/ الإسلامويّة الخادعة: تجربة جزائريّة تتكرّر في مصر

القائمة الرئيسية

الصفحات

الإسلامويّة الخادعة: تجربة جزائريّة تتكرّر في مصر


الإسلامويّة الخادعة: تجربة جزائريّة تتكرّر في مصر
مصر؛ إلى أين؟
قلم: أحمد بلقمري
في فترة حاسمة من تاريخ مصر الحديث – مصر بعد الثورة – ساد المشهد السّياسي المصري بعض التوتّر و كثيرا من القلق على المستقبل، خاصة و الشّعب المصري يستعدّ لاختيار رئيسه الجديد بعد ثورة شعبية قادت إلى سقوط حكم الرّئيس المخلوع حسني مبارك. إنّها الوضعيّة التّي تشبه إلى حدّ ما المشهد الجزائري قبل عشرين عاما من الآن؟، فهل هو مشهد الإسلامويّة الخادعة يتكرّر من جديد؟، و هل هو التّاريخ يعيد نفسه؟.
إنّ الصّعود الملفت للإسلامويين و التّراجع الملاحظ في صفوف الدّيمقراطيّين بمختلف مشاربهم يدلّ على حجم الخيبة بعد سنوات طويلة من الاغتصابات السياسيّة المتلاحقة. إنّ الانحراف الكبير في مصر قبل الثّورة سيؤدّي دون شكّ إلى ردّة فعل غير محسوبة العواقب، هي ردّة فعل لمعسكر المحبطين الممتدّ على كافة المستويات. يدور الآن حديث عن الذّود عن مكاسب الثّورة من جهة، و حديث آخر عن استلاب السّلطة من طرف فلول النّظام السّابق و مؤسسة الجيش، و بين هذا و ذاك هناك أزمة غذاء قد ترجّح كفّة طرف على آخر، و ليس هناك أفضل من الإسلامويّين الذّين يعرفون كيف يستثمرون في مثل هذه الأوضاع حيث راحوا ينظّمون أنفسهم و يستثمرون في مواردهم باستغلالهم لهذا الظّرف الحسّاس قصد توزيع المعونات الغذائيّة على من فقدوا الأمل في الحصول على الخبز قبل الحصول على المسكن. كأنّه المشهد الجزائري يتكرّر بتفاصيله في مصر حيث شرع الإسلامويّون بالعمل مع القاعدة لكسب أكبر قدر ممكن من الأصوات، و تعزيز حظوظ فوز مرشّحيهم في الانتخابات الرّئاسيّة المقبلة، كأنّها نفس استراتيجيّة الجبهة الإسلاميّة للإنقاذ المحلّة في الجزائر عشيّة الانتخابات التشريعيّة، لا شيء يجعلك تكسب ثقة النّاس أكثر من العمل على توفير الحاجيّات التي عجزت الدّولة عن توفيرها. إنّه من خلال أعمال بسيطة و صغيرة يستطيع الإسلاميّون من خلال مساعدة النّاس الوصول إلى الهدف السياسي بسلوك أقصر طريق. إنّ عدم كفاءة الجيش في تسيير شؤون البلاد و حلول الفوضى و الغموض يعتبر المرحلة اللاّزمة لتنفيذ الأجندة الموائمة للوصول إلى السّلطة تحت هالة الدّين.  
إنّ النّظام الخائر القوى، العاجز، و غير القادر على تحقيق الاستمراريّة في غياب القيادة السّياسية سيزيد من فرصة قبول الطّرح  الإسلاموي الواعد بغد أفضل ينسي المصريّين خيباتهم السّياسيّة و الاقتصاديّة و الاجتماعيّة. إنّ المستقبل المجهول قد يدفع النّاس لاختيار الإسلامويّن نكاية و ليس استرجاعا للكرامة و الحريّة و العدالة و الرّقي الاجتماعي، فهل ستدفع عقدة الكبرياء المصريّين إلى الاستجابة لسحر الوهم الإسلامويّ الخادع؟؛ سؤال سيجيب عنه المصريّون من خلال صناديق الاقتراع.
هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع