كيف تكتب مسرحية؟ (1)
الكاتبة: ريبيكا مونري (Rébecca Monnery)[1]/ ترجمة: أحمد بلقمري
من أجل تلبية
طلب القرّاء، فإنّني أقترح اليوم المقالة الأولى في سلسلة من ثلاث (3) مقالات حول
موضوع المسرح. إن كنت تحلم، أن ترى نصوصك على خشبة المسرح، أو كنت، ببساطة، تريد
فهم ماهية هذا النوع الأدبي، هذا المقال لك!.
Credit: google images
|
3 مفاتيح لفهم ماهية المسرحية
ترغب في كتابة مسرحية؟،
لهو أمر جيّد!. معرفة ما الذي ستلتزم بخصوصه، سيكون الأفضل!. فيما يلي بعض الطرق لفهم
أفضل لماهية مسرحية.
-المسرح جذوره ضاربة
في العصور اليونانية القديمة: المسرحيات كانت تحمل صبغة دينية، نظراً لأنّها كانت
تلعب على شرف الإلاه «ديونيسوس».
في المقام الأول،
المسرح لم يكن، إذن، من أجل أن يكون مقروءا؛ ولكن للاستماع والمشاهدة. لا تنسى
ذلك، طوال فعلك الكتابي.
-المسرح أحدث،
إذن، ارتباطا وثيقا بين النص، والممثلين، والجمهور. هذا الأخير يتواجد مباشرة (وتقريبا
جسديا) منغمسا في الفعل. لهذا السّبب، كثيرا ما توجد، وحدة للزمان والمكان والفعل.
معقولية القصة تسمح بخلق تواطؤ كبير مع المشاهد.
-أخيرا، في المسرحية،
ليس هناك راوي. كلّ شيء يمر عبر الحوار، سواء كانت مشاعر الشّخصيات،
الرّسالة التي يريد الكاتب تمريرها، وصف الأحداث الماضية، أو خارج المشهد، إلخ. يجب
عليك، إذن، القيام باختيار حازم: قل ما هو ضروري لفهم البنية الدرامية، لكن دون أن
يضجر المشاهد بالخطب المسهبة الطويلة جدّا.
أنواع مختلفة من المسرحيات
لست هنا، للحديث
مرّة أخرى عن تاريخ المسرح، ولا حتى وضع قائمة شاملة لجميع أنواع المسرحيات التي قد
تصادفها. قبل القرن العشرين، قسّم المسرح إلى فئتين كبيرتين: المسرح الجّاد(المأساة،
إلخ) والمسرح الذّي يضحك (الكوميديا، الملهاة، إلخ.).
على الرّغم من،
أنّه من الممكن خلط مكوّنات الواحدة والأخرى، سأقدّم لك ملخّصا قصيرا، سوف يساعدك على
فهم الخطوط العريضة. معرفة ما تمّ إنجازه، وما الذي تمّ من القواعد الرّئيسية للكتابة،
سوف يساعدك في بناء البنية الدرامية الخاصة بك.
-المأساة (La
tragédie)
المأساة، غالباً،
ما تشمل موضوعات من العصور القديمة. فهي تضع في المشهد، أبطالا، ملوكا، محاربين.. في كلمة، شخصيّات غير
عادية بقدر مأساوي. وتنتهي، إذن، بشكل سيّء. الشّخصيات الرئيسية في المآسي
تخضع لمشاعر تتجاوزها، ومعضلات لا يمكن حلّها (على سبيل المثال، بين الحبّ والشّرف).
المأساة تحترم
في كثير من الأحيان وحدات الزّمان والمكان والفعل.
-الملهاة (La
comédie)
الملهاة، أكثر مرونة.
نلتقي شخصيّات تشبهنا، وبلغة مألوفة أكثر. الملهاة تضحك،
تبرز الغباء (في المهزلة، على سبيل المثال)، والخلط، والخداع، والعلل الاجتماعية (كوميديا
الأخلاق)، تحلّل نموذج إنساني (كوميديا الطّبع)، وتسلّط الضوء على الحبّ (الكوميديا
الرّومانسية)، إلخ.
في كثير من الأحيان،
تكون نهاية الملهاة (الكوميديا) سعيدة.
نصيحتان اثنتان قبل بدء الكتابة للمسرح
قد يبدو هذا واضحا،
ولكن مع ذلك أود أن أذكّر. قبل أن تبدأ كتابة المسرحيّة الخاصة بك، فكّر في:
-قراءة المسرح:
وهذا ضروري! اقرأ عديد النّصوص من أجل فهم اشتغال هذا النّوع الأدبي.
اقرأ أنواعا
مختلفة من المسرح (النّوع والعصر). يمكنك هكذا، تحديد نوع النّص الذي تريد كتابته،
سواء كان ذلك باحترام القواعد الثابتة أو تجاوزها.
إذا كان لديك بعض
الوقت، أوصيك أيضا بقراءة ملاحظات حول كتّاب المسرح العظماء، والقيام ببعض الأبحاث
المحدّدة، فيما يتعلق بنوع المسرحية التي تريد كتابتها.
-اذهب إلى المسرح!:
كما ذكرت أعلاه، المسرح لم يكن ليقرأ (حتّى إذا كانت القراءة تتيح لك تصفّح عدد
كبير من النّصوص بسرعة، وذلك بتكلفة أقل). مشاهدة وسماع المسرحيّات، سيسمح لك بعرض
المسرحيّة الخاصة بك أمام الجميع، في الوقت الذّي كتبتها فيه.
في المقال القادم،
سوف نتحدث أكثر بالتفصيل عن تنظيم النّص المسرحي (عناصر أساسية للمعرفة من حيث الشّكل
والمضمون)، ومفردات محددة تتصل بهذا النوع الأدبي. المقال الأخير، سوف يقدّم لك نصائح
عملية، للبدء في كتابة المسرحيّة الخاصّة بك.
[1] : ريبيكا مونري (Rébecca Monnery):
صاحبة مدونة Devenir écrivain (2011)، تكتب في أجناس أدبية مختلفة:
الرواية، القصة، الشعر، المسرح. عمرها 33 سنة، ولديها تجربة 21 سنة في الكتابة،
تعليقات
إرسال تعليق