جدّتي و القذّافي 2
طلبتني جدّتي فحملت نفسي و ذهبت إليها بعدما اخترت لها تفّاحة كبيرة بحجم طيبتها عربون محبّة و برّ، دخلت بيتها و أنا أردّد الحكمة الصينيّة الشّهيرة:" حبّة تفّاح في اليوم، دعي الطبيب بعيدا يا جدّتي"...
لكنّني بمجرّد ما ولجت غرفتها أصبت بالذّعر، كانت جدّتي تبكي بكاء نحيبا، لم أدر بمصابها إلاّ بعدما حاورتها، قلت: خيرا إن شاء اللّه ما بك يا جدّتي؟!!. قالت جدّتي: القذافي.. قلت: ما به القذافي يا جدّتي؟.. قالت و الحزن يعتصر قلبها: قتله الغادرون المجرمون، "الله لا تربحهم".. تردّدت في إبداء موقفي أمام جدّتي لأنّني خشيت أن تتّهمني بشيء فرحت أحاول استبيان موقفها أوّلا على الرّغم من أنّني كنت أعلم مسبقا بأنّها متضامنة مع القذّافي، قلت: وهل مات القذافي يا جدّتي؟!!. قالت جدّتي مستنكرة تظاهري بالجهل: لا تتظاهر بجهل ذلك يا أحمد فقد رأيتك البارحة تروي لأمّك ما شاهدته عن القذافي في الفايسبوك.. لعنت لحظتي و اعتدلت في جلستي ثمّ رددت على التّهمة الثابتة في حقّي: آه، في الحقيقة يا جدّتي... قالت جدّتي و هي تقاطعني: لا تتلكّأ يا أحمد فأنا أعرف بأنّك لا تحبّ القذافي.. قلت: لا أحبّ الثّوّار أيضا يا جدّتي.. قالت جدّتي بعدما لملمت دموعها و أجّلت حزنها: ما آلمني يا أحمد هو تكالب أولئك الثّوّار على رئيسهم بتلك الطّريقة وهم ينادون: الله أكبر، الله أكبر.. لقد شوّهوا صورة الإسلام من حيث لا يدرون، لقد مسحوا صورة مشرقة من نضالنا من أجل الحريّة باعتبارهم ينتمون للأمّة العربيّة المسلمة شاؤوا أم أبوا، أذكر أنّ مجاهدينا كانوا يأتون بالأسرى الفرنسيّين مجروحين فيأمروننا بعلاجهم و السّهر على راحتهم حتّى يشفون، وأكثر من ذلك كنّا نقسم كسرة الخبز معهم حتّى يغادروننا، فلا يعدمون و لا ينكّل بجثثهم على الرّغم من أنّهم من غير ملّتنا، أمّا ما حدث مع القذّافي و بنيه فهو ليس من الإسلام في شيء و الإسلام بريء من فعلة أولئك الرّهط إلى يوم يبعثون، هل فهمت لم كنت أبكي يا أحمد؟.. لقد بكيت على حال الإسلام بيننا اليوم، لقد عاد غريبا كيوم جاءنا على حين جهل.. لم أتمالك نفسي من هول ما سمعت، بكيت في حضن جدّتي، و وعدتها بأن أكتب و أنشر ما قالت لعلّ الذّكرى تنفع المسلمين.
لكنّني بمجرّد ما ولجت غرفتها أصبت بالذّعر، كانت جدّتي تبكي بكاء نحيبا، لم أدر بمصابها إلاّ بعدما حاورتها، قلت: خيرا إن شاء اللّه ما بك يا جدّتي؟!!. قالت جدّتي: القذافي.. قلت: ما به القذافي يا جدّتي؟.. قالت و الحزن يعتصر قلبها: قتله الغادرون المجرمون، "الله لا تربحهم".. تردّدت في إبداء موقفي أمام جدّتي لأنّني خشيت أن تتّهمني بشيء فرحت أحاول استبيان موقفها أوّلا على الرّغم من أنّني كنت أعلم مسبقا بأنّها متضامنة مع القذّافي، قلت: وهل مات القذافي يا جدّتي؟!!. قالت جدّتي مستنكرة تظاهري بالجهل: لا تتظاهر بجهل ذلك يا أحمد فقد رأيتك البارحة تروي لأمّك ما شاهدته عن القذافي في الفايسبوك.. لعنت لحظتي و اعتدلت في جلستي ثمّ رددت على التّهمة الثابتة في حقّي: آه، في الحقيقة يا جدّتي... قالت جدّتي و هي تقاطعني: لا تتلكّأ يا أحمد فأنا أعرف بأنّك لا تحبّ القذافي.. قلت: لا أحبّ الثّوّار أيضا يا جدّتي.. قالت جدّتي بعدما لملمت دموعها و أجّلت حزنها: ما آلمني يا أحمد هو تكالب أولئك الثّوّار على رئيسهم بتلك الطّريقة وهم ينادون: الله أكبر، الله أكبر.. لقد شوّهوا صورة الإسلام من حيث لا يدرون، لقد مسحوا صورة مشرقة من نضالنا من أجل الحريّة باعتبارهم ينتمون للأمّة العربيّة المسلمة شاؤوا أم أبوا، أذكر أنّ مجاهدينا كانوا يأتون بالأسرى الفرنسيّين مجروحين فيأمروننا بعلاجهم و السّهر على راحتهم حتّى يشفون، وأكثر من ذلك كنّا نقسم كسرة الخبز معهم حتّى يغادروننا، فلا يعدمون و لا ينكّل بجثثهم على الرّغم من أنّهم من غير ملّتنا، أمّا ما حدث مع القذّافي و بنيه فهو ليس من الإسلام في شيء و الإسلام بريء من فعلة أولئك الرّهط إلى يوم يبعثون، هل فهمت لم كنت أبكي يا أحمد؟.. لقد بكيت على حال الإسلام بيننا اليوم، لقد عاد غريبا كيوم جاءنا على حين جهل.. لم أتمالك نفسي من هول ما سمعت، بكيت في حضن جدّتي، و وعدتها بأن أكتب و أنشر ما قالت لعلّ الذّكرى تنفع المسلمين.
قلم: أحمد بلقمري
تعليقات
إرسال تعليق