/ مُرسي رئيسًا لمصر الجديدة

القائمة الرئيسية

الصفحات

الرّئيس المصري: محمد مرسي
مُرسي رئيسًا لمصر الجديدة
قلم: أحمد بلقمري
لو سألنا مصريّا واحدا عن هويّة رئيس مصر القادم قبل سنة من الآن لتلكّأ و بدت على ملامح وجهه علامات الحيرة و القلق، أمّا و قد ظهرت نتائج الانتخابات الرّئاسية بتاريخ 24 يونيو 2012 بعد مخاض عسير شغل القاصي و الدّاني فقد آن للمصريّين أن يتنفّسوا، و يستريحوا استراحة محارب للانطلاق في مسيرة بناء الدّولة الوطنيّة الدّيمقراطية الحديثة بعد ثورة 25 يناير العظيمة. فاز محمد مرسي مرشّح الإخوان المسلمين على حساب الفريق أحمد شفيق المحسوب على النظام السّابق، هكذا كان جواب صناديق الاقتراع، و هكذا كانت إرادة الشّعب المصري، قُلبت صفحة من تاريخ مصر ثورة يونيو 1952، و ابتدأ تاريخ جديد على صفحات أخرى بعد ثورة يناير 2011.

بقطع النّظر عن فوز مرشّح الإخوان المسلمين في انتخابات الرّئاسة المصريّة، و بغضّ النّظر عن التحاليل السياسية المفسّرة للنتائج فإنّ هذا الفوز يعتبر انتصارا رمزيّا على الذّات، هو انتصار الرّاغبين عكس القانون، إنّه انتصار اللاّشعور الجماعي الذي أسّس للوعي بضرورة التحرّر من قيود العبوديّة المختارة. هكذا إذن تتحرّر الجموع من قبضة الرّجل السيّد، القائد المُلهم، الحاكم الذّي لا يسأل عمّا يفعل أمّا مواطنوه فيسألون لأنّهم محكومون. أخيرا بدا النّاس في مصر كأنّهم لم يتنازلوا عن حقّهم المشروع في الحكم، أخيرا قرّروا أن تكون السيادة للشّعب وحده، لا سلطة فوق سلطة الشّعب، هكذا قرّر المصريّون في مشهد أعاد الحياة للشّعوب المقهورة، الخانعة، الخاضعة.
بعيدا عن الحديث عن دور العسكر و مواقفه فيما سيكون في قادم الأيّام، و بعيدا عن علاقة الدّين و الدّولة، بعيدا عن التفكير في ولي الأمر و المعصية، في وظيفة الدّين في الدّولة، في الحديث عن مبادئ العدالة و الحرية و الإخاء؛ بعيدا عن التهليل لمرسي و لمن أزاح الدكتاتور، بعيدا عن الأحقاد و الضغائن و و تصفية الحسابات حقّ للمصريّين أن يفرحوا و يمرحوا لأنّها فعلا لحظات فارقة في تاريخ مصر الجديدة، هي لحظات قد لا تتكرّر في تاريخ مصر لذلك على المصريّين أن ينتشوا بانتصار الذّات على الذّات، عليهم أن يحلموا بأفضل ما يستطيعون، عليهم أن يرسموا المستقبل و يلوّنوه كما شاءوا و يشاءون لأنّهم فعلا كانوا الأقدر على التّغيير كما فعل التوانسة قبلهم. أيّها الشّعب المجيد حقّ لك أن تفاخر بما فعلت، فهنيئا لك و العاقبة للعاملين.     
هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع