الخروج من
البئر.
قلم: أحمد بلقمري
اقرأ أيضا"ماني" أو فخامةُ الشّعب الجزائري
اقرأ أيضاالخروج من البئر.
هل فهمت شيئا ممّا قلته لك،
أعلاه؟.
أعرف أنّك شعرت بالضّياع
أمام كلام كهذا، سأشرح لك الأمر على عجل لتفهم ما أردت قوله، أنت وأنا نعيش في بئر
عميقة منذ مدّة طويلة، طويلة جدّا، بدأت القصّة قبل أن نولد، فهناك من سرق الحبل والبكرة
والدّلو، وأغرقنا جميعا، كان كلّما أراد الصّعود إلى السّماء قام بإغراقنا،
بالماء، بالعرق، بالدّم، بالتّراب، بالرّمل، بكلّ ما لا نستطيع احتماله !.
أعرف أنّك لم تفهم إلى حدّ
الآن، قم فقط بالتالي:
ارغب، واطلب حاجتك، أحلم، قم
بنفس الفعل الذي قام به فخامة الشّعب الجزائري يوم 22 فبراير 2019، اجمع قواك
كلّها، اجعلها قوّة محرّكة، وأخرج، إلى الأعلى صوب فخامة الرّئيس الذي لا تراه سوى
في صورة جامدة معلّقة على ثلاثة أرجل خشبية. التحق بالجموع، أخرج، واصدح بدعوتك،
قل: لا سيّد هنا سوى الشّعب !. لا تلتفت لما يقال، لا تشتّت
قواك يمنة ويسرة، صوّب هدفك نحو الأعلى، واصرخ: لقد خرجنا من البئر، يا سادة!.
آه، نسيت شيئا مهمّا، قبل
أن تقرّر الخروج من البئر، عليك بمشاهدة فيلم عبقريّ مبهر بعنوان "البئر Le puits"، وهو
فيلم درامي جميل لمخرج سينمائي جزائري اسمه: لطفي بوشوشي، تدور أحداث قصته في نهاية خمسينيات القرن الماضي أثناء فترة
الاحتلال الفرنسي حول معاناة سكان إحدى القرى الجزائرية التي قام الجيش الفرنسي بمحاصرة
سكّانها من النساء والأطفال ومنعهم من الاقتراب من البئر الوحيدة التي يتزوّدون
منها بالماء، فكلّ من يقترب من البئر يقوم جنود الاحتلال بإطلاق النّار عليه،
فيكون مصيره الموت.
نسيت أن أقول لك، أيضا، أنّك
بعد مشاهدة الفيلم ستفهم أنّ النّصر هو حليف من يمتلك الإرادة، وليس من يملك القوة.
أخي في الحلم، انزع
القبّعة، تعال معي، ولنهتف معا: لقد خرجنا من البئر، أيّها العالم !.
تعليقات
إرسال تعليق