مداءات النّهاية..
هل ينتهي فرح الغراب على أرضنا فيختفي؟..
هل يستمرّ عواء الذّئب في ليلنا أم ينتهي؟
هل ترتوي الأرض بدماء إخوتنا فتكتفي؟
هل يطلع الصّبح يوما فيذكرنا عند ربّه؟
هل يقتفي ليل الخائفين بصبحه؟
فتراه يمسح الدّمع على العيون
على ثكلى لم تكن لتكون
على يتيم بكى أهله هل يرجعون؟
هل ينتهي؟..
هل ينتهي حزن تسكّع في الشّوارع
مشى حافيا بأثواب التّقاة
حاملا صلبانه يوهم أطفالنا بالصّلاح
طارقا أبوابنا كما يحبّ ويشتهي
وجع الأمومة كم بكت فلذة الأكباد لم يعد
وجلا على سفينة يحدو الحياة
راكبا بحره إلى مجهول اللانهاية، لا يهم..
كل الذي قد يهمّ هو النجاة
هربا من الموت المؤكد إلى الموت المؤجل
من قبضة الحيف المستبدّ يفرّ..
هل ينتهي؟..
وجع القلوب على القلوب
تزاحم كلّ الفصول على السّهول
زحف القاتلين على المدى
انحباس الضوء في سماء المؤمنين
حديث المعاقل و الزنازين
رعشة الموت تهدّ جأش الخائفين
هل ينتهي؟..
بكاء طفلنا ذات مساء
نظرة شيخنا نحو السّماء
بؤس نسائنا فتصير مثل كلّ النساء
أو ينتهي هذا الضباب المستمرّ
يعكّر أجواءنا و الصّفاء
أو ينتهي صمت الضمير
حين يغتال الصّغير بين أحضان والده الكبير
هل ينتهي؟..
نعم، سينتهي..
سينتهي كل الخائنين على هذه الأرض
سيغادرون على النّعوش إلى السّجون
سيرحلون إلى المقابر مثخنين بالحزن اللعين
سيذكرون يوم تواطئوا على الوطن الجميل
سيذكرون يوم استبدوا بالشّعب الأصيل
سينعمون إذن بالنهاية المثلى
لا تبك أيها الطفل سيرحلون..
لا تبتئس يا غد الأطفال سينتهون
لا تحزني يا أمّنا سيذهبون
سينتهون، سينتهون، سينتهون.. شعر: أحمد بلقمري
تعليقات
إرسال تعليق