/ قلم حبر.. اختطاف والي إليزي !

القائمة الرئيسية

الصفحات

قلم حبر.. اختطاف والي إليزي !

التنقل السريع

    قلم حبر.. اختطاف والي إليزي !
    يبدو أنّ قلمي قد اكتسب بعد غيابه الطّويل حكمة كبيرة تؤهّله للحديث في القضايا الطّارئة و التّعامل مع الأخبار المشكوك في صحّتها، لكنّه لا يزال غبيّا بعض الشّيء لأنّه وفيّ لأصله، فهو مصنوع من قالب يحتمل الصّدق و الكذب، راح صديقي يحدّثني عن قضيّة اختطاف والي ولاية إليزي بكثير من السّخريّة و التّهكّم، قائلا:
    -        قيل لي يا أستاذ أن والي ولاية إليزي قد اختطفته مجموعة إرهابية على بعد 80 كيلومتر من معبر الدّبداب بعد إنهائه لزيارة عمل و تفقد للمنطقة عائدا إلى مقرّ الولاية، الوالي المسكين تمّ اقتياده إلى  ليبيا لكن لحسن الحظّ تدخّل سوبرمان الحقّاني ابن الجزائر و خلّصه من بين أيدي الأشرار.
    قلت لقلمي:
    -        من أخبرك بذلك أيّها القلم؟.
    قال:
    -        سمعت من مصادر لا يرقى إليها الشّك. أنت تعرف أنّ الجزيرة و العربيّة و البي بي سي و السي أن أن لا يخفى عنها شيء يا أستاذ.. لكنّ الذّي حيّرني في الموضوع أنّ اختطاف مسؤول سامي تمّ في منطقة تدعّمت بإمكانيات لوجيستيكيّة ضخمة و عسكريّين يسهرون منذ مدّة على تأمين الحدود المغلقة مع الجارة ليبيا، و الأكثر من ذلك أنّ الوالي اختطف بسرعة و تمّ تحريره بسرعة، انتقل من بلد إلى بلد في لمح من البصر.. إنّه الأمر الذّي استعصى عليّ فهمه، أمر مثل هذا لا يحدث إلاّ في الأحلام أو الأفلام.
    قلت لقلمي الحيران:
    -        لا يزال ينقصك بعض الوعي يا قلمي، ألا تعلم بأنّ الانتخابات على الأبواب، لذلك فإنّ الاستعانة بفزّاعة الإرهاب و الخطر الأجنبي و تهريب السّلاح عبر الحدود كلّها سيناريوهات مثلى تساعد على تخويف الشّعب مثلما تعوّد على ذلك فيجود استغباء الشّعب بمزيد من الوقت المسلّط على رقابهم، يبقى أصحاب السّوبرمان في الحكم أكثر، و كلّما احتاج الشّعب للفرح و التّغيير في المزاج  فليس هناك أفضل من حفل للشّابة الزّهوانيّة أو مباراة في كرة القدم للتّرفيه عن الشّعب البطل الذّي قاوم الإرهاب مثلما قاوم الاستدمار في الماضي. نسيت شيئا مهمّا، اختطاف والي إليزي هو رسالة غير مشفّرة لأصدقائنا الغربيين مفادها: أيّها الغربيّون لا تخافوا منّا؛ صحيح أنّ الإرهاب لا يزال متواجدا على ترابنا لكنّنا نملك الإمكانيّات للردّ عليه في كلّ زمان و مكان، كما لن نسمح له بترهيبنا و التأثير على مسيرتنا الإصلاحيّة... يا فرنسا الصّديقة: التحضيرات للعرس الانتخابي تجري على قدم وساق، شعارنا معا نحو إجراء انتخابات حرّة ونزيهة، لا نريد اعتذارا منك، نريد اعترافا بنزاهة نتائج الانتخابات !!!. هل فهمت يا قلمي؟..
    -        نعم يا أستاذ، الانتخابات ستكون حرّة ونزيهة، حمدا لله على سلامة والي إليزي.
    قلم: أحمد بلقمري
    هل أعجبك الموضوع :

    تعليقات