/ ابني العزيــز..

القائمة الرئيسية

الصفحات


ابني العزيــز
الأستاذ: ساعد بولعواد


.........

عندما يحل اليوم الذي ستراني فيه عجوزاً.. أرجو أن تتحلى بالصبر
و تحاول فهمي
إذا اتسخت ثيابي أثناء تناولي الطعام .. إذا لم أستطع أن ارتدي
ملابسي بمفردي ..
تذكر الساعات التي قضيتها لأعلمك تلك الأشياء
إذا تحدثت إليك و كررت نفس الكلمات و نفس الحديث آلاف المرات ..
لا تضجر مني لا تقاطعني .. و أنصت إلى و تحمل تكرار أسئلتي
عندما كنت صغيراً يا بني , كنت دائماً تكرر و تسأل و أنا أجيبك بصدر رحب
إلى أن فهمت كل شئ
عندما لا أريد أن أستحم .. لا تتسلط علي
تذكر عندما كنت أطاردك و أعطيك آلاف الأعذار لأدعوك للاستحمام
عندما تراني لا أستطيع أن أجارى و أتعلم التكنولوجيا الحديثة ..
فقط .. إعطني الوقت الكافي .. و لا تنظر إلي بابتسامة ماكرة و ساخرة
تذكر أنني الذي علمتك كيف تفعل أشياء كثيرة .. كيف تأكل ..
كيف ترتدي ملابسك .. كيف تستحم .. كيف تواجه الحياة
عندما أفقد ذاكرتي أو أتخبط في حديثي .. إعطنى الوقت الكافي لأتذكر
و إذا لم أستطع .. لا تفقد أعصابك .. حتى و لو كان حديثي غير مهم..
فيجب أن تنصت إلي
إذا لم أرغب بالطعام .. لا ترغمني عليه
عندما أجوع سوف آكله
عندما لا أستطيع السير بسبب قدمي المريضة
أعطني يدك .. بنفس الحب و الطريقة التي فعلتها معك
لتخطو خطوتك الأولى
عندما يحين اليوم الذي أقول لك فيه إنني مشتاق للقاء الله ..
فلا تحزن و لا تبكي
فسوف تفهم في يوم من الأيام
حاول أن تتفهم أن عمري الآن قد قارب على الانتهاء
و في يوم من الأيام سوف تكتشف أنه بالرغم من أخطائي فإنني كنت
دائماً أريد أفضل الأشياء لك .. و قد حاولت أن أمهد لك جميع الطرق
ساعدني على السير .. ساعدني على تجاوز طريقي بالحب و الصبر ..
مثلما فعلت معك دائماً
ساعدني يا بني على الوصول إلى النهاية بسلام ..
أتمنى أن لا تشعر بالحزن و لا حتى بالعجز حين تدنوا ساعتي
فيجب أن تكون بجانبي و بقربي .. و تحاول أن تحتويني ..
مثلما فعلت معك عندما بدأت الحياة
احتضني كما احتضنتك و أنت صغيرً ☻☻
بسم الله الرحمن الرحيم (( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً )) . صدق الله العظيم
قلم: ساعد بولعواد
هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

4 تعليقات
إرسال تعليق
  1. و عندما لا أستطيع أن أجاري حرفك الشّامخ فلتعذرني يا معلّمي فإنّ زلزالا قد أصاب أصابعي و رجّة قد أصابت موجة أعصابي من فرط قوّة حديثك و رسالتك..
    اللهمّ اكتب هذه الكلمات في ميزان حسنات سيّدي ساعد بولعواد.. بوركت

    ردحذف
  2. اعذرني بني فقد سبقتني دموعي السيالة ، ولعلها خير رد وجواب...حفظك الله.

    ردحذف
  3. مناجاة
    إلهي قد اقتربت سفينة عمري من ساحل قبري ،وما في المركب بضاعة من عمل صالح بل قلب ضمآن ونفس شحيحة وروح شريدة ...اللهم هبني الإحساس بكل لحظة تمر من عمري نوأعطني القدرة على اقتفاء خطى الزمان الهارب من يدي ...اللهم أعني حتى أخرج من الفراغ شغلا ،وأنسج من اليأس أملا ،وأصنع من الظلمة نورا .

    ردحذف
  4. يا سبحان الله و كأنّك تكتب بقلبي هذه الأيّام.. أفكّر في نفس الأشياء.. اللّهم لطفك و رحمتك يا ربّ العالمين.. امتناني و تقديري أستاذي الغالي

    ردحذف

إرسال تعليق

التنقل السريع