/ الرّسائل الأحمديّة الرّشيديّة

القائمة الرئيسية

الصفحات

الرّسائل الأحمديّة الرّشيديّة

الرّسائل الأحمديّة الرّشيديّة
أيّها الأديب الفاضل أخي رشيد زهاني
السّلام عليكم، تحيّة طيّبة.. و بعد،
رشيد زهاني
فإنّه يطيب لي أن أكتب هذه الرّسالة الإخوانيّة علّها تجدّكم في أحسن الأحوال، و هي التّي أرّقني سؤالها الرّئيس، و غالبني كما يفعل النّوم بالجسد.

أحمد بلقمري
أخي رشيد، أودّ لو أسألك عن لوعة الكتابة و الرّغبة فيها، فأقول لك إنّها تجري منّي مجرى الدّم في العروق، صارت الأفكار منّي أفكار حلم، و صرت ضائعا أنا بين العوالم مثل لازار؛ عالمُ الأموات و عالمُ الأحياء يضيقان و يتّسعان على مسافة منّي، فأشعر بالضّيق و الرّاحة على طول المسافة، بين الخيالي و الرّمزي و الواقعي تكاد لغتي تضيع، فأصبح دون لغة تكتبني.. أمشي على غير هدًى، أذكرُ فقط بأنّني سافرت في الزّمن  و لا أزال، رحلتُ وعدت محمّلا بأسئلة الحقيقة.. من، ماذا، متى، أين، كيف و أخرى.. أحاول الحفر في اللّغة باحثا عن إجابات ممكنة، و كلّما حفرت ازداد الرّدم و القلق، و ازدادت الأسئلة !.
أخي الفاضل، في لحظات محدّدة من حياتي أقف غير قادر على تنظيم الحلم و الذّهاب به بعيدا نحو التّجسيد، صعب جدّا أن تكون وفيّا للغة لم تدرك أسرارها بعد و أنت المجتهد المقتصد على دروبها، تبحث، تبحث و تتيّهك صورة الجسد و تعارض الهويّة، يأسرك الوهم بين المكانيّ و الزّمانيّ فلا أنت كاتب مبدع نحرير و لا أنت قارئ مستبصر مستنير. أما تستقر هذه الذّات المطلّة على عوالم مفتوحة على آفاق لا تنتهي؟، أما تتوقّف الأنا عن رحلة تتبّع خيوط الوهم؟، أيّ علاقة بيذاتيّة كائنة بين أنا الذّات و الذّوات الأخرى المحيطة بنا من كلّ جانب؟. هل ينبغي أن يكون الأنا مكان الهو كما قال فرويد حتّى نفهم ما يدور بدواخلنا؟، أم أنّ حلقة اللّساني و اللاّوعي تلزمها ميكانيزمات و أدوات حديثة لتتجلّى الأسرار و ترفع الحجب عن الحقيقة.
كتبت ما جال بخاطري على عجل حتى أقبض من فهمك على بعض المعاني، و إنّي لمنتظر لردّك بشغف، فأفتني في رؤياي أيّها الأديب الأريب.
و السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته.                   أخوك: أحمد بلقمري
هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع