أيّها
المسؤولون عن الثقافة: أنتم السّبب...
البارحة
كنت متعبا كثيرا لأنّني لم أسترح منذ يومين شاقيّن، ما زاد من إرهاقي و تعبي خبر
انسحاب شابّين صديقين مبدعين من ميدان الكتابة في الجزائر و المغرب على التوالي...
كنت أعلم أنّ كثيرا من الأصدقاء الشباب المبدعين سينسحبون بهذه الطّريقة لأنّ
المؤشرات الدّالة على ذلك كثيرة جدّا، لكن أن نخسر طاقتين و اسمين يبشرّان بالكثير
في سماء الأدب المغاربيّ في المستقبل القريب دفعة واحدة أمرٌ لا يتقبّله عقل و لا يقرّه
منطق.. فمن المسؤول عن ذلك؟...
أعتقد أنّ المسؤولية مشتركة
بين الجميع، تدين الكلّ فاعلا، متواطئا أو صامتا.. في البلدان المتقدّمة ينظر
للشباب المبدعين في كلّ المجالات بنظرة الاحترام و التّقدير لأنّهم مستقبل الأمّة
و مصدر فخرها، يؤخذ بأيديهم إلى شواطئ الإبداع و يحظون بالرّعاية الكاملة،
أمّا عندنا فيستقبلون بالإهانات المتلاحقة،
و التعسّف و الظلم و الاحتقار.. كم آلمني أن استمعت لأحد الأصدقاء الشّعراء
الشّباب مساء أوّل أمس بمناسبة الصّالون الدّولي للكتاب و هو يروي لي قصّته مع
مسؤولي الثقافة بولايته، أخبرني بأنّه قصد مدير الثقافة ليساعده في تبني ديوانه
الشّعريّ الأوّل فقوبل بالوعود، عاد غدا ليحضر جنازة ديوانه الورقيّ المكتوب بخطّ
يده مقبورا في سلّة القمامة.. لولا لطف اللّه و حرص بعض الخيّرين لانتهى صديقي
منسحبا كسابقيه.. فرحت كثيرا و رمزي نايلي يوقّع لي ديوانه الأوّل منشورا عن دار
فيسيرا لصاحبها الشّاعر الجزائري توفيق ومان.. تجربتي مع مدير الثّقافة بولايتي
مختلفة تماما، حيث استقبلت في أحسن الظروف، وحظيت باهتمام المسؤول الأوّل على
الثقافة الذي وعد بمساعدتي في حدود الإمكانات المتوفّرة، لقد كان نعم المسؤول و
خير النّاصح الأمين، فما عساني سوى شكره و الثّناء عليه لأنّه يستحقّ ذلك فعلا..
شكرا يا توفيق أيضا، و شكرا لكم يا من تساعدون الشّاب المبدع في كلّ مكان و تعسا
لكم يا من تقبرون أبناء أوطانكم دونما وجه حقّ.
قلم: أحمد بلقمري
شكرا اخي بلقمري على هذا النقد الجميل فعلا ما قلته ينطبق كثيرا على واقع الثقافة
ردحذف