/ "يتنحّاو قاع"، واش معناها بلغة التّحليل النّفسي؟.1

القائمة الرئيسية

الصفحات

"يتنحّاو قاع"، واش معناها بلغة التّحليل النّفسي؟.1

"يتنحّاو قاع"، واش معناها بلغة التّحليل النّفسي؟.1
قلم:  أحمد بلقمري. كاتب جزائري

في فيفري2011، كتبت مقال مهمّ في جريدة الجزائر نيوز نتاع الصحفي القدير حميدة عياشي، وكان عنوان المقال: "الرّغبة عكس القانون"، وفي هذاك الوقت تساءلت عن أسباب الثورة الشّعبية الجديدة اللّي داروها العرب، وقدّمت قراءة تحليلية نفسية لهذيك الثورة، وكانت في راسي أسئلة كثيرة، منها: علاش كانت الثورة في هذاك الوقت بالذات؟، واش كانوا حابين المتظاهرين؟، واش كانوا طالبين؟، واشي هي انتماءاتهم؟، وعلاش ثاروا على النظام؟، وأسئلة أخرى.
       واليوم حبيت نعاود نحكي على نفس الموضوع، ونقدّم قراءة لفكرة "يتنحّاو قاع"، على خاطر سمعت كثير من اللّي يلعبوها قاريين زعما، يتكبروا على كلمة الشّعب، وقالوا وما زالهم يقولوا بلّي هذا كلام الغاشي، ما شي كلام النّخبة. خليوني نردّ عليهم بالشوية في هذا المقال وبلغة دارجة، باش يفهموني كامل الناس اللي يقراو هذا الكلام.
       الشّعب الجزايري خرج يوم الجمعة 22 فيفري 2019، باش يقول لجماعة الرّايس المخلوع بوتفليقة: "بركات"، "خلاص وقت الكاشير"، وهذا الكلام معناه، واحد ما يشرينا وواحد ما يبيعنا، واحد ما يقدر يشرينا بكلامو، وإلاّ يبيعنا الكلام، على خاطر "رانا فقنا، وباصيتوا بينا"، "جيبوا البياري، جيبوا الصّاعقة، ما كانش الخامسة يا بوتفليقة". كان هذا الكلام، خارج من القلب، وقدر في لحظة تاريخية يدير ثورة كبيرة، وينتشر بين النّاس اللّي كانت خايفة. كانت رغبة مقابلتها رهبة، وكانوا النّاس كامل يعرفوا بلّي إذا نجحت المظاهرات في العاصمة دزاير، كلّ شيء يتبدل. المهم، خرجوا الناس، مشاو ضدّ قانون منع التظاهر في العاصمة، وكانت الرغبة في كسر هذا القانون من جهة الجماهير كبيرة، فهموا النّاس بلّي الرّغبة اللي معناها "الشّي اللّي رانا حابينوا" أكبر من القانون، من الشّرطة، من الجيش، من بوتفليقة وجماعتوا، أكبر من الخوف، من القلقة، من التردّد، من الزعاف، من كلّ شيء، كانت رغبة ما هي شي، وفي نفس الوقت هي كلّ شيء. كانت كيما الكونتينوم (Le continuum)، يعني مجموعة العناصر اللّي نقدرو نتنقلوا بينها من حاجة لحاجة، وبطريقة مستمرة، كانت استمرارية على طريقة الشعب، ماشي على طريقة "الاستمرارية" اللّي تكلمت عليها العصابة اللي كانت دايرة بالرايس. 
       وباش نفهموا قصّة الرّغبة عكس القانون، لازم نبداو من الأوّل، يعني لازم نفهموا بلي القانون هو مبادئ وقواعد أساسية تنظم العلاقات الاجتماعية بين الناس، يعني كيما قواعد اللّعب في أي رياضة "Les règles du jeu"، والقانون حاجة رمزية مركبة من اللغة، يعني كلام مكتوب منظم ومرتب، ويتفاهموا النّاس كامل باش يحترموا هذاك الكلام المكتوب، والرّغبة "اللّي هي الشّي اللّي رانا حابينوا" تتنظم من خلال القانون، وماشي تتنظم برك، تولي كاينة علاقة بين هذوا زوج حوايج، وتولي كاينة حالة تعايش بيناتهم مفروضة بالقوة، يعني حاجة تفرض قوّتها على حاجة، نعطي مثال رغبة الجزايريين اليوم هي "يتنحاو قاع"، يعني قوّة هذا الكلام فاق قوة القانون، وهذا الشيء جاء على خاطر الرغبة عكس القانون كانت قوية بزاف، وواحد ما كان داير في بالو بلي الجزايريين يقدروا يخرجوا على القانون اللي قيّدهم، وخلاهم ساكتين لسنوات، راضيين، قابلين، خايفين، وهذا الشيء كامل كان يدور في خيالهم برك، كان وهم كبير، كشفوا كلام كبير" ماكانش الرايس كاين تصويرة". صحيح، يعني كاين احنا، كاين أنا، وأنت، وكاين هوما، خلاص بانت الحكايا، هوما اللي كانوا يديروا في كلّ شيء، داروا القانون، واحنا قبلنا بيه، مالا لازم القانون نديروه احنا، باش هوما يقبلوا بيه، وفي هذاك الوقت، يكون القانون يخاف من رغبتنا، من قوّة رغبتنا، يخاف من الشيء اللي حابينوا، ويفرشنا الأرض ورد نهديوه ليهم، ونقولولهم "دزاير ماشي سوريا، يا العصابة".
       هكذا كبرت الحكاية، وزاد الكلام، وزاد التعبير، زادت المطالب، على خاطر فهم الشّعب اللّي هو أنا، أنت، احنا، وهوما بلّي هذا الرّغبة الجديدة، يلزمها قانون جديد ينظمها ويحققها، دستور جديد، عهد جديدة، دزاير جديدة. وهذوك هوما اللّي عمرهم ما كانوا كيف لعسل في القرجومة، هذوك اللّي الموت ويلا هوما، عرفوا في الأخير، أنّو الإرادة هذي الكبيرة، راها كيما الرّغبة، زوج حوايج قادرين بزاف، قاويين، وهوما رايحين يسقطوا، لأنّ هذا الشّعب يريد إسقاط نظام حكم كان يتكلّم ويكذب، يكتب قوانين ويكذب، يسرق ويكذب، يحرّم ويحلّل كيما يحب، ما شي كيما نحب، أنا، أنت، واحنا، ياخي قلنا: "البلاد بلادنا، ونديروا راينا"، "ويروحوا قاع!".    
نقول قولي هذا، ونجبد روحي خير لي ولكم، ونضربلكم موعد، المرّة الجاية، وين نتلكموا على سؤال واحد آخر، يطرحوه الناس كامل، وهو:
"علاش يتأخّروا الناس في دعم الثّورة في البداية، ومن بعد يركبوا الموجة-الركمجة- كيما يقولوا جماعة الفايسبوك، ويهللوا بالنجاح نتاعها؟". نتكلموا شوية على الفيلسوف سبينوزا اللي قال: "الرغبة هي لب الإنسان، وهي مكان القلب في الوجود الإنساني".
قوموا إلى حراككم يرحمكم الله.
#يتنحاو_قاع
هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع