/ رسالة إلى الرّئيس..

القائمة الرئيسية

الصفحات

رسالة إلى الرّئيس..
إلى السيّد الرّئيس أخطّ هذه الرّسالة، و نحن نستعدّ للاحتفاء بالذكرى الخمسين لاسترجاع السّيادة الوطنيّة على تراب هذه الأرض الطيّب أهلها، الشّامخ ذكرها لولا أن أخطأنا الطّريق إلى الجنّة !!!.

سيّدي الرّئيس،
تحيّة طيّبة وبعد:
إنّ ما يبعث مخاوف الإنسان من أخيه الإنسان هو الشّك، و ما يقطع الأوعية المتصلة هو غياب الثقة و اتّساع رقعة التصوّرات الذهنية المبنية على الوهم؛ و إنّ ما يزيد الهوّة في العلاقة المتجاذبة مع الأب هو الخوف؛ و لتعلم سيّدي أنّ البقر يئنّ تحت النّير و يشكو الطير في قفصه، و لتعلم أيضا أنّ الحريّة حقّ طبيعيّ و الكرامة هي معركة الذّود عن الحريّة.
سيّدي الرّئيس، قديما قالت العرب: "على أهلها جنت براقش"، و في قديم الزّمان قيل: "لا تنصت كثيرا لصياح جارك، أصغي أوّلا لتخاصم أمعاءك"، لكلّ عشب خاصيته و لكلّ فرد عقليته، و كلّ وعاء بما فيه ينضح !. الرّشد لا يصنعه الإكراه، و العدل أساس الملك، و نبيّ الهدى صلّى الله عليه و سلّم قال:"أحسن إلى النّاس تستعبد قلوبهم"، أبعد هذه الوصيّة للرّاعي و الرّعيّة كلام أو جدال؟.
سيّدي الرّئيس، يطيب لي هنا أن أدعو لك بالتوفيق في مهامك في ما تبقّى لك من مشوار سياسي، و أذكّرك بأنّ النّعمة التي جرّبتها جعلتك لا تعلم شيئا عن نعمتنا، لقد ذقت فما عرفت، ذقت حظوة الحكم و المسؤولية و ما عرفت قدر الحريّة و لا مذاقها أو عذوبتها، أحثّك على تجنّب الظلم و اتباع سبيل العدل، وحده الصّدق يهدي إلى البرّ سيّدي، و وحده الظّلم يجرّ صاحبه كسكران في غياهب ليل طويل لا ينتهي.
سيّدي الرّئيس، هذا حديث عابر سبيل لن يقتله الأسف على مغادرة الدّيار، و لن يضيّعه من خلقه.. الرّازق هو الله و المُعطي هو الله، فاللّهم اغفر لنا ذنوبنا و أنر لنا دروبنا، و يسّر لنا أمورنا، ووفّق ولاة أمورنا لما تحبّ و ترضى، و انصرنا على أعدائنا و وحّد صفوفنا، و لا تكلنا إلى من لا يخاف فينا حدودك و شرعك، اللّهم آمين.
و السّلام على من اتّبع الهدى.                    إمضاء: أحمد بلقمري
هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع