السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تحيّة أخ سافر معك في طيّات ما أرسلت إليه من أجنحة ودّ وقصد، بدم الأبيات النقّي الموصول على جبين الكلمات.
تلقيّت مخطوطك بسرّة خاطر، ومازال يعتريني الشّوق للإجابة على سؤال الغلابة في بلاد المنشأ والمسقط والميلاد.
![]() |
رشيد زهاني |
أيّها الأحمد تابعت قلمي لآخر مجراه فرأيته يقتحم بي بحارا ثم محيطات، وإذ بي أبتهج لانتهائه اتّسع، فازددت توددا كي أمارس معه "غوصا ممنوعا" فيلفظني إلى تلك المالانهايات، تزداد حيرتي ها هناك في عالم من ضباب فأكتم الأنفاس وأنغنغ بأنفي لأقتصدها، فتخرج مني الآهات وافرة طبعا، لأن الذّات حائرة مسمّمة بالمقارنات، وأظننا خلقنا هكذا ليوم نترك مساحاتنا التي نشغلها لآخرين من جنسنا وهذا شطرٌ من فصل لكلامك.
ولما صار منك شدّ وانقباض لخروج روح فكرة، وميل واتزان ككفتي ميزان، فتلك ظاهرة صحيّة على رأي علماء الاجتماع، لأن عقلا خاملا غير متجاذب لا رجاء منه، ومجادلة العقل لمناصحته فتح لباب الفائدة كما قال الإمام البربهاري، وأنت الصحّيح موفّق فيما تخطره في هذه أيضا.
أيّها المحمود، فلتعرف أن الوهم سائل زئبقي متسرّب من مصانع الغضب المجاني الذي يلتهم صحارينا القاحلة، فالفراغ يزحف علينا بطونا في غياب الرؤية السديدة والبلاغة الحميدة، فالأورام ليست بالجسد، بل تنخر كالسوس عوالمنا المفتوحة وتثنيها عن عزم القفز بين الأزمنة لاسترجاع تعابير الوجه المشوه في ميكانيزمات مهترئة حاليا !.
أيّها المحمود، فلتعرف أن الوهم سائل زئبقي متسرّب من مصانع الغضب المجاني الذي يلتهم صحارينا القاحلة، فالفراغ يزحف علينا بطونا في غياب الرؤية السديدة والبلاغة الحميدة، فالأورام ليست بالجسد، بل تنخر كالسوس عوالمنا المفتوحة وتثنيها عن عزم القفز بين الأزمنة لاسترجاع تعابير الوجه المشوه في ميكانيزمات مهترئة حاليا !.
أخي أحمد الصيرورة المثبّتة على رقابنا كعبيد لهذا الحال الملوّث تحتاج لسيرورة منتجة، فتساؤلات، من وماذا؟، كيف ومتى ولماذا؟، ستحرجنا لنلملم قوقعاتنا المتكلّسة في عالم يكتب ويسافر ويتساءل.. لكلّ من يريد لعب المضاربة الفكرية التي تنتج شلالات لا تنضب من مضامين كضبّاط صف دوما في الطليعة.
الثنائيات المتناقضة يا سي أحمد هي تكامل بين الناقص والإيجابي فالفشل والحزن والتعثّر يفيض بها تنّور النجاح والفرح والمثابرة لحد غرقها ويذهب رجسها، وهكذا كلّ يدفع كلاّ في دوائر الحياة، حتى نبلغ مأربا وتستشري فينا نسائم المبتغى يا عزيزي.
هذا ردّي أيّها الرّاقي، وأتمنّى أن تلامس روحك هذا الكلام، وتجده كنجمة قطبية في تلك الصحراء المقشّشة التي تسكنها أقلامك كقوافل لن تظل طريقها حتما أيّها الباحث عن الحقيقة الحقيقيّة.
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أخوك: رشيد زهاني
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أخوك: رشيد زهاني
تعليقات
إرسال تعليق