقت لا نخرج عن
سياق ثقافتنا الاجتماعية و تاريخنا النضالي. الانتخابات
هي المشاركة، فمن هو ضد يقول أنا ضد و من هو مع يقول أنا مع؛ لكن يجب أن لا نترك
الأمور تسير لوحدها و لمن يلففها، و يقال أنّ للكعبة ربّ يحميها. إذا أردتم
الإصلاح و التغيير؛ غيّروا الأمور". يقول فرعون:"بالنّسبة لي هذا الخطر
المحدق لا يخصّك وحدك"، ويردف قائلا:"إذن تخيّل نفسك أيها السيّد الهام
و أنت في هذه السيّارة مباشرا مهامك الجديدة و أنت تسير بسرعة خمسين كيلومترا في
السّاعة في هضاب السّاحلي التي تزيّنها الأشجار. و أنت تنحرف بعدها دون قلق نحو
واد صغير تحوطه الأشجار، قد يحدث أن تعثر فيه على تلك "اللّعبة" التي
ترغب في تفتيشها. فجأة يباغتك "المجنون" قافزا من عوالمه الجهنمية ليفرغ
رشّاشه فيك فتفقد السّيطرة على المقود لأنّك مصاب حدّ الموت. ببساطة أنت مصاب في
أذنك أو ذراعك. تنقلب سيّارتك، تشتعل...".
*نشر
على صفحات مدوّنة أحمد بلقمري، بتاريخ: 20 أفريل 2012
تعليقات
إرسال تعليق