/ كيف صمد الحراك الشّعبي في الجزائر؟.

القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف صمد الحراك الشّعبي في الجزائر؟.

كيف صمد الحراك الشّعبي في الجزائر؟.
رسالة إلى الأوصياء الأبديين على الشّعب الجزائري.


فجأة، استيقظ الفرد الجزائري، وخرج إلى الشّارع، خرج من نفسه إلى نفسه، إلى فضاء فسيح يسع الجميع، خرج الإنسان، وقد عرف معنى " Avancez l’arrière " أخيرا !. الرّجوع إلى الخلف أو الحركة نحو الوراء، تمّ هذا الفعل في اللاّشعور، عاد الجزائري مرّات ومرّات إلى فترة التّسعينيات، تلك الفترة الدّموية البئيسة، فتشكّل الوعي الكبير، وخرق قواعد النّظام. جاءت وثبة واحدة، هبّة واحدة، لتقلب الموازين، وتمتصّ الطاقة الحركية للوسط دون أن تتحطّم، دون أن تحطّم ما حولها: يا لها من مقاومة للصّدمات القويّة !. فلتترشّح هذه الصّورة العملاقة للرّئيس، لا لن تتشرّح، لأنّه بإمكانّي المقاومة، بإمكاني تمزيق الصّورة في اللاّشعور، سأرجع للخلف حتّى أكون أقوى، سأرجع لأكون قادرا على الفعل والمقاومة، سأرجع لأنّني الآن أكثر قدرة من أي وقت مضى على المقاومة، هكذا قال الفرد، بل هكذا قال الشّعب؛ إنّها المقاومة، إنّها استراتيجيات المقاومة، إنّها ميكانيزمات الجلد النّفسي أو ما يعرف في علم النّفس بـالرّجوعية/ الجلد (La résilience).

هكذا تحرّرنا فجأة، وصرنا أقرب إلى تحقيق نصر كبير على الخوف، صرنا قادرين على تطوير استراتيجيات المقاومة ضدّ ماضينا المؤلم، صرنا نتوق وننزع للعيش الكريم دون أن تسقط قطرة دم واحدة، صرنا نبكي فرحا دون البكاء حزنا، صرنا أقدر على حماية أنفسنا وتأطير مسيرنا قبل مسارنا. اليوم، نحن نتعرّض للضّغوط، للألم، لكنّنا نستلهم من كلام قائدنا العربي بن مهيدي: "نحن أعرف كيف أقهر الألم !"، هكذا علّمنا المعلّم، ألم يقل لنا من قبل: "ألقوا بالثّورة إلى الشّارع يحتضنها الشّعب؟". فلتنم قرير العين معلّمنا الأوّل فأبناؤك: "خرجوا من المهد !".
قلم: أحمد بلقمري. 07/03/2019
هل أعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع