
تحريض، اعتداء، تدمير، تحطيم و تخريب الممتلكات، ثورة،كلّها جرائم و أشكال متعدّدة للعنف موجودة للأسف في ملاعبنا الجزائريّة. اضطراب اجتماعي يهدّد كيان المجتمع و مستقبله، صور مخزية فعلا تلك التي نشاهدها بين الفينة و الأخرى في ملاعبنا، عنف بمعنى سلوك تدميري موجّه نحو الفرد أو نحو بيئته الماديّة بشكل مقلق، و الرّياضة صارت مرادفا للبحث عن إشباع الحاجات بعنف في بلد استهلكته الأزمات المتعدّدة، يبدو المواطن الجزائري اليوم عاجزا، يائسا، يبحث عن تفريغ لانفعالاته و لا أحد يصغي لشكواه.
منذ أيّام شهدت مباراة فريقين عاصميين (اتحاد الحرّاش/اتحاد الجزائر ) أحداثا مؤسفة، و قبلها و في كلّ مرّة تحدث نفس الأحداث وبفاعلين قدامى أو جدد و تفاصيل مختلفة قليلا أو مشابهة إلى حدّ كبير، لكنّ ما حدث بمناسبة مباراة اتحاد الجزائر و مولودية سعيدة يجعلنا ندقّ ناقوس الخطر، و نؤكّد على خطورة الموقف، و نلحّ على ضرورة تحمّل كلّ فرد مسؤولياته كاملة، لماذا؟؛ الجواب لأنّ الأمر صار لا يطاق فعلا، فالموت صار يهدّد حياة الكثيرين في الملاعب، أين تتكرّر مشاهد أحداث الشغب، و تتّسع دائرة عنف التنظيمات(ظهور ما يعرف بالألتراس)، هذه الأخيرة تتمتع بالقدرة على تحقيق أهداف معيّنة في أزمنة معيّنة و بوسائل مختلفة.
لقد حان الوقت لتُفْهم رسالة الخطر، و يتمّ تشخيص الحالة و إيجاد الخطط العلاجية اللازمة، و رصد التنبؤات المستقبلية بعيدا عن سياسة الهروب إلى الأمام، و الاستمرار في تمرير الخطابات الديماغوجيّة في ظلّ استشراء الفساد المالي و الإداري في الأوساط الرياضية و انتشار العنف. إنّ الرّياضة التي تموّل من الخزينة العمومية لأجل ترسيخ القيم السّامية و ترقية التربية البدنية للأفراد في إطار سياسة الوقاية العامة يجب أن تعود إلى الدّور المنوط بها، ينبغي أن ترجع إلى أهلها في كلّ الاختصاصات بعيدا عن تجّار الموت الذّين يترصّدون النّاس و يتربّصون بهم من أجل الاكتناز و الاغتناء على حساب الشّعب، و لو كان ذلك باسم الرّياضة، و تحت شعارات رنّانة من قبيل " الاحتراف " الذّي يساوي لديهم مفهوم " الاغتراف" من المال العام.
قلم: أحمد بلقمري
تعليقات
إرسال تعليق