عمر جلاّب |
''ذات يوم، ذات صيف، كانا جالسين يتبادلان أطراف العشق بعينيهما... فهي تهواه، وهو يهواها. فقالت له، ولم تدر من قولها أنها كاشفته حالة ألم دفين:
-خطيئتي الصغرى...
فهم منها إشارتها، فحركت فيه حكمة الرجال...راح يتنسم منها عطرها، وهي تدنو لتطلب حضنه، فكان العطر الفرنسي، فإليكموه''.
كعطر فرنسي تمر بك نسائمه العذبة مرت بخاطري...مرت سنة، وعطرها كطيفها، وطيفها أسر لي أنها معي صاحبة اللحن الكرواني، والكلمات النبرات التي تنساب من فمها المتبرج.
*** *** ***
مرت سنة، وهي لم تبرح تعانق خيالي بعطرها الذي هدهد رقيق قلبي، وأيقظ عذاباتي...
بعطرها، كانت تتحداني...وكنت فتى متعبا...أتعبني الحب، ونال مني...
وكانت هي بعطرها تتحداني... لم أقو؟ ورحت أنفض الغبار عن دمي... وراح فمي يهمس في أذنها:
-عطرك
وكانت هي بعطرها تتحداني... لم أقو؟ ورحت أنفض الغبار عن دمي... وراح فمي يهمس في أذنها:
-عطرك
قالت:
-عفوك؟
قال:
-عطرك
فأردفت:
-مقامك سيدي...أنت تغازلني أم عطري تغازل؟
- قد يكون عطرك من أغازل، وقد لا يكون هو...
لن أقول:
- قد تكوني أنت، فعطرك من غيرك لا يحاكيني...
-على من يوضع ندى الريحان؟
على الريحان...
-فيا ريحانة قلبي:
ليتني كنت عطرا، يوضع على جيدك، لا أبارحه...
وليتني كنت أسري مثله بين عروقك، فيكون منه الطيب...
وليت فمي يرتشف من مداد نداك شربة حب، أعتصر منها النبيذ، وأناديك في أعماقك:
للذي خلقك، أنت جميلة...
*** *** ***
مرت سنة،...
وأنا لا أزال أحمل في ذكرياتي بعض عطر، وقطرة حبلى بالشوق إلى مداد ليل صيفي متبرج
آ صديقتي الفرنسية:
-ليتك تدركين من الشوق، قليله...فكثيره حرام...
-ليتك تدركين من الشوق، قليله...فكثيره حرام...
كنت تبحثين عن الحب، وكنت مثلك أسير الحب. فلا الحب نالك، ولا الشوق حررني؟؟
*** *** ***
فيا عطرها:
كلمها، وهي مسلمة ذاك الجمال الرباني لسريرها...
وقل لها، وهي مغمضة تلك العينين الموغلتين في تلابيب أهوائي...
أنت نزوتي الأولى،
وخطيئتي الكبرى،
وأجمل ما في البلور المكسور،
فهل أقول: أحبك؟
أم أشتهيك؟
أم أهواك؟
أم كل هذا، يامن ربما تدركين السر؟
فعطرك، سلب آخر قصاصة هويتي، وتركني من غير عنوان...أبحث عن الزجاجة...
تعليقات
إرسال تعليق